الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"نادية" تدفع حياتها ثمنًا لـ"كيد النسا".. "مرات أبوها قتلتها"

نادية ووالدها
نادية ووالدها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الأب: ابنتى كانت تكتفى بالشكوى إلى الله وكانت ترفض إبلاغى بتعذيب زوجتى لها.. وأطالب بالقصاص العادل"

عندما يتملك الانتقام من قلب أحد يملؤه بالحقد والكراهية، ويجعله يفكر فى فعل أى شيء مقابل تحقيق أغراضه التى يسعى إليها، هذا ما فعلته «ثناء-٣٤سنة» ربة منزل مع ابنة زوجها الطفلة، فقررت أن تنتقم منها لضربها لابنها.
«نادية» الطفلة ذات الـ(١١ عاما) التى لم تشفع لها براءتها أمام زوجة أبيها المتوحشة، عثر على جثتها ملقاة بالرشاح بعد ١٢ يوما من البحث وتبادل الاتهامات.
يقول عوض الأب المكلوم: «فقدت حياتى بفقدان نجلتي، لم أصدق حتى الآن خبر وفاة نادية، هناك شيء غريب يربطنى بها وليست مجرد علاقة أب بابنته، علاقة تفوق الوصف، كنت أحبها كثيرًا، ولم أكن أستطيع الغياب عنها ولو للحظات قصيرة، كما أننى لم أكن أتحمل غيابها أبدًا، فبمجرد أن نختلف كنت أتوجه إليها وأصالحها لأنال رضاها، وأضمن أنها مبسوطة».
واستكمل الأب قائلًا: «نادية كانت أوقات تقولى عاوزة أروح أبات مع أمى وكنت بقولها روحى براحتك، لأن أمها كانت بتحبها جدًا، وهى وأختها بيحبوا أمهم، لكن المشكلة اللى كانت موجودة فى نادية إنها من النوع الكتوم، يعنى لو كانت تتخانق مع حد ترفض أن تخبرنى وكانت بتخبى عليّ».
وصمت عِوَض قليلا، ثم استكمل حديثه قائلا: «نادية كانت دائمًا تكتب لى جوابات وتحكيلى فيها عن معاملة «ثناء المتهمة» لها، وبعد وفاة نادية بحثت عن الجوابات فى كل مكان بالمنزل ولم أجدها»، وذكر أن المتهمة هى من قامت بسرقة الجوابات وإخفائها لتزييف الحقيقة وإخفاء جريمتها.
وأوضح «عوض»، صاحب العقد الخامس من العمر، والدموع تذرف من عينيه أنه بعد أن اختفت ابنته أخذ فترة كبيرة يبحث عنها دون معرفة أين ذهبت، لدرجة أنه كان يجلس فى الشارع ويقوم بالاستعلام عن بطاقات المارين فى الشوارع من البائعين وغيره لمعرفة هويتهم.
وكشف والد الضحية، أن هناك عصابات قامت بالاتصال به، وأبلغته أن ابنته موجودة معهم وساومته على مبالغ مالية من أجل أن يرجعوها له، وقال إنه رفض ذلك، فلم يكن مصدقًا أن ابنته مختطفة من قبل عصابات، كما أنهم أرسلوا له صورا تشبه صور ابنته، ولكن ميز تلك الصور، واكتشف أنها ليست صور ابنته الغائبة، مطالبًا بضرورة القبض على تلك العصابات لأنها لعبت بمشاعره، واستغلت فرصة جنونه وبحثه المستمر عن ابنته.
