الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

في انتظار "الفرج"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعم، باتت الأوضاع الاقتصادية لا تُحتمل، كلنا نُعاني من الغلاء ونحترق بلهيب الأسعار، لكننا صابرون.. أشاهد حزن كثير من المصريين بعينيّ وأستمع لأنينهم في الشوارع والمواصلات بالمترو وعلى محطات الأتوبيس، ألعن معهم الظروف وأصب جام غضبي مثلهم على الحكومة، وأحيانًا على الرئيس. أكتوي بفواتير الكهرباء والمياه والغاز، أدخل في حسبة برمة مع اقتراب العام الدراسي، أُحدِّث نفسي كثيرا متسائلا: كيف سأدبر مصاريف الأولاد، لبس المدرسة، الشنط، الكتب، الباصات، وحتى السندوتشات؟
وعندما أستمع لخبراء الاقتصاد والسياسيين تزداد عندي جرعة الإحباط، بما لديهم من قُدرة على رسم صور أكثر سوادًا وقتامة عن الواقع الذي نعيشه، يتحدثون عن معدلات التضخم التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، والدَّين العام الذي فاق كل التوقعات وإذا سألتهم: ما العمل؟ يرفعون في وجهك شعار "ما باليد حيلة".
أما الحكومة فحدِّث ولا حرج، فقد استطاعت بغباء شديد تحقيق رقم قياسي في عشوائية القرارات، إلى الحد الذي جعلها تبدو عاجزة عن مجرد إقناع الناس ببرنامجها، أو كما يقولون: "هي في وادٍ والشعب في وادٍ آخر".
ألم يسمع المهندس شريف إسماعيل عن الأب والأم اللذين باعا نجليهما مقابل 5 آلاف جنيه في شبين القناطر؟! ألم يتوقف رئيس الحكومة أمام تلك الواقعة وما تمثله من دلالات خطيرة، خصوصًا أن عملية البيع تمت من خلال موقع التواصل الاجتماعي، بعدما تواصل عدد كبير من المواطنين مع الأب وطلبوا مقابلته وتوصلوا إلى سكنه، ثم يتفق الأب على بيع نجله نظير 5 آلاف جنيه؟!
ويسألونك عن الدولار قل الدولار من أمر محافظ البنك المركزي، هو وحده يعلم متى ينخفض أمام الجنيه، كل ما نتذكره أن السيد عامر استيقظ في يوم جمعة مزاجه "رايق" فقرر تعويم الجنيه حتى غرق وأغرقنا معه، ثم أعلن في مؤتمر صحفي أن زوجته الوزيرة سعيدة بتحرير الجنيه، ونحن أيضًا سعداء بسعر كيلو اللحمة الذي تجاوز الـ140 جنيها، ومبسوطين بأسعار الفراخ والسمك والخضراوات والفاكهة وغيرها من السلع الأساسية التي تستنزف رواتبنا كل أول شهر.
ثم أعود وأسال نفسي: ما العمل؟ مظاهرات وهتفنا، وثورات ونزلنا وغيّرنا، ورؤساء وخلعنا وعزلنا، وحكومات وأطحنا، ووزراء وحبسنا، وفي كل مرة نظن أن الأمور ستتحسن و"تفك" لكنها تتعقد أكثر و"تعك".