الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

سوق ترعة الشابوري.. مقر الوافدون من الدلتا

سوق ترعة الشابورى
سوق ترعة الشابورى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يعرف سكان حى مسطرد بمنطقة شبرا الخيمة -على وجه التحديد - هذا الشخص الذى جاء من بلده قبل ثلاثين عامًا ليفترش مساحة نصف متر يضع فيها بضائعه ويجتهد طوال اليوم فى بيعها.
هذا الشخص المجهول غالبًا لم يكن يعلم هو الآخر أن وافدين جددًا سيلحقونه إلى هناك، يفترشون نفس الأرض و«يدللون» على بضائعهم بنفس الطرق، هم إذًا باعة شارع عرفوا طريقهم إلى أماكن حولوها بحكم الزمان إلى إرث لهم، يأتون صباح كل يوم إليها، يرصون أجولة وصوانى متلاصقة، مخلفين صفوفًا غير مرتبة، تكوّن سوقًا عشوائية فى قلب منطقة شعبية لا يعرفها قانون.
هنا سوق ترعة الشابوري، إحدى الأسواق العشوائية المترامية على أطراف القاهرة والمنسية من الحكومة، يرجع عمره إلى ثلاثين عامًا، هذه المدة التى لا تعتبر طويلة فى عمر الأحياء، ولم يستوعبها بعد «علاء عبد النبي»، أحد سكان السوق، إذ يعرب لـ«البوابة» عن انزعاجه من تحول الشارع الذى ولد فيه إلى سوق تجلب له كل يوم صباحًا ضوضاء مزعجة. ويقول: «نفسى أعزل من هنا، لكن الأزمة فى استحالة حدوث دا، الأسعار بقت جنونية فى كل حاجة».
ويتابع الشاب الثلاثيني: «إنه يخشى أن يتربى أولاده فى شارع يمتلئ بأفراد يأتون كل يوم من قرى ومحافظات أخرى لبيع بضاعتهم هنا، ورغم ذلك يقر بإقامة علاقة صداقة مع بعض الباعة، خاصة هؤلاء الذين يسكنون فى نفس المكان».
إلى جوار بيت «عبد النبي»، تنادى الحاجة «سيدة عبد العظيم» (٦٠ عاما) على بضعة كيلو جرامات من البامية ترصها أمامها فى شكل قد يغرى أى مار بالشراء. تعرف «سيدة» كواحدة من أقدم الباعة هناك، عمرها كفيل بتأكيد ذلك، تندهش عند سؤالها عن بدايات السوق، لكنها تسترسل بعد ذلك وتقول إنها جاءتها منذ أن كان يقف فيها خمسة أفراد بالعدد. 
وتتابع: «أنا من الشرقية وكنت بروح كل يوم بلد شكل عشان أبيع بضاعتى لحد ما رسيت على هنا»، وبحكم ترددها هذا على «مسطرد» قررت «الحاجة سيدة» السكن فيها، وجاءت بأبنائها وزوجها الذى يعمل بنفس المهنة فى سوق أخرى، من القرية، محدثين مع غيرها من الأسر تحولًا ديمغرافيًا طرأ على طبيعة المنطقة.