أما عن المتهمة، فقد أوضح الأب المكلوم، أن «زوجته الجانية قد غدرت به وقتلت ابنته البريئة، حيث إنه لم يكن يتخيل أن يحدث ذلك معه على الإطلاق»، قائلًا: «أنا فى البداية شكيت إن وراء اختفاء بنتى طليقتى أم المجنى عليها، بحجة إنها عاوزة ترجعلى وأتجوزها من تانى، فدبرت تلك الخطة وأخفت نادية علشان ترجعلى، فاتفقت مع بنتى الكبيرة إننا هنرسم خطة، إنى طلقت زوجتى «المتهمة» وأمرت زوجتى أنها تروح تقعد عند جماعة قريبين، ولكنى اكتشفت فى النهاية أن اللى خفى بنتى وقتلها «زوجتى» وليست طليقتي، وعمرى ما تخيلت أنها ممكن تعمل كده».
وأوضح والد المجنى عليها، أنه «لحظة اكتشاف جثة بنتي، انهرت وأغمى عليّ من شدة وصعوبة الموقف أمامى بمجرد أن لمحت بنطلون ابنتى داخل الكيس البلاستيك»، مطالبا بضرورة إعدام المتهمة فى نفس المكان الذى أخفت فيه ابنته، لأن ذلك سوف يهدئ من النار داخله، وذلك هو الحل الوحيد الذى سيرضيه حتى تكون عبرة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل تلك الجرائم البشعة».
وأنهى حديثه قائلًا: «مش مصدق إن نادية ماتت، دى كانت زى الملاك ومكانتشى بتزعل حد، وأنا عارف إن بنتى فى الجنة، ودا اللى مطمنى، وأنا دفنتها بإيدى جنب عمتها علشان أكون مطمن عليها».
وكانت تحقيقات النيابة التى باشرها المستشار أحمد ربيع، مدير نيابة حوادث شرق القاهرة، قد كشفت أقوال «ثناء» القاتلة: «ضربت ابنى ولما زعقتلها قالتلى ملكيش فيه، وأنا هخلى أبويا يضربك عشان انتى مش محترمة».
وذكرت المتهمة، أن المجنى عليها اعتادت على سبها، وكانت تحرض أباها على ضربها باستمرار، وليلة الحادث كانت «نادية» عائدة من زيارة أمها بمفردها بعد أن تركت شقيقتها، وبدأت مشاجرة بينها وبين زوجة أبيها بسبب شقيقها الأصغر «يوسف» بعد أن اعتدت عليه الطفلة بالضرب مما تسبب فى صراخه وبكائه، فأسرعت المتهمة تعاتبها على ضربها لابنها، فردت عليها الطفلة قائلة: «أنا مضربتوش هو وقع لوحده». كما أوضحت المتهمة، أنها استشاطت غضبا من رد الطفلة عليها، فأسرعت وتناولت سكينا من المطبخ وعاجلتها بطعنتين بالرقبة حتى أودت بحياتها، ثم وضعت جثتها فى «كيس» أسود، داخل «جوال» وألقت بها إلى مصرف بالقرب من منزلها.
وكانت قد استمعت النيابة إلى شهود العيان، وهم «يسرية»، و«محمد»، و«فاطمة»، حيث قالت الشاهدة الأولى: «إنها أول من رأت زوجة الأب وتحمل شوالا كبير الحجم، وعند سؤالها عنه، قالت إنها فراخ ميتة».
وقالت الشاهدة الثانية: «إنها كانت فى اتجاه لمنطقة الرشاح، وشاهدت رجل طفلة صغيرة من داخل الشوال، ولكن لم يخطر ببالها أنها رجل نادية»، على حد قولها.
والتقط «محمد»، طرف الحديث، وأوضح أنه «رأى دم كتير على الشوال أثناء جرها له على الأرض، وعند سؤالها أجابت بأنها فراخ ميتة».
تفاصيل تلك الواقعة، بدأت مع تلقى رجال مباحث قسم شرطة المرج، بلاغا من «عوض. ج. إ- ٣٨ سنة»، فنى تبريد وتكييف، بغياب ابنته «نادية ع ج-١١ سنة»، طالبة، ولم يتهم أحدا أو يشتبه فى غيابها جنائيا.