الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

حكاية ولون.. الـ"جرنيكا" أيقونة سلام ولدت من رحم الحرب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد لوحة بيكاسو الشهيرة "جرنيكا" إحدى أيقونات السلام، التي رسمها عام 1937 تأثرًا بالمجزرة التي تسببت بها طائرات النازية الألمانية قبيل الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع الجنرال الإسباني فرانشيسكو فرانكو أحد أمراء الحرب الأهلية الإسبانية.
لم يرض بيكاسو عن الحركة الانقلابية التي قام بها الجنرالات العسكريون وأدت إلى الإطاحة بالحكم الجمهوري في إسبانيا، لكن حادثة قصف قرية جرنيكا من الجو بأطنان من القنابل مع ما خلفته من دمار وعدد هائل من الضحايا المدنيين من أبناء وطنه إسبانيا أثارت وجدانه الإنساني، وأشعلت في نفسه سخطًا كبيرًا على وحشية هذه الحرب، فأنتج رائعته الخالدة التي أسماها باسم القرية المنكوبة.
باتت لوحة "جرنيكا"، احتجاجًا، لا على تدمير تلك المدينة فحسب، وإنما على فكرة الحرب ذاتها، حيث نرى في اللوحة، كل العيون متجهة للأعلى حيث تصدّت أجسام الناس العُزل، الأبرياء، للقنابل المحرقة.
جاءت اللوحة بلا ألوان فقط بالإبيض والأسود والدرجات الرمادية المتفحمة وبقياس جداري كبير امتد 349 سم طولًا و776 سم عرضًا.
دارت اللوحة بين عدد كبير من المتاحف العالمية حتى استقرت في متحف الفن الحديث في نيويورك بعد استحواذ الجنرال فرانكو على السلطة، وذلك بناء على طلب بيكاسو شريطة أن تعود اللوحة إلى إسبانيا بعد العودة إلى الديمقراطية.
في عام 1981 حطت طائرة أمريكية ضخمة على أرض مطار مدينة مدريد وعلى متنها لوحة الـ"جرنيكا"، وقد استقبلت في المطار استقبالًا ملكيًا مهيبًا، وحيتها طلقات المدافع وفرش على طريقها البساط الأحمر ليتم تسليمها إلى السلطات الملكية الدستورية في إسبانيا، ومن ثم تم نقلها إلى متحف البرادو الشهير في مدريد!
تتربع اليوم اللوحة على مساحة جدارية بارزة في متحف الملكة صوفيا- مدريد، وقد وقع الاختيار على هذا المتحف بعد تنافس كبير بين عدة مدن إسبانية على شرف حيازة هذه اللوحة في متاحفها.