الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حذاء ميسى مزار سياحى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحد أصدقائى بعد أن انتهى من برنامج زيارته الرسمية إلى إسبانيا، قام بجولة سياحية لنادى برشلونة دفع فى تذكرتها ٣٠ يورو نظير دخول الاستاد وغرفة ملابس اللاعبين، ثم فوجئ بطابور طويل من الزائرين فسأل عن السبب، فكانت الإجابة كالصاعقة: كل هؤلاء ينتظرون دورهم لالتقاط صورة تذكارية مع حذاء ميسى نجم الفريق، ستمائة جنيه مصري يدفعها الزائر لبرشلونة مقابل صورة مع الحذاء، هكذا يعرف هؤلاء كيف يجلبون أموالا من لا شيء، ويستثمرون كل كبيرة وصغيرة، لديهم فكر تسويقى وإدارة جيدة لخبراء متخصصين يخضعون للحساب والثواب والعقاب والأجر مقابل العمل ولا مجاملة أو تهاون، أما نحن فلدينا فكر موظفين يتقاضون رواتبهم وبدلاتهم كاملة سواء نجحوا أو فشلوا ومعظم مؤسسات الدولة خاسرة وقياداتها يحصلون على الحد الأقصى للأجور وعلى الحوافز والأرباح كاملة، ويستمتعون بالسفر لكل دول العالم على نفقة مؤسساتهم الفاشلة الخاسرة.
حينما نقول هذا الكلام ليس المقصود منه إهانة أحد، ولكنه الواقع المرير الذى كنا نعيشه منذ سنوات طويلة، وللأسف ما زلنا نعيشه رغم الطموحات والآمال الكبيرة التى ما زلنا ننتظرها بعد ثورتين. 
منذ أيام قليلة أعلن نادى برشلونة عن أرباحه هذا العام، وهى ٧٠٨ ملايين يورو، بالإضافة إلى ٢٢٢ مليون يورو نظير بيع لاعبه نيمار وهى الصفقة الأعلى فى التاريخ، أى أن أرباح برشلونة هذا العام سوف تصل إلى حوالى عشرين مليار جنيه مصري، وهو مبلغ لم ولن تحققه أى وزارة أو هيئة مصرية عامة أو خاصة باستثناء هيئة قناة السويس، بل إن أرباح نادى برشلونة أضعاف أرباح الخمسة عشر ميناء مصريًا التى أنفقت عليها الدولة المليارات وقيمتها الفعلية تقدر بعشرات التريليونات. ما يحققه حذاء ميسى لنادى برشلونة، أكثر مما تحققه الأهرامات لمصر وهى إحدى أهم عجاب الدنيا السبع. بالمناسبة وزارة الآثار كلها خاسرة ومديونة بـ ٦ مليارات جنيه، وهذا ما صرح به وزير الآثار وهى التى تملك أهم وأكبر وأكثر آثار فى العالم. 
اقتصاد مدينة برشلونة بالكامل قائم على وجود النادى والاستاد ولكنهم يعرفون كيف يحسنون استغلاله فى حركة التجارة والسياحة، لأنهم كما يقول المثل الشعبى عندنا «يعطون العيش لخبازه» لذلك النادى ينفق المليارات ويربح أضعافها. ولماذا نذهب بعيدا إلى نادى برشلونة وبجوارنا برج خليفة فى دبى ذلك البرج الخرسانى ليس فيه أى إعجاز علمى أو هندسى، ولكن زواره أضعاف زائرى الأهرامات، بل كل آثار مصر، ومن يزر برج خليفة الخرسانى مرة يعد إليه مرات، أما الزيارة الأولى للأهرامات المعجزة هى الأخيرة بسبب تصرفات أصحاب الجمال والحناطير تحت سمع وبصر المسئولين وتواطئهم أحيانًا. 
قلناها سابقا ونقولها الآن، وسوف نظل نرددها دائما، مشكلتنا الحقيقية فى سوء اختيار القيادات، مصر تحتاج لعقول مبدعة تتولى إدارة كل المؤسسات، عقول تفكر خارج الصندوق، وتكون لديها شجاعة اتخاذ القرارات، أما عقول الموظفين والسمع والطاعة فلن تحقق الطفرة التى نتمناها لبلدنا، بل سوف تساهم فى مزيد من المشاكل والأزمات.