الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

نبيلة عبيد في حوارها لـ"البوابة ستار": "جواز إيه اللي بتقولوا عليه.. أنا كبرت خلاص".. سأطبق "العذراء والشعر الأبيض" في الواقع

الفنانة نبيلة عبيد
الفنانة نبيلة عبيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وهبت عمرى كله للفن وضحيت بأشياء لا تساويها كنوز الدنيا
كل أعمالى راضية عنها.. وندمت على عمل واحد أو 2 بالكثير

مشوار فنى طويل وثري، قدَّمَت خلاله عشرات الأدوار فى السينما والدراما بإبداع وإتقان، وتركت بصمة واضحة فى تاريخ السينما، فضلا عن مكانتها فى عقول وقلوب المشاهدين فى مصر والوطن العربي. 
هى النجمة الكبيرة نبيلة عبيد التى لقبها النقاد والجمهور بـ«نجمة مصر الأولى»؛ لأنها ولدت «نجمة» منذ البطولة المطلقة فى أول أفلامها «رابعة العدوية»، الذى فتح لها باب المجد والشهرة لتنهال عليها الأدوار مع كبار النجوم فيما بعد، لكن باعترافها هى فإن أفضل أعمالها كان مع الساحر محمود عبدالعزيز، وأبرز أفلامها تلك التى أخذت عن روايات للمبدع الكبير إحسان عبدالقدوس. 
ورغم هذا التاريخ الفنى الكبير إلا أن النجمة الكبيرة تعيش حاليا حالة ابتعاد إرادى عن الأضواء، زاهدة فى الشهرة، بعد أن أيقنت تماما أن «الباقى هو سيرة الإنسان وليس شهرته».
«العذراء والشعر الأبيض» هو عنوان المرحلة التى تعيشها «نبيلة عبيد» حاليا، وتسعى لتجسيد قصة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس على أرض الواقع، وهو ما تكشفه لـ «البوابة» فى الحوار الذى أجرته معها فى الساحل الشمالي، وتوضح أنها فى طريقها لإنهاء إجراءات تبنى طفلة لتكون سندا لها فى قادم الأيام.
الفنانة الكبيرة فتحت قلبها وعقلها لنا، وروت أسرار وتفاصيل عدة، تُعرف لأول مرة فى مشوارها الفنى والإنساني، وأبرزها استعدادها حاليا لتقديم سيرتها الذاتية خلال الفترة المقبلة فى حلقات تليفزيونية، وكتاب، حتى لا يشوه أحد تاريخها أو صورتها. عن الفن والسياسة والأدب والسينما والحياة الشخصية والعائلية لنجمة مصر الأولى، دار حوارنا معها.

فإلى نص وأجواء وكواليس الحوار 
لم نبدأ الحوار مع النجمة الكبيرة، كما هو معتاد بأسئلة تتبعها أجوبة، فقبل أن نطرح الأسئلة والاستفسارات التى نبحث عن إجاباتها، بادرت هى بالحديث، كأن مشوارها الفنى والإنساني، شريط سينما يمر أمام عينيها، وتقول برقة: «ينتابنى شعور بالحنين إلى الماضى الذى يكون فى أحيان كثيرة باعثا للسعادة، وفى الوقت نفسه محركا للأحزان. 
قصتى طويلة مع الحياة والفن اللى أعطيته كل سنين عمرى وضحيت لأجله بالكثير، وعرفت من خلاله أن حب الناس هو الرصيد الوحيد الذى يبقى وكل شيء بعد ذلك إلى زوال».
تكمل «نبيلة» حديثها قائلة «رغم مرور الأيام والسنوات والشهرة الكبيرة التى حققتها عندما قدمت أول أعمالى (رابعة العدوية)، الذى ولدت من خلاله نجمة، وفتح لى باب المجد والشهرة واسعا، أقدمها بإبداع وإتقان واحتراف فى مشوارى الطويل، كنت أعرف طريقى جيدا وما أريده لنفسى وما أؤجله وما أعتذر عنه فى اختياراتى، وحتى هذه اللحظة لم أتنازل عن قناعاتى أو أضحى بتاريخي، وقد يتخيل البعض أنى اعتزلت الفن أو هجرته أو هو الذى هجرني، وهذا كله غير صحيح، فابتعادى عن الفن سواء الدراما أو السينما كان مقصودا وله هدف، وهذا هو ما خططت له ونفذته، خططت للغياب بعد أن قدمت برنامجى (نجمة العرب)، منذ فترة قليلة على إحدى القنوات الفضائية وبعض الأعمال التليفزيونية، ثم فضلت الابتعاد عن الصحافة والإعلام كى يشتاق جمهورى لي».
قصة الزواج من عاطف سالم

