الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سيلفي الكوارث .. هم يضحك وهم يبكي !!

سليفى قطار الاسكندرية
سليفى قطار الاسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وسط مشاعر الحزن التي سيطرت على ملايين المصريين بسبب حادث التصادم المروع لقطاري الإسكندرية الذي راح ضحيته المئات ما بين وفيات ومصابين .. أثار انتشار "سيلفي رجال الإسعاف" جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي .
وتناولت أغلب التعليقات استهانة المسعفين اللذين يظهران في "السيلفي" بالكارثة الخطيرة وانشغالهم بالتقاط الصور التذكارية عن أداء واجبهم في انقاذ المصابين وجمع أشلاء المتوفين .
وتفتح هذه الواقعة الباب واسعاً حول أشهر الحوادث التي التقط فيها "سيلفي" في أوقات غاية في الصعوبة والحسم .
ففي الوقت الذي قامت فيه الدنيا ولم تقعد إثر حادث اختطاف طائرة "مصر للطيران" وإجبارها على الهبوط بأحد مطارات قبرص يوم 30 مارس 2016 .. أثارت صورة "سيلفي" لشخص بريطاني مع مختطف الطائرة جدلاً واسعاً حول ظاهرة "جنون السيلفي" التي تجتاح البشر حتى في أخطر المواقف وأحلك الظروف .
وبمجرد انتشار صورته على المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي، بدأ الجميع يتساءل عن صاحب الصورة "السيلفي" التي أظهرته إلى جانب مختطف طائرة مصر للطيران سيف الدين مصطفى، الذي احتجزها لعدة ساعات في مطار العاصمة القبرصية لارنكا.
وصاحب هذه الصورة هو شاب بريطاني يدعى بن إينيس يبلغ من العمر 26 عاما، ويعمل مدقق حسابات بهيئة الصحة والسلامة البريطانية.
وظل إينيس محتجزا لست ساعات كاملة ضمن أربعة من الرهائن الأجانب فضلأ عن طاقم الطائرة، بعد أن سمح المختطف لباقي ركاب الطائرة بالهبوط منها، وأثناء احتجازه تمكن إينيس من الاقتراب من مختطف الطائرة والتقاط الصورة السيلفي معه، ومن ثم أرسلها لأحد أصدقائه الذى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي واصفا ما اقدم عليه إينيس بـ "الخطوة العقلية" .
سيلفي حريق دبي
وبطبيعة الحال لم يكن "سيلفي الطائرة المخطوفة" هو أول حالة مثيرة للجدل .. فقبله بعدة شهور وتحديداً في الساعات الأولى من العام 2016 اندلع حريق هائل في فندق "العنوان" بإمارة دبي .. أثارت صورة "السيلفي" التي التقطها مصريان، وخلفهما فندق "ذي أدريس" بدبي أثناء حريقه، أزمة كبيرة لهما بعدما سارعت شرطة دبي بإيقافهما وحجزهما 7 أيام على ذمة التحقيق، حيث التقطا الصور قبيل بدء احتفالات رأس السنة، ونشروها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عبارة "2015 أبى إلا لا ينتهي دون كوارث" .
ولم يقتصر الأمر على المصريين فوسط النيران الهائلة وجهود إطفاء حريق الفندق أثارت صورة "سيلفي" لرجل وامرأة ظهر فيها الفندق وهو يحترق خلفهما، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة بعد نشرها على موقع "إنستجرام"، واعتبر معظم المعلقين أنها غير لائقة، فيما طالب بعضهم بحذفها على الفور على اعتبار أنها مسيئة وتظهر الشماتة .
وقامت السلطات الإماراتية بتوقيف أصحاب صورتي "السيلفي" ثم أفرجت عنهما بعد توجيه اللوم لهما .
وبصفة عامة فإن الانتشار الهائل لالتقاط "السليفي"، يطرح تساؤلاً هاماً يتعلق بانتقال العدوى من التقاط الصور مع نجوم الفن والرياضة والمشاهير إلى "سيلفي المصائب"
ويرى خبراء الطب النفسي، إن حمى التقاط الصور "السيلفي"، أصبح وسيلة لتناقل الأخبار والأحداث العالمية فور وقوعها، فمن يلجأون لـ"السيلفي" يستخدمون الإنترنت كوسيلة لنشر الحوادث حتى بات سلوكًا مجتمعيًا يظهر في الأزمات والمقابلات الشخصية، والمناسبات الرسمية .
فالأفراد الذين يلتقطون صور "سيلفي" فور وقع الحدث، نابع عن حبهم إما للمغامرة أو للخراب والدمار، وانعدام الشعور بالذنب وهو ما يسمى بـ"السيكوباتية"، حيث تتوقف مشاعرهم عند حرصهم على إثبات أهميتهم وتواجدهم في الأحداث الخطيرة ويرتفع لديهم حس الانحراف، علاوة على الفراغ الذي يعانونه ويمرون به وعدم تقديرهم للكارثة التي تحدث .
ويعود أصل صورة الـ"سيلفي" إلى نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وذلك بفضل كاميرات من نوع "براوني"، حيث كان المصورون الذين يلتقطون تلك الصور الشخصية يستعينون بمرايا لالتقاط تلك الصور. أما عن تسمية Selfie فتعود إلى سنة 2002 على المُنتدى الإلكتروني الأسترالي ABC Online، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012 .
وقد عرف هذا المصطلح انتشاراً واسعاً بعد صورة السيلفي الشهيرة التي التقطت في حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثمانون مع أشهر نجوم هوليوود، في الحفل الذي أقيم في شهر شباط من العام 2013، وضمت الصورة عدا عن إلين جينيريس، براد بيت وأنجلينا جولي وميريل ستريب. ولصور السيلفي أيضاً حكاية مع الممثل الإنجليزي الكوميدي روان سباستيان أتكينسون الشهير بشخصية "مستر بين" المسلسل الكوميدي الصامت .