الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

البائعون: الموظفون يطالبوننا بالرحيل أثناء "تشريفة الشريف"

الدكتور هشام الشريف
الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم انتشار سيارات إزالة الإشغالات التابعة لرئاسة الأحياء ووزارة التنمية المحلية فى شوارع محافظات الجمهورية للقضاء على ظاهرة الباعة الجائلين، فإن الظاهرة كان لها مكان فى محيط الوزارة المسئولة عن القضاء عليها، والتى أصبح ينطبق عليها المثل الشعبى «باب النجار مخلع» بعد عجزها عن إزالة هؤلاء الباعة الذين احتلوا رصيفها.
وفى شارع وزارة الزراعة التابع لحى الدقى بمحافظة الجيزة، يعج رصيف مبنى وزارة التنمية المحلية بالباعة الجائلين، الذين اتخذوا من الرصيف مصدرًا لـ«لقمة العيش»، حيث يسهم موظفو وزارتى التنمية المحلية والزراعة الموجودين بالشارع إضافة إلى المارة فى دعم هؤلاء الباعة، الذين يحتلون الرصيف منذ عشرات السنين، دون أى رد فعل من موظفى الوزارة التى من أبرز مسئولياتها إزالة الإشغالات الموجودة بالشوارع، مؤكدين أن سعيهم وراء رزقهم هو ما يدفعهم إلى الوقوف فى هذا المكان. 
«ملابس داخلية» على رصيف «التنمية المحلية»
وتحول رصيف الوزارة إلى سوق شعبية تحت مرأى ومسمع المسئولين الذين لم يحركوا ساكنًا سوى إصدار أوامر بمنع الباعة من الجلوس فى أيام حضور الوزير فقط.
ويعرض الباعة الخضروات والفواكه والأسماك والأدوات المنزلية، إضافة إلى «الملابس الداخلية»، ويزيد الصورة زحاما تكدس السيارات المصطفة على الجانبين.
موظفو الحى.. الحاضر الغائب
رغم تواجد موظفى الحى المستمر بالشارع، حيث يصادف مرورهم وقوف البائعين أمام مقر الوزارة مباشرة، فلم يلتفت أحد إلى هؤلاء الباعة سواء بأمرهم بالانصراف أو تحذيرهم من الإزالة.
وحول سبب صمت موظفى الحى والوزارة عن كل هذه الإشغالات، يكشف الباعة عن وجود اتفاق بينهم وبين رئاسة الحى، يتمكنون من خلاله بالتواجد خمسة أيام فقط، وعدم إزالة إشغالاتهم خلال تلك الأيام، على أن يتم إبلاغهم بعدم الوقوف بالمكان قبل يوم من قدوم زيارة أحد المسئولين إلى الوزارة. 
بأوامر رئاسة الحى
وأوضح الحاج سيد "بائع خضروات- يجلس فى محيط وزارة التنمية المحلية منذ ٣٥ عامًا، ولديه ٥ أبناء" أن الباعة كانوا يجلسون على أحد أرصفة الشارع الرئيسى الذى يتفرع منه شارع وزارة الزراعة، منذ أكثر من عامين، وأن رئاسة حى الدقى أخطرت البائعين بنقلهم من هذا المكان، فقام الحى بتخصيص الرصيف الخاص بالوزارة لهم.
وأضاف بائع الخضروات، أن الإشغالات تقوم بأخذ الموازين والمنتجات التى يبيعونها، على أن يسترجعونها فى اليوم نفسه من خلال دفع مبالغ وصفها بـ«الرمزية» تتراوح بين 100 و3000 جنيه، منوهًا إلى أنهم يعودون إلى أماكنهم مرة أخرى فى اليوم نفسه أو اليوم التالى.
ولفت إلى أن رئيس الحى جلس مع الباعة أكثر من مرة ووعدهم بتقنين أوضاعهم عن طريق منحهم أكشاكا مقابل دفع مبالغ شهرية أو سنوية لإنهاء أزمة الاحتكاك مع الباعة، مختتمًا حديثه بـ«الحكومة تُشكر إنها سيبانا نسترزق».
مشكلات الوزير والباعة
التقطت الحاجة أم أحمد "بائعة ملابس داخلية، تجلس فى المكان ذاته منذ ٢٠ عامًا" طرف الحديث، مؤكدة أن رئاسة الحى هى التى قامت بنقلهم إلى هذا المكان، متابعة: «الوزير الحالى بيعملنا مشاكل كتير واللى قبله ماكانش كده».
وتابعت: «دخلنا لرئيس الحى، قولناله نبوس رجلك سيبونا فى حالنا»، مشيرة إلى حديث سابق للرئيس عبدالفتاح السيسى، دعا فيه المسئولين أن يتركوا الباعة ليحصلوا على «لقمة العيش»، مطالبة الوزارة بتقنين أوضاعهم وتوفير أكشاك للوقوف فيها.
غياب تام
وقالت الحاجة أم محمد "بائعة أدوات منزلية عمرها ستون عامًا- تجلس فى محيط وزارة التنمية المحلية منذ ١٥ عامًا": طالبت رئاسة الحى أكثر من مرة بتوفير كشك للجلوس فيه بدلًا من «المرمطة والجرى خلف البلدية»، لكن الرد يأتى من قبل رئاسة الحى دائمًا: «ماشى ماشى»، مشيرة إلى أن حملات إزالة الإشغالات دائمًا ما تكون كل يومين أو ثلاثة أيام، مؤكدة أن الحى هو المسئول عنها، وأن الوزارة لا دخل لها بها، وأنها فى غياب تام عن المشهد، مستكملة: «عايزة كشك ومقومش من مكانى.. إحنا غلابة قاعدين على الرصيف».
أوامر بعدم الوقوف يومى الأحد والإثنين
أكد عادل نجيب "بائع مواد غذائية يجلس بمحيط الوزارة منذ ٣٠ عامًا" أن موظفى الوزارة يطالبونهم بعدم الوقوف على الرصيف يومى الأحد والإثنين، نظرًا لوجود تشريفة الوزير وحضوره، إضافة إلى أن منعهم فى أيام أخرى يكون بسبب حضور بعض الوفود والزيارات إلى الوزارة، لافتًا إلى أن ذلك لأسباب أمنية، إضافة إلى الحفاظ على الشكل الحضارى للمكان.