تسترجع الفنانة الكبيرة ذكرياتها مع «رابعة العدوية» واكتشاف وتقديم عاطف سالم لها فى السينما، قائلة: عاطف سالم لم يقدمنى إلى السينما فقط بل كان زوجي، وعندما التقيت به تحدثت معه أننى أعشق السينما والتمثيل، وبالفعل قدمنى فى دور صغير فى فيلم «مفيش تفاهم» وكان وش السعد علىّ، ثم جاءت البطولة المطلقة من خلال فيلم «رابعة العدوية»، وبعد النجاح الكبير الذى حققته طلب منى الزواج، فوافقت دون تردد وعشنا مع بعض سنوات وانفصلنا وكانت سنى صغيرة وقتها ولم تكن لدى خبرة فى الحياة ولا أريد الخوض فى تفاصيل الانفصال.
تصمت قليلا ثم تواصل الحديث عن «رابعة العدوية» والشعور الذى انتابها وقتها، وهو الخوف من المسئولية أو الفشل، وتقول: «بصراحة شديدة عندما طلب منى أن أقدم هذا الدور وهذه الشخصية الثرية لم أصدق، ولعدة أيام لم أستوعب أننى سأقوم ببطولته، والقائمون على العمل كانوا يفضلون اختيار وجه جديد لتقديم الدور حتى يجذب الناس أكثر، وهذا ما جعلنى أشعر بطمأنينة، وأثناء أدائى ومذاكرتى للنص أتذكر أن دموعى جرت فى عينى وصوتى تغير بسبب تأثير السيناريو على نفسيتي، وبعد ما قمت به من أداء نلت إعجاب ورضا الجميع».
سألناها: هل واجهت صعوبات فى بداية مشوارك، وكيف تغلبت عليها؟ فأجابت: «على عكس كثيرين يرون أن نبيلة عبيد كان طريقها مفروشا بالورود لم تكن الحقيقة، وأى إنسان فى بداية حياته العمرية تكون له أخطاء كثيرة وعندما يكبر وينضج يتعلم، وأنا حياتى كانت مليئة بالكثير من الأحداث والتجارب، وكل تجربة مررت بها تعلمت منها الكثير».
قلنا لها: نعلم أن لديك نية لكتابة مذكراتك الشخصية لرصد أهم محطات حياتك الفنية والشخصية والسياسية، فردت بسرعة: «بالفعل قررت كتابة سيرتى الذاتية لأنها مليئة بالفعل بالعديد من الأحداث والتجارب والمواقف، وسأتناول فيها أشياء تُعرف لأول مرة، سواء على الجانب الإنسانى أو الفنى وأقدم مراحل حياتى المختلفة بنفسى فى حلقات من إنتاجى الشخصي، ولا أحد سيظهر فيها سواي، وسأروى للجميع بنفسى كل الأسرار والتفاصيل وأريد أن أقدمها بنفسى، ودافعى فى ذلك، ألا يعبث أحد بحياتى أو تاريخى بعد رحيلى ويقوم بتشويه صورتى، وأيضًا أجهز لكتاب عن هذه الفترة أضع فيه كل تركيزى حاليا ليخرج إلى النور قريبا.
حلم الأمومة

