الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

خطة الكاتدرائية 2040 للوصول لكل أقباط العالم

الكنيسة الكاتدرائية
الكنيسة الكاتدرائية -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنشاء كنائس متوسطة الحجم.. ورصد ميزانيات لحركة التأليف.. والاهتمام بالمدارس القبطية.. وإنشاء معاهد لاهوتية
60 دولة تتواجد فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
10 إبراشيات بالولايات المتحدة هدف الكنيسة فى 2040
100 دولة يتواجد بها الأقباط الأرثوذكس حول العالم
يبدأ البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نهاية أغسطس الجارى زيارة إلى أستراليا، تعد الأولى منذ جلوسه على الكرسى البابوي، يعقبها زيارات لليابان وألمانيا، لافتتاح وتدشين عدد من الكنائس الجديدة.
وتنتشر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التى تولى البابا تواضروس مسئوليتها نهاية 2012، فى 60 دولة فيما يتواجد الأقباط فى 100 دولة، وذلك خلال نصف قرن من خروج الكنيسة من المحلية للعالمية عقب الهجرة إلى الخارج التى بدأت فى أعقاب ثورة 23 يوليو 1952، وهروب رجال الأعمال الأقباط بعد قرارات الرئيس جمال عبدالناصر بالتأميم ومحاربة الإقطاع، الأمر الذى دفع الكنيسة برئاسة البابا «كيرلس السادس» حينها لافتتاح أول كنيسة قبطية فى الكويت أعقبها أخرى فى كندا، لتتوالى عملية إنشاءات الكنائس فى الخارج، والتى بلغت أوجها فى عهد البابا الراحل شنودة الثالث.
وسعت الكنيسة القبطية منذ جلوس البابا تواضروس على الكرسى للبابوي، لتغطى جميع الدول التى يتواجد فيها رعايا أقباط، حيث انتشرت بشكل غير مسبوق وفى إطار مؤسسى على غرار الكنائس الكبرى مثل الكاثوليكية ممثلة فى «الفاتيكان».
ومن أجل ذلك، عين البابا تواضروس فور تجليسه نائبًا له على كنائس أوروبا، وهو الأنبا كيرلس أسقف ميلانو وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بإيطاليا، ثم أعطى البابا اهتمامًا كبيرًا بتنظيم الكنيسة فى المهجر، حيث أسند للأنبا «سرابيون» مطران لوس أنجلوس وتوابعها للأقباط الأرثوذكس فى أمريكا، لجنة شئون المهجر بالمجمع المقدس للكنيسة.
وعقد العديد من المؤتمرات بالداخل والخارج لمناقشة شئون الكنيسة فى المهجر، وعمل على تعيين أساقفة جدد لكنائس الخارج، واعتمد خطة أقرتها مؤسسات الكنيسة الداخلية للتطوير والانتشار فى دول العالم اعتبارا من 2015 وتستمر حتى 2040.
وتشمل خطة الانتشار إنشاء عدد من الإبراشيات الجديدة، وإقامة كنائس قبطية، والتركيز على إنشاء كنائس بسيطة متوسطة الحجم يخدمها كاهنان فقط، على أن يتم الاكتفاء بكنيسة كبيرة أو كاتدرائية فى كل إبراشية كمركز لتلك الكنائس، وإرسال أساقفة وكهنة وشمامسة وأساتذة بالمعاهد اللاهوتية المصرية لكنائس الخارج لربط الأجيال القبطية بالكنيسة الأم فى مصر، إلى جانب تنظيم زيارات لمجموعات صغيرة من الشباب القبطى بالخارج للإبراشيات والكنائس والأديرة فى مصر، لتصحيح أى صور خاطئة فى أذهانهم بسبب الإعلام العالمي، وإعداد خدام شباب بأسلوب متناسب مع أفكار شباب الخارج، والاهتمام بالمطبوعات والوسائل التعليمية والإصدارات الرقمية، التى تستخدم التكنولوجيا، ورصد ميزانيات مناسبة لحركة التأليف والترجمة، لإبعاد عقول شباب المهجر عن الأفكار التى تهاجم المعتقدات الأرثوذكسية، فضلًا عن الاهتمام بالمدارس القبطية فى الخارج، وتشجيع الأسر المسيحية على إلحاق أبنائها بتلك المدارس، وإنشاء معاهد لاهوتية مثل الكليات الإكليريكية، ومعاهد الكتاب المقدس والليتروجيات القبطية، لإعداد الخدام والخادمات والكهنة والشمامسة، بما يتناسب مع نمو الكنيسة فى مجتمعات جديدة.
