الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صنع الله إبراهيم.. المشاكس

صنع الله إبراهيم؛
صنع الله إبراهيم؛ روائي مصري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صنع الله إبراهيم روائي مصري ارتبط اسمه بمجموعة أعمال تجسد مأساة الشعوب العربية، شعبيته كأديب استمدها من اللعب على وتر السياسة، وذلك يرجع لشخصيته الثورية ومسيرة حياته المكللة بالاعتراضات والتمسك بمواقفه الوطنية التي تميل إلى الفكر اليسارى، حيث سجن أكثر من خمس سنوات في سياق حملة اعتقالات شنها جمال عبدالناصر ضد اليسار في الستينيات، وتتجلى موقفه في مشهد رفضه تسلم جائزة الرواية العربية عام 2003 والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، وألقى خطابًا ناريًّا محملًا بالانتقادات السياسية.
من أشهر روايات صنع الله إبراهيم رواية "اللجنة" التي نشرت عام 1981، وهي هجاء ساخر لسياسة الانفتاح التي انتهجت في عهد السادات، صوّر صنع الله إبراهيم أيضًا الحرب الأهلية اللبنانية في روايته "بيروت بيروت"، اختيرت روايته شرف كثالث أفضل رواية عربية حسب تصنيف اتحاد الكتاب العرب، بالإضافة إلى سيرته الذاتية مذكرات سجن الواحات.
من أهم روايته وردة وهي رواية رائعة تحكي عن الثورات العربية الاشتراكية، وبالأخص عن محاولة جمهرة السلطنة العمانية في حقبة الستينيات عن طريق مجموعة من الثوار المصريين واليمنيين واللبنايين، ولقيت الرواية قبولًا في الأوساط الثقافية المصرية واللبنانية والخليجية. 
وفي روايته "ذات" يحكي صنع الله إبراهيم عن بنت مصرية عاصرت فترة الستينيات وعملت في ماسبيرو جسد من خلالها تاريخ مصر منذ اندلاع ثورة يوليو وحتى ثورة يناير، وسلط الضوء على نقاط التحول المجتمعي بالتحديد خلال فترة حكم الرئيس السادات وسياسات الانفتاح السياسي غير الممنهجة والتي نتج عنها انتشار اللحى والنقاب وفروق طبقية واسعة وزيادة معدلات التضخم، كما سلط الضوء على القمع السياسي الناتج حينها وما تعرض له أبناء الشعب خلال فترة حكم مبارك وشهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير.
غير أن ما يؤخذ على صنع الله إبراهيم هو الطابع الأيديولوجي الذي ينتهجه في أعماله، ما يشعر بعض القراء أنها بمثابة تقارير عن أحداث تاريخية طرأت على المجتمع مغلفة بوجهة نظر متعسفة من كاتبها، فعدد كبير من النقاد وجمهور الأدب يضجرون أحيانًا من فكرة المجانية في طرح الأفكار، ويفضلون مواجهة المعاني مجردة. ولعل فترة السجن التي عاشها صنع الله إبراهيم قد تبرر له فعلته الأدبية، حيث مثلت حدثًا محوريًّا في حياته وفي شخصيته كان السجن أخطر وأهم تجربة في حياتي، فقد اعتقل وعمره عشرون عامًا وحكى عن هذه التجربة مؤخرًا في حديث صحفي له نشرته الأخبار اللبنانية أن هذه التجربة جعلته يفكر كثيرًا ويتساءل إلى أي مدى يمكن أن يقاوموا ويصمدوا، فبدأ يشعر أن هناك شكلًا من الأشكال المهمة للتعبير عن النفس، وهي الكتابة، وبدأ يشعر أنه سيكون أكثر حرية لو كتب، ويشير إلى أصدقائه في السجن الذين كانوا من كبار الكتاب، ومنهم حسن فؤاد، وصلاح حافظ، وفتحي خليل، ومحمود العالم، وعبدالعظيم أنيس، وفؤاد حداد، ومحمد صدقي، كل هؤلاء دفعوه لأن يصير كاتبًا محملًا بأعباء سياسية.