نبيلة عبيد لم تنجب أطفالا من كل زيجاتها السابقة، لكنها برعت فى تقديم دور الأم فى «العذراء والشعر الأبيض»، وغيرها، لذا كان طبيعيا أن نسألها عن هذا الجانب فى حياتها.. فقالت بتأثر شديد: «وهبت عمرى كله للفن، وضحيت بأشياء كثيرة وثمينة من أجله لا تساويها كنوز الدنيا، أهمها حلم (الأبناء)، وبالطبع دور الأم الذى قدمته فى «العذراء والشعر الأبيض» يعتبر من أروع أدوار حياتى وأهمها فى تاريخ السينما المصرية، وقمت بتجسيده آنذاك ببراعة رغم عدم إنجابي؛ لأن دورى فيه قريب للغاية من دورى الحقيقى فى الحياة، وكان لدى حلم «دولت» التى جسدت شخصيتها».
وتضيف «منذ فترة كبيرة وهناك فكرة تراود عقلى وتخاطب إحساسى ومشاعرى وأنا فى طريقى إلى تنفيذها، فقد قررت أن أفعل الشيء الذى فعلته فى فيلم «العذراء والشعر الأبيض»، وقد صرحت لك فى حديث سابق بأننى سأتبنى طفلتين لأنى أعشق البنات، إلا أننى استقررت على تبنى طفلة واحدة فقط وسأنهى إجراءات هذه الخطوة قريبا جدا؛ لأن هناك عقبات تواجهنى من جانب أسرتها، وخلال الفترة الماضية كنت أتردد عليهم دومًا وأجلس معهم حتى ألهمنى الله بهذا الاختيار، وهذا أنسب قرار لى حاليا، خاصة فى المرحلة العمرية التى أعيشها». 
صمتت النجمة الكبيرة لحظات، لتتذكر شريكها فى بطولة الفيلم، وهو الساحر محمود عبدالعزيز، وقالت «قدمت مع محمود أجمل أفلام حياتى، وكان أقربها إلى قلبى (العذراء والشعر الأبيض)، ووفاته تركت فى نفسى أثرا حزينا، وكان أكثر من أخ لى وكنا نتحدث ونتقابل من وقت لآخر، وآخر مرة رأيته فيها كانت فى فرنسا، وهو كان يحبها جدا، ودائما يذهب إليها وكان اللقاء بالصدفة، ولم نرتب له وكان قبل وفاته بفترة قليلة». 
لا تنسى نبيلة عبيد يوسف شاهين وتجربتها الوحيدة معه وهى فيلم «الآخر»، وعنه تقول «تعلمت منه أشياء كثيرة على المستوى الإنسانى والفني، وكان حلم عمرى أن أعمل معه، فهو مخرج عالمى ولا بد أن تدرس أعماله فى الأكاديميات».
وتسترجع ذكرياتها معه، تقول «أتذكر لما كنا بنصور أحد مشاهد الفيلم فى منطقة سانت كاترين، فوجئت بالمخرج خالد يوسف يخبرنى بغضب شاهين، وأنه سيجتمع بها لأن مكياج المشهد مش عاجبه، وقللت المكياج ثانى يوم وأيضًا لم يعجبه أدائي، فقررت أنسحب من الفيلم وهو لم يتمسك بى ولم يعارض، وكانت صدمة كبيرة لى وجلست فى الغرفة لا أخرج منها، لكننى فوجئت به ثانى يوم يأتى إلى غرفتى فى الفندق ويخبرنى أنه كان بيضحك معايا لإرهابى، وأخذنى معه لاستكمال التصوير، فهو مخرج لا يعوض».
وأضافت «لا يمكن أن أنسى الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس الذى كنت بطلة لرواياته وحدث لى تحول نوعى فى اختياراتى الفنية بسببه، وقرأت كثيرا من أعماله ودققت فى الشخصية التى كنت أجسدها فى رواياته، وأقر بأنى حدث لى انقسام سينمائى داخلي، بعد رحيل هؤلاء العظماء، فكان بينى وبين أعمالهم السينمائية كيمياء، خاصة من الصعب أن تتكرر الآن».
وعن مدى رضاها عن الأعمال التى قدمتها، وهل هناك عمل تريد إسقاطه من أرشيفها الفني، قالت: «قدمت العديد من الأعمال السينمائية مع عمالقة من الكتاب والمخرجين، وتركت بصمة فى تاريخ السينما، وممكن أكون ندمت على عمل واحد أو ٢ بالكثير، لكن كل أعمالى راضية عنها تمام الرضا، وكنت أعمل مع جيل يعشق عمله ويعطيه دون مقابل، وكان لدينا أمل وصبر، وكل فنان منا كان داخله حالة فنية خاصة، لذلك من الصعب إعادة هذا الجيل من العمالقة من الفن مرة أخرى».

تترحم النجمة الكبيرة على السينما وحالها اليوم، وما تمر به من صعوبات، وتشيد بالقرار الذى اتخذته الدولة مؤخرا بدعم السينما المصرية بمبلغ ٥٠ مليون جنيه، وتقول «القرار جيد للغاية ولا بد من تنفيذه؛ لأن هناك تغيرا جذريا طرأ على صناعة السينما، وهناك فرق كبير بين سينما زمان واليوم، وذوق الجمهور تغير كثيرًا وأصبح هواه يميل إلى العنف أكثر من الرومانسية، ولا ننسى أعمال زمان كانت من أدب إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ وإسماعيل ولى الدين ووحيد حامد وغيرهم من العظماء، وأتمنى أن ننظر إلى السينما نظرة جديدة لتزدهر وتعود إلى سابق عهدها».


