الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"فرسان العشق الإلهي" و"الصوفي والقصر".. إصداران حديثان يتناولان "الحب الإلهي"

أحاديث الصوفيين فى أقلام المفكرين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لعل حديث الصوفية هو ما يجمع بين رواية «الصوفى والقصر.. سيرة ممكنة للسيد البدوى» التى وقعها الروائى الفلسطينى والخبير السياسى د. أحمد رفيق عوض، وصدرت عن دار الشروق فى عمان مؤخرا، وكتاب فرسان العشق الإلهى للدكتور عمار على حسن والذى صدرت طبعته الخامسة منذ أشهر.
ويقدم الروائى فى «الصوفى والقصر» مجموعة من الأسئلة الشائكة عن حياة السيد البدوى الصوفى الذى عاش فى القرن الثالث عشر وأسس مدرسة صوفية شهيرة لها أتباع يعدون بالملايين، وشهد هذا الصوفى فترة من أخصب فترات التاريخ العربى والإسلامي، فقد شهد تسليم بيت المقدس مرتين دون قتال، ورأى بعينيه تحالف الأمراء المسلمين مع نظرائهم الفرنجة وقتالهم معا تحت راية واحدة فى مشهد ينبئ بظواهر تاريخية متجددة، تتكئ الرواية فى مجملها على هذه الرتابة المفزعة.
وتهتم الرواية بالعلاقة بين عبادة الرجل الروحية وعلاقاته المجتمعية من خلال النفحات الصوفية والتعبدية التى عرفت عن الرجل وسيرته
وتتناول الرواية بالتفصيل سيرة مفترضة لأحد أعمدة التصوف الإسلامى السني، حيث تسير بحذر شديد محاولة تجميع خيوط هذه السيرة.
رواية «الصوفى والقصر»، تجسد التصوف السنى الظاهرى، بدون حلول ولا تجليات، وتقدم الرحلة الطويلة المتعبة فضلا عن مكابدة العاشق فى ذات الله، وتبدو كأنها «هبة» أكثر منها «قدرة ذاتية».
وتحاول رواية «الصوفى والقصر» أن تتحدث عن الإسلام الفعال النشط والواضح والقوى، القادر على الحوار والتمثل والمواجهة، وبهذا تقدم رؤية فكرية وليس مجرد «رواية».
ويذهب الروائى أحمد رفيق عوض إلى التاريخ ليأتى بأسئلة وأجوبة روحية تعبدية إيمانية خالصة، ليكرس بذلك مدرسته وأسلوبه الروائيين، كروائى يستلهم التاريخ ويعيد اكتشاف ذلك العاشق والمحب لذات الله وقدراته
وتقع الرواية فى ٣٠٤ صفحات من القطع المتوسط، وصدرت عن دار الشروق للنشر والتوزيع فى عمان ورام الله، ٢٠١٧، وهى الرواية الثامنة للروائى الدكتور أحمد رفيق عوض، منها العذراء والقرية، قدرون، مقامات العشاق والتجار، القرمطي، عكا والملوك، بلاد البحر وغيرها، وله إصدارات فى العمل المسرحى منها الملك تشرتشل، والأمريكي، المستوطنة السعيدة، إلى جانب العديد من الكتب منها دعامة عرش الرب، لغة الخطاب الإعلامى الإسرائيلى، ورؤية جديدة للظاهرة التفكيرية

أما كتاب «فرسان العشق الإلهى» فهو عبارة عن صور قلمية أو تراجم أو ملامح ذاتية لرموز التصوف وشيوخه الكبار، الذين شكلوا كتيبة عريضة من فرسان المحبة والتسامح والزهد والولاية والمعرفة الحدسية على مدار التاريخ الإسلامى، وهم ينتمون إلى تيارات صوفية مختلفة.
يقول المؤلف فى مقدمة كتابه: «حاولت فى سرد هذه الشخصيات أن أتبع منهجا واحدا، وسعيت إلى أن أدقق النظر، وأزن المعنى، حتى نحيط خبرا بكل الآراء».
ويستعرض المؤلف آراء ومواقف المادحين والقادحين لشخصياته، فلا إجماع على أحد، ولا كرامة لنبى فى وطنه، وما يكتب عن إنسان، صغر أو كبر، فى أى زمان وأى مكان لا يخلو من هوى، ولا ينجو أحيانا من ضعف.
ويضم الكتاب اثنين وأربعين شخصية صوفية شهيرة من بينها: الجنيد ومعروف الكرخى وأبو حامد الغزالى والحلاج والسهروردى ومحيى الدين ابن عربى والتسترى والسقطى وإبراهيم بن أدهم وعبد الله بن المبارك وبشر الحافى وجلال الدين الرومى والحسن البصرى وذو النون المصرى والشبلى وابن عطاء الله السكندرى وأبو حسن الشاذلى وابن سبعين والنفرى وأبو طالب المكى وأبو الدرداء والحارث المحاسبى وحاتم الأصم ورابعة العدوية وعمر بن الفارض وفريد الدين العطار.
يقول: «يأتى هذا الكتاب فى وقت فارق من تاريخ مصر والعرب، إذ نشرت فى مصر عقب انقضاء الموجة الأولى من الثورة، وقت أن أطلت علينا رؤوس دينية جامدة خامدة، ادعت امتلاك الحقيقة، وظنت أنها هى التجسيد والتمثيل الأساسى والوحيد للإسلام، وقصرت لقب «العلماء» على حفنة من رجالها يحفظون بعض الكتب القديمة، يقدسون مؤلفيها من البشر، ويعتقدون أنها العلم الصرف، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وكم آلمنا أن يطلق لفظ «العالم» على أهل الرواية لا أهل الدراية، وعلى الحفظة لا على الفاهمين الناقدين المبدعين».
ويستطرد مؤلف الكتاب: «هناك حاجة ماسة ليعرف الناس الآن أن تاريخ الإسلام غنى بشخصيات أعظم بكثير من هؤلاء الحفظة المنغلقين، الذين يركزون على المنظر لا المخبر، والمظهر لا الجوهر، إنهم هؤلاء الذين حبسوا الإسلام العظيم فى مجموعة من الأمور الشكلية العابرة، وها هو هذا الكتاب يضعهم فى حجمهم الطبيعي، دون أن يذكر ذلك صراحة».
يشار إلى أن الكتاب هو الثالث والعشرون للمؤلف، علاوة على خمسة عشر عملا أدبيا، عبارة عن تسع روايات وخمس مجموعات قصصية وقصة طويلة للأطفال، وله تحت الطبع رواية أخرى ومجموعة قصصية.