رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

كسرتُ قلبَ امرأتين.. واحترت فى الاختيار بينهما

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكتب إليك وقد قاربتُ الجنون، قصتى بدأت قبل ٥ سنوات تقريبا، أحببتُ فتاة وكنتُ أعتبرها كل حياتي، لكن حدثت مشكلة بيننا، وفى لحظة انفعال متهور، قررنا الانفصال.
كنتُ موجوعا وتائها وثائرا، أشعر أنها استطاعت بسهولة أن تتركني، وكان ردى الغبى أننى قررت الزواج بأخرى. سريعا تمت الخطوبة ثم الزفاف، لكننى اكتشفتُ بعد أيام قليلة أننى ما زلت أحب الأولى، لم تبارح تفكيري، ويراودنى خاطر أننى الذى تخليتُ عنها لا هي. بدأت أفكر أننى تسرعت، وكان من الأولى أن أتريث، وأحاول مجددا مع حبيبتى لعلنا نعود سويا. وهذا ما حدث.
عدتُ إلى تلك الحبيبة، وأخبرتها أننى ما زلتُ أحبها، ولا أستطيع العيش بدونها، بل ربما كان زواجى من أخرى قد ساهم فى إزكاء نار حبى إليها، واستجابت الفتاة، وعدنا حبيبين كما كنا فى أيامنا الأولى، وعشنا أوقاتا طويلة من السعادة والمحبة.هذه المرة لم نفترق، وقررنا الزواج.
زوجتى الأولى كانت قد صار لى منها ولد وبنوتة جميلة، والثانية لم أخدعها، ولم أكذب عليها، بل كانت تعرف كل ظروفى، ولم تبدِ اعتراضا، فلم تطالبنى مثلا بتطليق الأولى. لكن، بعد أيام من الزواج الثانى بدأت حياتى تتحول إلى جحيم.
كل منهما تطالبنى بتطليق الأخرى، وتهددني: يا أنا يا هي. صار هذا وردًا يوميًا لا تتخلف عنه إحداهما. كل منهما تلحّ عليّ أن أظل فى بيتها، ولا أذهب للأخرى، وغيرة ونكد وطلبات إضافية وتلقيح كلام وتمنّع وضغوط من كل نوع، حتى صرت غير قادر على التركيز فى عملي.
تخيل شابا فى التاسعة والعشرين من عمره يعيش كل هذه الضغوط من جانبين، والبيت الذى كان يلجأ إليه ليرتاح، صار مصدر النكد والتوتر والقلق طوال الوقت.
ذات مرة، قررت جمع الاثنتين فى مكان واحد، وقلت لهما بوضوح وحسم: لن أطلق أيًا منكما، فكفا عن هذا الطلب، والأفضل لكما أن تتأقلما على هذا الحال. بالفعل استجابتا، وهدأت الأمور لأيام قليلة، قبل أن يعود كل شيء لسابق عهده، حتى لم أعد أحتمل.
الأمر الأصعب فى المسألة أننى أحب زوجتى الثانية، أما الأولى فلا أطيقها، وأحيانا أجدنى أتصرف معها بعدوانية وأقسو عليها. حاولت أن أحبها وفشلت، وحاولت مرات أن أعاملها بإحسان، لكنها كانت تقابلنى برد فعل صعب، وتختلق مشكلة، حتى صرت أحس أنه لم يعد يربطنى بها غير الأولاد. أخاف عليهما كثيرا، وأنظر إليهما بإشفاق ورحمة، لكننى لا أعرف ماذا أفعل لأحب أمهما وأعاملها كما تتمنى كل زوجة.
أما الثانية، فالأمر غير ذلك تماما. أحبها، وأدلعها، وأطيب خاطرها قدر المستطاع. وهى تشعر بهذا، وتستغله أفضل استغلال، ولولا خوفى من الله، وإشفاقى على الأولاد، لكنت طلقت الأولى إرضاء لها.
تعبت ولا أدرى ماذا يمكن أن أفعل؟ دبرنى بالله عليك.
الرد:
لن ألومك بكلام من نوعية أنك أخطأت، وتسرعت فى الزواج الأول والثاني، لقد فات أوان كل هذا. واقعك الذى تعيشه لم يعد يحتمل مثل هذا الكلام. لكننى سأقول لك: إياكَ وظلم بنات الناس.
زوجتك الأولى لم تسئ إليك، لم تظلمك فى شيء لتظلمها بمعاملتك السيئة، وقسوتك، وتعاليك، وتفضيلك الأخرى. أما الثانية، فقد تزوجتك وهى تعلم أنك متزوج بالفعل، فليس من حقها الآن أن ترفض واقعًا كانت قبلت به فى البداية.
اختياراتك محدودة: فبالنسبة لزوجتك الأولى، إما أن تحفظ كرامتها، وتعزّها وترفع مقدارها أمام نفسها، وتعاملها كما تتمنى لأختك أن يعاملها زوجها، أو تطلقها بالمعروف، وأنت تضع حذاءها فوق رأسك، هذا أفضل لها ولك ولأبنائكما، لأن وجودك معهم وأنت تعيد كسر قلب أمهم يوميا، أصعب عليهم من العيش بدونك.
أكرمها، ولا تنسَ أنك كسرتَ قلبها، فقد تزوجتها وفى قلبك امرأة أخرى، ثم أتيت لها بضرّة تشاركها فيك. تحمل جفاءها عليك، وحاول أن تراضيها بكل الطرق، أشعرها بحرصك عليها. اصطحبها فى خروجة هادئة بعيدا عن ضغوط البيت، وقل كل ما فى نفسك، واطلب منها الصفح والسماح والمعذرة، وفكرا سويا فى أفضل ما يمكن فعله لأبنائكما، وليقل كل منكما ما ينتظره من الآخر فى حدود «عدم خراب البيوت». ستجد منها النبل والجدعنة والحكمة، وستبدآ معًا صفحة جديدة، ولعل الله ييسر لكما حياة هادئة من جديد.
أما زوجتك الثانية، فلا تقلق منها هى الأخرى، نظرتك فى عينيها ستطمئنها أنك ما زلت تحبها. هى بحاجة للطمأنينة والمحبة، وربما إذا شاركتها همومك، حملتها معك. لكن إياك أن تلبّى لها طلبها بتطليق الأولى. لن تأمنا عقاب الله إن حدث هذا.
وعليك أن تعرف أنهما لا تكرهان بعضهما البعض. الكره مسألة شخصية، وهما لم تلتقيا ليحدث هذا. لكن الحقيقة أن كلًا منهما تكره تلك المرأة الثانية التى تشاركها فى زوجها، وربما إذا جمعت بينهما، وطيبت خاطرهما، وتحدثتَ إليهما كأسرة واحدة، ووجدا نفسيهما شركاء فى الهم والمصير، تعاطفت كل منهما مع الأخرى، وتقبلت غضبها وغيرتها.
حاول، واطلب من الله العون والسداد، وستجد كل خير.