وكشفت مصادر كنسية لـ «البوابة»، عن أن الخطة بدأت تؤتى ثمارها خلال عامين من اعتمادها، حيث يقوم البابا تواضروس خلال زيارته الأولى لليابان المقررة سبتمبر المقبل بافتتاح أول كنيسة قبطية وهى «كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس مارمرقس»، التى يشرف عليها الأنبا دانييل، أسقف سيدنى وتوابعها، وتضم عددًا من الكهنة المسئولين عن رعايتها، وهم «القس جاشوا تادرس، والقمص تادرس سمعان». كما يفتتح البابا خلال زيارته إلى كل من أستراليا وألمانيا خلال الشهرين المقبلين، عددًا من الكنائس القبطية الجديدة.
كما افتتحت أول كنيسة فى الجابون بإفريقيا، وهى كنيسة السيدة «العذراء مريم والقديس مارمرقس الإنجيلي» بالعاصمة الجابونية ليبرفيل، والذى يرعاها القس ماركس صبحي، كما وضع الأنبا أنطونيوس مرقس، الأسقف العام لشئون إفريقيا، حجر أساس أول كنيسة قبطية مصرية فى أوغندا مُلحق بها مجمع خدمات تحت اسم «كنيسة السيدة العذراء والقديس مار مرقس الرسول القبطية الأرثوذكسية»، وذلك فى أحد أحياء العاصمة كمبالا، يوليو الماضي.
وتشمل خطة البابا أيضا للانتشار تقسيم كندا إلى ثلاث إبراشيات، هى «غرب كندا» من ميسسوجا إلى فانكوفر، وإبراشية فى «شرق كندا»، وأخرى فى الوسط، تكون بمثابة مقر لرئاسة الكنيسة فى كندا، وأيضا سعت الكنيسة للتواجد لأول مرة فى المكسيك، وروسيا. 
ويخطط البابا أن تصبح للكنيسة القبطية الأرثوذكسية 10 إبراشيات بالولايات المتحدة، حيث بدأ فى اتخاذ الخطوات لإنشاء إبراشية جديدة فى شمال كاليفورنيا، وكلف القمص أنطونيوس باقي، وكيلًا على المقر البابوى بتلك المنطقة، ومشرفًا على النواحى الروحية والمالية لكنائس هذه المناطق، ويكون ممثلًا للبابا أمام الجهات الإدارية.
كذلك شكل إبراشية جديدة بالولايات فى وسط غرب أمريكا وتضم ولايات «ميتشجن، وأوهايو، وإنديانا»، ونص قرار البابا حول تأسيس تلك الإبراشية بأن يكون المشرف عليها الراهب القمص سارافيم السرياني، وهو المنافس السابق للبابا تواضروس فى الانتخابات البابوية.
وجاء ذلك بعد أيام من تشكيل إبراشية نورث كارولينا ورسامة الأنبا بيتر أسقفا عليها، وفى يوليو الماضي، أفصح البابا تواضروس عن سعيه لتأسيس إبراشية جديدة فى شمال فرنسا.
وعلى غرار البطريركية التى تنشئها الكنيسة الكاثوليكية «الفاتيكان» فى العالم، وتتواصل مع الكنيسة الأم مع الاحتفاظ بطبيعتها المحلية، كانت تعتزم الكنيسة تطبيق نفس الأمر والإعلان عن تجربة ذلك بالولايات المتحدة، حينما قرر الأنبا يوسف، أسقف جنوب أمريكا تشكيل كيان جديد باسم «كنيسة الإسكندرية الأرثوذكسية الأمريكية»، لخدمة أبناء الكنيسة الذين يحيون فى الثقافة الأمريكية، ويتحدثون الإنجليزية، لإمكانية التواصل معهم وربطهم بالكنيسة، وهو الأمر الذى أثار ضجة كبيرة فى 2015، وبناءً على ذلك تم إلغاء الفكرة، وكانت ستتم مناقشة نتائجها لإمكانية تطبيقها فى أماكن أخرى.