الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«المرأة والجهاد».. «2»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى ١٢ أكتوبر ١٩٩٠، هزت مصر فاجعة كبرى، اغتيال، رئيس مجلس الشعب الأسبق، الواقعة شهيرة دون الخوض فى تفاصيلها، إلا أن الجديد فى الأمر، أن «المحجوب» رحمه الله، قتل خطأً.
كان المقصود بالقتل، اللواء عبدالحليم موسى، وزير الداخلية الأسبق، تلقى منفذ العملية أمر الاغتيال لوزير الداخلية الأسبق، بمعلومات عن لون وماركة السيارة التى يستقلها وحراسه، إلا أنه قبيل تنفيذ العملية بليلة تزوج امرأة، وكان الزواج باسم آخر غير اسمه، فالرجل مطلوب أمنيا، ما أتاح له أن يزور اسمه فى عقد الزواج، ويخفيه على العروس وأهلها، دون مراعاة أن ذلك «باطل» واستخفاف بكلمة الله التى أحل بها حق الزواج والأسرة.
صادف حظ «المحجوب» رحمه الله السيئ أن منفذ العملية غلبه النعاس نتيجة ليلة زفافه، فكُلف غيره بتنفيذ العملية، الذى تأخر فمر موكب وزير الداخلية قبل وصوله وترصده، ولضيق وقتهم جاءت التعليمات للمنفذ الجديد بلون وماركة السيارة، ليمر من نفس الطريق موكب المحجوب، بسيارة تشابه سيارة وزير الداخلية من حيث اللون و«الماركة»، فكان الاغتيال الذى هز مصر وقتها، واقعة لها دلالة، أن المرأة وسيلة لأصحاب هذا الفكر، دون اعتبارات بحلال أو حرام أو آدميتها.
أعلى الإسلام من المرأة بصورة لم تحدث فى ديانة سماوية أو وضعية أو قوانين أرضية، حتى وقتنا هذا، وكل ديانة تنظر للمرأة بناء على ما ورد فى كتاب تلك الديانة.
جاء فى الموسوعة اليهودية عن وظيفة المرأة أنها، خلقت لخدمة الرجل ومساعد له، تكونت من أحد أضلاع الرجل الأول آدم، ويرتبط جوهرها كمخلوق إنسانى بوظيفتها كرفيقة للذكر، ومرتبتها تأتى ثانية أدنى من الزوج الذى يسيطر عليها.
تعتبر اليهودية «حواء» مسئولة عن أول معصية، ففى سفر التكوين: «وكانت الحية أمكر وحوش البرية التى صنعها الرب الإله، فسألت المرأة: أحقا أمركما ألا تأكلا من جميع شجر الجنة؟ فأجابت المرأة: يمكننا أن نأكل من ثمر الجنة ما عدا ثمر الشجرة التى فى وسطها، فقد قال الله لا تأكلا منها ولا تلمساها لكى لا تموتا، فقالت الحية للمرأة: لن تموتا، بل إن الله يعرف أنه حين تأكلان من ثمرة هذه الشجرة تنفتح أعينكما فتصيران مثله قادرين على التمييز بين الخير والشر، وعندما شاهدت المرأة أن الشجرة لذيذة للمأكل وشهية للعيون، ومثيرة للنظر، قطفت من ثمرها وأكلت ثم أعطت زوجها أيضا فأكل معها فانفتحت للحال أعينهما وأدركا أنهما عريانان فخاطا لأنفسهما مآزر من أوراق التين».
فالمرأة أساس الخطيئة، قطعت ثمار الجنة أولا ثم أكلت منها، ثم أعطت آدم، وفى كتاب الصلوات الرسمي: «بوركت يا إلهى يا من لم تخلقنى امرأة» انطلاقا من إيمانهم الكامل بمعصية المرأة وتصنيفها فى المرتبة الدنيا، كما يعتقد اليهود أن الله عاقب المرأة على فعلتها بألم الولادة وتسلط زوجها عليها.
وفى الأمور الحياتية، مثل التجارة؛ فإن اليهودية تؤمن بأحقية قوامة الرجل على المرأة، وما هى له إلا معينة، وله القرار والقيادة لأنها فشلت فى إدارة حياتها فى الجنة، وفى دائرة المعارف اليهودية: «الرجل سيد على المرأة وأنها ملك له وإن كانت تستشار فى بعض الوقت».
فى اليهودية تأخذ المرأة اسم زوجها وعائلته، وليس لها أن تدير أموالها بنفسها، وليس لها الحق فى إبرام العقود أو الهبة، بمعنى آخر ليس لها مباشرة حقوقها المدنية، ترافق زوجها دون أن تحارب، لها حق الورث، وإن كان فى الميراث ولد تُحجب البنت، يرث الزوج زوجته ولا ترث الزوجة زوجها.. للحديث بقية.