الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

مبعوث الصين للأزمة السورية: الحل السياسي أصبح ممكنًا أكثر فأكثر

المبعوث الصيني للأزمة
المبعوث الصيني للأزمة السورية شيه شياو يان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعرب المبعوث الصيني للأزمة السورية شيه شياو يان، عن اعتقاده بأن الأزمة السورية تتقدم نحو الحل بخطوات بطيئة لكنها مهمة، وان الحل السياسي للأزمة بات ممكنا أكثر فأكثر.
وقال المتحدث فى مقال نشره اليوم الجمعة في صحيفة "الشعب" اليومية الرسمية التى تعد اوسع الصحف الصينية انتشارا - إن اندلاع الأزمة السورية يعود إلى تراكم العديد من المشاكل المحلية على مدى طويل، كما أن القوى الأجنبية تمثل طرفا رئيسيا في الأزمة، هذا إلى جانب الصراع الطائفي.
وأضاف أن الأزمة السورية لم تكن حدثا بالغ الدموية فحسب، وانما تحولت إلى كارثة كبرى حلت بسوريا، كان لها تأثير دولى خطير من خلال تغذيتها لإنتشار الإرهاب عبر العالم، وخلقها لأكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، علاوة على تسببها فى أن تعيش سوريا فى وضع بالغ الصعوبة، وفى أن يظل السلام الذي يصبو اليه الشعب السوري حلما بعيد المنال حتى الان.
وأوضح المبعوث الصينى أن المأساة الإنسانية التي تعيشها سوريا أيقظت ضمير البشرية، وحفزت محبي السلام في العالم والقوى الحريصة على العدالة للدفع بإتجاه معالجة الأزمة، لتتصاعد بعد ذلك وخلال العام الماضى الأصوات المنادية بالوحدة في مقاومة الإرهاب، واستعادة السلام واحترام السيادة السورية وإعادة الإعمار.
وأشار الى أنه وبفضل الجهود المشتركة، مني تنظيم داعش وعدة تنظيمات ارهابية اخرى بضربات موجعة في العراق وسوريا، كما توصلت الدول المعنية إلى اتفاق حول "منطقة خفض الصراع"، ما أسهم في توسيع رقعة الأراضي المنضوية تحت وقف إطلاق النار، وحفّز جزءا من اللاجئين على العودة إلى منازلهم، موضحا أنه وفي ظل بروز هذه الخطوات الإيجابية، تضاعفت تطلعات الناس نحو حل الأزمة السورية.
وقال شيه شياو يان إنه شارك خلال الفترة القريبة الماضية في الجولة السابعة لمحادثات السلام بجينيف حول الأزمة السورية، وقام بعدها بزيارة بعض دول الشرق الأوسط، حيث التقى مع مختلف الأطراف سعيا لدفع محادثات السلام والتعبير عن الموقف الصيني البناء، وأشار الى أنه إجمالا يمكن القول أن الوضع بالنسبة لسوريا مازال هشّا، وأن الجولة الاخيرة من محادثات جينيف لم تأت بإختراق حقيقي، لكن وبالرغم من هذا فإنه يمكن ملاحظة انه حدث تقدم مرحلي، وارتفاع مستوى الإجماع، وسعى نحو الإتجاه الصحيح.
وأضاف أن الجانب الصيني دعى خلال الجولة الاخيرة من المحادثات مختلف الأطراف للإنطلاق من المصالح الجوهرية للشعب السوري وأمن المنطقة طويل المدى، كما أكد على ضرورة اغتنام المؤشرات الإيجابية التي أظهرتها الازمة السورية، والتحلي بالثقة والصبر ومراكمة جهود حل الأزمة، لخلق مزيد من الظروف المواتية للحل النهائي، موضحا أن موقف الصين الذي اكد عليه خلال المحادثات يرتكز على خمسة محاور تتمثل فى:
أولا: أنه يجب التمسك بالحل السياسي، والتخلي عن فكرة حسم الصراع في ساحة الحرب، كما أن على مختلف الأطراف العمل على دفع الحوار والمحادثات، وضمان استمرارية العملية السياسية وإستقرارها، كما أن عليهم إظهار الصدق والتقريب بين المواقف، بمايعزز الثقة المتبادلة والإجماع.
ثانيا: أنه يجب التمسك بمبدأ تقرير الشعب السوري لمصير سوريا وأنه ينبغى على مختلف الأطراف السورية إظهار الإحترام والتفهم وتعزيز فرص الحوار، والعمل على التوصل إلى حوار ومفاوضات ذات تمثيا واسع، وفي ذات الوقت، فإن على الجميع التمسك بوساطة الأمم المتحدة، والعمل على تفعيل دور آليتيْ محادثات جينيف ومحادثات أستانا، كما أن على مختلف الأطراف الأجنبية العمل على دعم المفاوضات، وعدم فرض أجنداتها على سير المحادثات.
ثالثا: أنه يجب اغتنام اى فرصة متاحة لضرب الإرهاب، وفي الوقت الذي يتم فيه ضرب المنظمات الإرهابية، يجب الإنتباه إلى عدم تفريق الإرهابيين في مختلف المناطق ويجب توجيه الضربات القوية إلى جميع المنظمات المدرجة على قائمة الإرهاب في منظمة الأمم المتحدة، وعدم الكيل بمكيالين، أو التقوقع داخل الحسابات الجيوسياسية "وعلى هذا الأساس، فإن جميع الأطراف مدعوة إلى العمل على تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب، وعلى جميع الأطراف تقديم اسهامات ايجابية في هذا الجانب".
رابعا: دعم جهود إعادة الإعمار في سوريا... حيث أنه ينبغى على المجتمع الدولي أن يقوم بدعم جهود إعادة الإعمار السورية، ومساعدة هذه الدولة المنكوبة على إعادة إنشاء بنيتها التحتية، وتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم، كما يجب الإهتمام بإعادة التأهيل النفسي للسوريين ومساعدتهم على تضميد جراحهم، وإستعادة الأمل والنظر إلى المستقبل.
خامسا: ضمان سيادة واستقلال ووحدة سوريا لان السيادة والإستقلال ووحدة الأراضي تعد شروطا أساسية لمحافظة أي دولة على سلامها واستقرارها، وتحقيق أمنها طويل المدى... " كما أن الإحترام المتبادل للسيادة والإستقلال والوحدة هي الطريق الوحيدة للتعايش بين الدول على اختلاف أيديوليجياتها، وأديانها واقتصادياتها، وحماية الأمن والإستقرار الإقليمي والعالمي".
وأكد شيه شياو يان أن الصين ستواصل التعاون مع المجتمع الدولي، مقدمة إسهاماتها وحكمتها ومقترحاتها، للعب دور بناء في إستعادة السلام والإستقرار في سوريا وكامل منطقة الشرق الأوسط.