الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أهالي قلعة "الكبش": "إحنا في الشارع يا حكومة"

أهالى قلعة الكبش
أهالى قلعة الكبش يفترشون الشوارع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المحافظة تبدأ فى إزالة منازلهم بحجة التطوير.. والمواطنون: «نروح فين إحنا وأولادنا؟».. وموظفو الحى: «اللى مش عاجبه يتظلم» 

مأساة مريرة عاشها أهالى «قلعة الكبش» بالسيدة زينب، عقب البدء فى إزالة منازلهم، بحجة تنفيذ خطة المحافظة فى تطوير العشوائيات، حيث كان المشهد مأساويا، فبمجرد شروق شمس الصباح فوجئ الأهالي ببلدوزرات ولوادر تخترق المنطقة وتهدم المنازل على رؤوس قاطنيها، فيما الأهالى يصرخون ويتوسلون «نروح فين.. إحنا وأولادنا»، والإجابة عنهم من بهوات الحى والمحافظة: «أنتو متعدّين ولا حقوق لكم.. واللى مش عجبه يتظلم».
«البوابة» رصدت المشاهد الدرامية من إزالة المنازل، وقيام الأهالى بعد هدم منازلهم بافتراش طرق المنطقة، وبجوارهم أمتعتهم وممتلكاتهم القليلة، فيما أقام البعض خياما احتموا بداخلها من نظرات المارة، فيما كان الوجع فى الصدور عارما والغضب مشتعلا داخل قلوب الشباب والرجال، أما الفتيات والنساء فقد اكتفين برفع الأيدى للسماء، وصب اللعنات على من أصدر قرارات بتشريدهم دون أن يوفر لهم البديل. 
أحد الأهالى ويدعى «علاء السيد- ميكانيكى»، لخص مطالب الأهالى قائلا: «لا نريد سوى البقاء فى منازلنا، لسنا متعدين، أنا عن نفسى مقيم فى المنطقة من ٣٠ سنة، ولدى كل الأوراق والمستندات التى تثبت ملكيتى لورشتى والمنزل الذى أملكه، ودفعى للكهرباء والمياه، ولكن الحى والمحافظة ببساطة يريدون نزع ملكيتنا وطردنا دون حتى أن يوفروا لنا البديل، على الرغم من أننا طرقنا كل الأبواب، وذهبنا إلى جميع المسئولين، ولم يسأل فينا أحد، وكأننا لسنا بشر».
ويستطرد قائلا: «توجهنا إلى الحى وسألنا عن صاحب قرار إزالة البيوت والمنازل، ولم يكلف أحد خاطره بالرد علينا، إلا أن هناك شائعات تتردد أن الأمر مرتبط بوجود رجال أعمال يريدون استثمار أرض المنطقة بعد إزالة مبانيها».
ويضيف عماد الخونكى، من أهالى المنطقة قائلا: «رئيس الحى رفض مرارا مقابلتنا وأغلق بابه فى وجه الأهالي، والحى ومعه المحافظة لجأوا إلى سياسة الإجبار والضغوط لإجبارنا على ترك منازلنا»، موضحًا: «استخدموا معانا سياسة لى الذراع وآليات التطفيش، منها قطع المياه وفصل الكهرباء عن المنازل، رغم أن مطالب الأهالى لم تتعد سوى كونهم يرغبون فى البقاء فى منازلهم، لا سيما أن محال عملهم وورشهم فى المنطقة، خلاف مدارس أولادنا فى كل المراحل من الابتدائى حتى الثانوى، لكننا لن نترك منطقتنا ونحن مستعدون لعمل تطوير فى المنازل، حسب المواصفات التى يحددها حى السيدة زينب».
ويرى الخونكي، أن هناك مؤامرة تحاك ضد الأهالى، واصفا قرار الإزالة وإخلاء السكان بأنه غير معقول، خاصة فى عدم وجود بدائل، لافتًا إلى تخلى الكل عن مساندتهم، من نواب برلمان عن السيدة زينب أو الحي، والمسئولين كافة، الذين أغلقوا الأبواب فى وجوههم، قائلا: «ليس لديهم إلا عبارة واحدة، أخلوا المساكن فى أسرع وقت».


الرؤية ذاتها لدى ماجد سعد، محاسب بالضرائب، وأحد أهالى الحى، حيث يقول: «الناس هنا ساكنين من عشرات السنين، وكلهم عندهم مستندات ملكية، لكن من فترة صدر قرار بإزالة المنطقة دون مبرر».
ويؤكد ماجد: أن «قلعة الكبش» ليست منطقة عشوائية، وإن كان بها مناطق ذات خطورة، فإن هناك منازل سليمة ١٠٠٪، وهى مبنية من عقود، لكن الإزالة جاءت بطريقة عشوائية وهمجية، وبطريق الإخلاء القصرى دون سابق إنذار، ولم يعوض أحد سوى ١٤٠ أسرة، تم تسكينهم فى مساكن منطقة «الأسمرات»، أما بقية أهالى الحى فلم يتم تعويضهم، لذلك أناشد الرئيس والمسئولين التدخل لتعويض البسطاء هنا ممن لا يملكون إلا قوت يومهم لتوفير بدائل للمتضررين.
وتعبر زينب السيد، من أهالى الحى، عن المأساة التى يعيشها الأهالى قائلة: «ماعنديش مكان أروحله بعد هدم بيتى، وعايشة دلوقت فى الشارع من أسبوع قدام بيتى المهدود»، مشيرة إلى أنها أرملة توفى عنها زوجها من سنوات، تاركا خلفه لها مسئولية تربية ٣ أطفال.

من جانبه توجه النائب محمد شعبان، عضو مجلس النواب عن دائرة السيدة زينب، بالعديد من الشكاوى إلى وزير التنمية المحلية ومحافظ القاهرة، عرض فيها لما قام به حسام رأفت، رئيس حى السيدة زينب، وتعمده إهانة أهالي «قلعة الكبش» وسبهم بألفاظ جارحة، مطالبا بنقله لصعوبة التعامل معه وإنهاء الاحتقان بالمنطقة.