الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«المرأة والجهاد» - «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ولقد كرمنا بنى آدم».. «النساء شقائق الرجال» كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسُميت سورة من كبريات السور فى القرآن الكريم بـ«النساء».
لم يكرم «دين» سماوى أو وضعى، المرأة كما كرمها الإسلام، ولم يمتهنها أحد مثل تنظيمات الإسلام السياسى بتفريعاتها ومسمياتها.
ورد «لفظ المرأة» مفردًا ومثنى «امرأتان» وجمع نسوة ونساء، ٨٥ مرة فى القرآن، وورد لفظ «الأنثى» بصيغ المفرد والمثنى والجمع، ثلاثين مرة، ولفظ «الأم» بصيغة ٢٨ مرة، وجاء لفظ الزوجة بصيغه ٤٩ مرة، بينما جاء لفظ الزوج بصيغة ٣١ مرة فقط، ولفظ البنت بصيغة وردت فى القرآن الكريم تسع عشرة مرة، ولفظ الأخت بصيغة ١٤ مرة.
تكريم إسلامي، لشقائق الرجال، فى القرآن الكريم، وفى السنة النبوية، تجاهلته تنظيمات، ادعت إسلاميتها، واستغلت وأهانت وكفرت وقتلت المرأة، وتجاهلت التكريم الربانى الفريد للمرأة فى الإسلام. 
قبل الخوض فى دور المرأة داخل تنظيمات الإسلام السياسي، من الضرورى عرض مكانتها فى الشرائع السماوية، وتخصيص الإسلام للمرأة بتكريم لم يسبق ولم يلحق به من أى شريعة أخرى، وتأكيدا على اشتراك المرأة فى مراحل الإسلام المختلفة ومشاركتها فى كل المجالات بما فيها الجهاد، كان إنصافًا أن نعرض لقيمة المرأة فى الشرائع السماوية، قبل الخوض فى دراسة دور المرأة داخل الحركات الإسلامية المختلفة وتفاعلها وإيمانها بما تسمعه وتراه وإبعاد مشاركتها للعمل العلنى والسرى والتنظيمى، لا سيما مع وجودها على الدوام بصحبة عائلهاسواء كان أبًا وأخًا وزوجًا.
عرضنا المستمر للمرأة فى التنظيمات الإسلامية، يتضمن سابقة لم يتعرض لها أحد وتصدينا لشرحها، من واقع قضايا وحوادث ووقائع ثابتة، تجاهلها الباحثون، ولم يكتب عنها المنصفون وهى تعامل الأجهزة الأمنية مع المرأة «المتورطة» فى التطرف والإرهاب، وتجنب الزج بالعناصر النسائية فى قضايا العنف والإرهاب إلا ما ندر بدافع استكمال الأدلة.
جاء النور، فى ثورة الثلاثين من يونيو، هبت الجماهير المصرية للتخلص من براثن حكم الإخوان، تطلب المشهد استمرارية الفاعليات الثورية على الأرض حفاظا على الثورة ومكتسباتها، فضلا عن تقليل وتحجيم المواجهات الدموية، الأمر الذى أظهر مكونات جديدة من المجتمع المصرى فاعلة، على رأسها المرأة «الأم والزوجة والأخت والابنة»، التى كانت بمختلف ثقافاتها ونشأتها، لها الدور الأكبر فى تحريك ومساندة المشهد وما زالت.
معالم واضحة لدور جديد للمرأة المصرية ظهرت على الساحة، فأصبحت أبرز أعمدة الدولة، رغم تواريها وعزوفها عن المشاركة سياسيًا قبل ذلك.
وكان لإيمان السيد رئيس الجمهورية بأهمية المرأة ومكانتها ومناشدته ومحادثته لها، عميق الأثر فى استخلاص صورة المرأة المصرية الحقيقية، فالمرأة السباقة والقيادية والفاعلة باتت واضحة المعالم بالخريطة المصرية.
وانطلاقًا من المفهوم الحالى للمرأة ودورها وقدرتها ومدى تأثيرها على المجتمع، جاءت دراسة دور المرأة داخل الحركات الإسلامية المختلفة ومدى تفاعلها وإيمانها بما تسمعه وتراه وأبعاد مشاركتها للعمل العلنى والسرى والتنظيمى. 
امرأة دفعها قدرها للتزوج من «السعيد السعيد أبوخضرة» القيادى بالتوقف والتبين فى الإسكندرية، وعقب عقد القرآن، وبعد أن جمعها ما هو مفترض أن يكون منزل زوجية، شاهدها تضع زينة على وجهها أسفل نقابها، ابتهاجا بعرسها، فكفرها، وطلقها لأنها «عدلت خلق الله»، وكانت معركة بطلاها الأسرتان أدت إلى وفاة الكثير.
تناسى الرجل قوله تعالى: «ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن»، فكفرها وطلقها وقتل أهلها، واقعة ثابتة لها دلالة على نظرة تلك الجماعات للمرأة.. وللحديث بقية.