الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"سويقة" منيل شبرا.. بلطجة وباعة يتحرشون بالطالبات

سويقة منيل شبرا
سويقة منيل شبرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بطول شارع «المنيل» في منطقة شبرا، يتراص بائع بجوار آخر، الجميع تتعالى صيحاته للفت انتباه الزبائن، فكل ما تحتاجه الأسرة يوجد فى هذه السوق، خضروات، فاكهة، ملابس وأدوات منزلية وغير ذلك. عشوائية السوق ليست المشكلة الوحيدة، ففى الشارع توجد مدرستان للمرحلة الثانوية، مخصصتان للفتيات فقط، ربما لا تنجو فتاة خلال الدخول والخروج من المدرستين من تحرش البائعين، فضلًا عن الضوضاء التي تصل للفصول المطلة على شارع السوق.
بحسب «عبدالله» صاحب محل الأسماك، الذى افتتح تجارته منذ أكثر من عقدين، فإن الهدوء كان يسود الشارع فى نهاية التسعينيات، ومع زيادة القادمين للسكن فى المنطقة، بدأ بعض السيدات فى الجلوس بجوار محلات الأسماك والفراخ، لبيع الجبن والبيض، فتشجعت أخريات لعرض خضروات أو فاكهة، إلى أن تحول الشارع بأكمله لـ«سويقة»، وزادت الأزمة مع إنشاء المدرستين، إذ يستغل بعض الشباب زحمة المارة للتحرش بالطالبات أثناء خروجهن من المدارس.
ويضيف: «نشفق على الطالبات ومدرسيهن من الأصوات التى تزعجهم طيلة أيام الدراسة وحتى الامتحانات، وكثيرًا ما تحدث مشادات ومشاجرات بين الباعة، تصل أحيانًا لاستخدام أسلحة بيضاء، مما يهدد الطالبات وأهالي المنطقة بأكملهم، وكثيرًا حاولنا حل الأزمة، إلا أن أعداد الباعة فى تزايد، وأصحاب البيوت لا يشتكون بسبب حصولهم على مبلغ يسمى الأرضية، مقابل السماح للبائع باستخدام المكان المجاور للمنزل».
على بعد أمتار، تجلس «أم إبراهيم» على عربة كارو، تعلوها شمسية، لم تنجح فى حجب الشمس عن وجهها الذى ازداد حمرة من الأشعة التى وصلت إليها.
تطلق صيحات متتالية، كأنها توقظ المارة من سباتهم، تدعوهم لشراء «الطماطم» المعبأة فى أقفاص خشبية. تقول: «جئت من إحدى القرى برفقة زوجى نبحث عن رزقنا فى هذا الشارع، لم نجد أماكن أخرى يقبل عليها السكان والموظفون كشارع المنيل»، تقاطعها إحدى السيدات التى تستأذنها لوزن بضع كيلوجرامات من الطماطم، ثم تفتح كيسًا من القماش معلقًا فى عنقها، تضع به ثمن ما باعت، وتكمل: «لو لينا مكان غير الشارع كنا لجأنا له».
وعن فرض الإتاوات عليهم، تقول: «البلطجة عرف سائد لكل من يرتضى بالشارع مكانًا له، فما يسرى على الناس يسرى علينا، ونعتبر المبلغ المدفوع قيمة إيجار، مقابل عدم إيذائنا أو إخراجنا من مكاننا». دون أن تتم حديثها تتدخل السيدات اللاتى يقفن حول العربة، يجمعون على جملة واحدة «سيبوا الناس تسترزق، طالما بيكسبوا من الحلال»؛ وعن مبرراتهن وعدم رفض تلك العشوائية، يؤكدن أن السوق قريبة منهن ولا يقطعن مسافات بعيدة لشراء ما يحتجنه، فضلًا عن تنوع السلع المعروضة من خضار وفاكهة ولحوم وملابس، وهذا يكفى - على حد قولهن.