الراقصة والسياسى
الأفلام ذات الطابع السياسي، كانت لها مساحة فى مشوار نبيلة عبيد، مثل «الراقصة والسياسي» الذى تتكرر قصته بتفاصيل أكثر حدة فى الواقع، وعن هذه النوعية من الأفلام والضجة التى تثيرها، قالت «لم يكن تقديم هذه النوعية من الأفلام مثل (الراقصة والسياسي) عن قصد من جانبي، فالأمر كله صدفة بحتة، وأيضًا فيلم (كشف المستور) كان من اختيار وحيد حامد وغيرهما من الأعمال من اختيارات الكُتاب، فأنا دائمًا فى اختياراتى الفنية بعيدة كل البعد عن أهوائى الشخصية وأعمالى السينمائية، تتوقف على مضمون الدور وقصة العمل وما الذى أقدمه للجمهور دون اعتبارات شخصية فى اختياراتي». 
من الفن إلى السياسة والتاريخ، انتقل الحديث، وبدأنا بالسؤال عن انطباعاتها عن رؤساء مصر الذين عاصرتهم، فردت بحماس «أنا من جيل الرئيس جمال عبدالناصر والسادات، وكل رئيس حكم مصر له مميزاته وسقطاته، ومن الصعب أن يجتمع البشر على شخص واحد، وهناك تغير كبير طرأ على الشعب المصرى منذ ثوره ١٩٥٢ حتى اليوم، وانعكس ذلك على كل شيء فى حياتنا، وأقول للشعب المصرى الأصيل لا بد أن تطيلوا بالكم أكثر لأننا نمر بظروف قاسية للغاية، ونحن الآن فى حالة حرب فيجب أن نعبر هذه المرحلة؛ لأن هذه مصر ولا بد أن نفديها بأرواحنا، وبالنسبة لى عندما أغيب أكثر من أسبوع خارج مصر أشعر بضيق نفسى غير طبيعى وأريد أن أعود إلى مصر على الفور». 
خلال الحديث ركزت نبيلة عبيد على «عبدالناصر والسادات»، وكأنها تتجاهل سيرة «مبارك»، رغم أنها التقت به فى مناسبات عدة، واختصرت الحديث قائلة «ليس لدى تحفظات على مبارك أو عصره، كان عاديا بالنسبة لى ولم أر شيئا لافتًا للنظر فى عهده لأتحدث عنه، ولا أريد الخوض فى عصره، وللعلم لم أر مبارك سوى فى المناسبات، مثل الفنانين الذين يطلب منهم ذلك، وأؤكد أنى لم يكن لدى دور سياسى فى أيامه، فأنا بعيدة كل البعد عنه ولم أكن أحب السياسة».
سألناها بوضوح: هل ترين أن مبارك تعرض للظلم والإهانة والتهميش بعد ٢٥ يناير؟ فردت بحسم «اعذرونى لا أستطيع الرد على هذا السؤال ولا أريد الخوض نهائيًا فيما حدث له».
لم يكن الحوار ليمر دون العروج على ذكر السياسى البارز الراحل، أسامة الباز، زوج نبيلة عبيد الذى انفصلت عنه وكواليس الزواج والانفصال، وعن ذلك قالت «بالطبع تزوجت أسامة وأنا فى مرحلة النضج، واستمر زواجنا ٩ سنوات، وكان يعجبنى فيه عقله المستنير، وحكمته، وتعلمت منه الكثير أثناء زواجنا، وأعتبر أيامى معه من أجمل أيام حياتى، ولا أريد الخوض فى حياتى معه أكثر من كدا، فهى صفحة وانطوت ودائمًا أدعو له أن يرحمه الله ويجعل مثواه الجنة». 


