الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ترانيم الأقباط.. تعلو فوق تهديد الإرهابيين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العذراء مقصد المتباركين والزوار.. ورحاب كنائسها ملجأ للراحة والصلوات

«مجد مريم يتعظم فى المشارق والغروب.. كرموها عظموها ملكوها فى القلوب».. هكذا يترنم الأقباط داخل الكنائس والأديرة على مدار ١٥ يومًا بالتمام والكمال طيلة صوم العذراء.
وتشهد الكنائس توافدا غير مسبوق للمشاركة فى الصلوات والنهضة الروحية طوال مدة الصيام، على ألحان قبطية وترانيم روحية تدفع أرواح المشاركين إلى عنان السماء. يحرص دائما الأقباط والمسلمون على زيارة الأماكن، التى وطأت أقدام العائلة المقدسة عليها، خلال رحلة هروبهم من هيرودس الملك، ولجوئهم لأرض مصر للأمان والاحتماء. خلال السنوات الماضية قبل انفجار بركان الإرهاب الأسود، الذى يحاول التهام الجميع، كان يلجأ الزوار للمبيت بفناء الأديرة والكنائس الأثرية للتبارك من الزيارة طوال مدة الصوم، مثلما كان يشهده دير العذراء بدرنكة، وكنيسة مسطرد الأثرية.
ونظرًا للأجواء الأمنية وحرصًا على أرواح المواطنين دعت الأجهزة الأمنية الكنيسة لإلغاء الرحلات خلال الفترة الماضية، بينما لم تقف حائلا أمام احتفال الأقباط وقصدهم التبارك من العذراء، ووفرت الجهات الأمنية والسيادية تأمينات مشددة لتوفير مناخ ملائم للزوار، وحظر المبيت بفناء الكنائس والأديرة.
درنكة.. والقبضة الأمنية
تأهب رجال الأمن فى محافظة أسيوط لاستقبال الزوار والوافدين للدير للتبارك، وانتشرت سيارات الأمن والبوابات الحرارية، للكشف عن المعادن وخبراء مفرقعات وغيرها من قوات الحماية المدنية والإسعاف بمحيط الدير ضمن إجراءات الاستعداد.
ويشهد الدير دورة الاحتفال بعيد العذراء مريم، والذى يحرص عليه الكثيرون وتشهد الدورة ألحانا وترانيم، مع تحرك موكب من الأساقفة والقسوس والشمامسة الذين يخرجون من كنيسة المغارة حاملين صورة كبيرة للعذراء ومحاطة بالورود والزهور، احتفالا بعيدها، يقف الأطفال شغوفي النظر للأيقونة والمساس بها للتبريك.
لا يختلف الأمر كثيرًا بالكنائس القبطية كافة، والتى تحرص على مظاهر سنوية للاحتفال، ووسط الظروف الحالية تحرص الكنائس على الانتهاء من النهضات مبكرًا، وكانت فى السابق تستمر الصلوات والتسابيح طوال الليل.
مسطرد.. «بئر استحمام المسيح»
يبدو أن الأجواء تختلف عن السابق، نظرًا لتكرار حالات الاعتداءات الإرهابية والاستهدافات، فإن زيارة الكنيسة الأثرية فى مسطرد، اقتصرت على التوافد لنوال البركات دون المبيت، ويتوافد الآلاف لنوال بركة مياه البئر الأثرية هناك، وغيرها من الأماكن التى شهدت زيارات للعائلة المقدسة خلال رحلتها بأرض مصر، بالإضافة لزيارات الأقباط للأماكن التى شهدت ظهورات للقديسة.
تأمين الكنائس
ومن جانبه قال الأنبا لوكاس، أسقف أبنوب والفتح ومدينة أسيوط الجديدة، ورئيس دير الشهيد مارمينا المعلق بجبل أبنوب أسيوط، إن صوم السيدة العذراء أمر دينى وطقسى مُعتاد، ولن يتأثر بالظروف المحيطة مهما كانت. مؤكدًا أن الصغار والكبار يحرصون على صوم العذراء، بل ويصوم البعض أسبوعًا إضافيًا كنوع من الندر أو ما شابه. وأضاف أن الجهات الأمنية تقوم بدورها على أكمل وجه من ناحية التأمينات، ولن يغفل بأن الحارس الأول هو الله ونحن محفوظون فى قلبه. وتابع: «إن وجود بعض المحاذيز أو التحركات فى مظاهر الاحتفال يعود لجوانب تأمينية بالدرجة الأولى ولكنه لن يتأثر الاحتفال بصوم العذراء.
وأكد الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، رئيس لجنة المصنفات الفنية المسيحية، إن جميع الكنائس تعيش حالة طوارئ قصوى وتأمينا داخليا وخارجيا، حرصا على تحقيق السلامة للوافدين والمصلين. وأعرب عن شكره لوزارة الداخلية والجهات الأمنية دائمة التواصل والتنسيق بهدف توفير تأمين كاف للكنائس، وفرق الكشافة لتنظيمها دخول الوافدين.
ووجه أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، قائلا: «نشكر جيران الكنائس من الإخوة المسلمين لتحملهم إغلاق بعض الشوارع نظرًا للظروف الأمنية وتقديرهم للأمر». وأضاف أننا حريصون على إنهاء صلوات النهضات التاسعة والنصف مساء مع تفريغ الكشافة المشاركة بالصلوات بصورة مواتية للتأمين، مشيرا إلى أن «الكنائس لجأت لشركات تأمين لتتأكد من سلامة أداوت السلامة، كالإطفاء والأسلاك الكهربائية وما شابه»، واختتم قائلا: «نحن محفوظون فى يد الله والمصريون يسعون دائمًا ويحرصون على تحقيق أمن وسلامة بعضهم البعض».