وأوضحت أنها عاطفية جدا ومن مواليد برج الدلو، ولأنها تحب الشخصية القوية دائمًا كانت تفضل تقديمها، وترى أنها أكثر وضوحًا أمام الجمهور، لكن ليس هناك شخصية بعينها قدمتها تشبهها لأنها عاطفية كثيرا فى حكمها على الأمور، ورغم أن عقلها يتحكم فى العديد من الأمور؛ فإن قلبها يتغلب عليه فى النهاية، وفى بعض الأحيان تجمع بين العقل والقلب فى قراراتها. 
وتكمل «نبيلة» قائلة إن «شخصيتى القوية التى تظهر فى السينما عكس شخصيتى الحقيقية، فبداخلى طفلة صغيرة لأنى كلما كبرت ونضجت فى العمر أصبحت أكثر هدوءا، ولا أعرف ماذا أقدم الآن بعد عشرات الأعمال التى قدمتها طوال تاريخى الفنى، وأصبح لدى خوف ورهبة من الجمهور فى هذه المرحلة العمرية التى أعيشها حاليا، وأتساءل دائمًا عن هذا الهاجس: ماذا سأقدم الآن لينال إعجاب الجمهور، وقررت إذا لم أجد عملا جيدا أظل متوقفة حتى لو إلى آخر لحظة فى عمرى لأنى أحترم جمهوري». 
لا تحب نبيلة عبيد العزلة؛ فهى شخصية اجتماعية بامتياز، تهتم بوجود جسر من الصداقة مع الناس، ولديها أصدقاء كثيرون من الوسط الفنى وخارجه، وعن ذلك تقول «أنا شخصية اجتماعية وأحب الناس وأعشق الجلوس معهم، ومنذ فترة لم ألتق بالعديد من الأصدقاء إلا فى المناسبات والندوات والاحتفالات، وصديقتى المقربة للغاية هى الإعلامية سهير شلبى، وتجمعنى بها صداقة محبة وود منذ زمن بعيد، وكذلك عواطف سراج الدين وتعتبر من الشخصيات التى أشعر معها بالراحة والطمأنينة وأتحدث معهما فى أمور خاصة للغاية». وهل الحياة غيرت شيئا فى نجمة مصر الأولي؟ هكذا سألنا، فأجابت بعد تنهيدة طويلة: «ياااه، كلمة تغيير دى قليلة للغاية، فالحياة غيرت فى نبيلة عبيد كل شىء، وأصبحت أنظر إلى نفسى نظرة أخرى، بطريقة الثواب والعقاب وما الذى يجب أن أقدمه لذاتى فى هذه المرحلة العمرية وهذا الذى أفكر فيه حاليا، وأعيش مرحلة تأمل ومتابعة مع نفسى لأن كل خطوة محسوبة علىّ، كما أن جمهورى يغير علىّ جدًا ويحاسبنى طوال الوقت، ولذلك أنا صادقة للغاية مع نفسى».
سبق لنبيلة عبيد أن صرحت من قبل بتعرضها لصدمات كثيرة فى حياتها، سألناها عن تلك الصدمات وتأثيرها فى حياتها، فقالت «جعلت منى امرأة قوية». 
طوال الحوار لم تسقط دمعة واحدة من عينيها، إلا عندما تحدثت عن والدتها وقالت إنها «من أصعب اللحظات التى مررت بها لحظة فراق أمى؛ لأنها كانت لى كل شىء وأصبحت بعدها دون روح وأتذكر نصائحها لى دائمًا». وتكمل «بعد هذا العمر لا توجد حكمة معينة أسير عليها فى حياتى وأرضى بما قسمه الله لى، أعشق السفر بجنون وممكن أنفق أموالى عليه، وبالنسبة لرشاقتى فلا أحد يستطيع أن يسير على نظامى الغذائى لأننى طوال الوقت لا أهتم بالأكل وأعيش على الفاكهة منذ صغرى». وتابعت «لا أسامح أحدا قط أخطأ فى حقي، لأنى أؤمن أنه إذا كان هناك شخص يحبك فمن المحال أن يأتى على باله التفكير بأن يشعرك بالحزن لحظة أو يخطئ بحقى، وفى هذا السؤال تحديدًا أسير على حكمة (اتق شر الحليم إذا غضب) ومحدش يقدر يغلط فى نبيلة عبيد».
وعن طبيعة حياتها اليومية قالت: «منظمة للغاية وبحضر ليومى حسب لقاءاتى مع أصدقاء أو اجتماعات أو مناسبات أو غيره، وبكون فى البيت لو مفيش ارتباطات وكنت زمان أقرأ كثيرا، لكن بعد هذا العمر أفضل متابعة الأحداث والتليفزيون وقراءة الجرايد اليومية فقط، وحاليًا أركز فى سيرتى الذاتية الحلقات التليفزيونية والكتاب».
وعن الضجة الذى حدثت منذ يومين بسبب صور نُشرت لها، وأنباء عن خطوبتها، قالت باندهاش «تابعت الضجة المثارة حولى وتعجبت من الهجوم عليّ وكل الكلام عن خطبتى وزواجى غير صحيح بالمرة، وكل هدفى حاليا تبنى طفلة لتكون سندا وعونا لى، وجواز إيه اللى بيتكلموا فيه أنا كبرت خلاص.. أما بالنسبة للانتقادات التى حدثت عن سيشن التصوير وملابسى، فلا أحد له الحق فى التدخل بحياتى الخاصة لأنها خط أحمر، أنا حرة فيما أرتديه، وتلقيت إشادات كثيرة باللوك الجديد، وأطالب كل شخص هاجمنى بالتركيز فى نفسه وإصلاحها وعدم الانشغال بأمور الآخرين».