الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

450 ألف مواطن يعيشون في 30 منطقة خطرة بالقاهرة.. والمحليات "لا حياة لمن تنادي"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مناطق غير آمنة ومواطنون تحت خطر الموت.. تلك هى خلاصة منظومة كاملة من الفساد المتراكم، فى ظل غياب الرقابة والمتابعة من قبل المسئولين عن المحليات فى مصر.. ويومًا بعد آخر يضرب بالتقارير التحذيرية عرض الحائط ولا يلتفت المسئولون. 
منظومة الفساد.. تشكلت بفعل بيئة اختلقها مسئولون معدومو الضمير، انتهجوا طرقًا ملتوية بين غياب الرقابة وتقاضى الرشاوى، وغض الطرف عن المخالفات، الأمر الذى شكل فى النهاية ظهور مناطق غير آمنة، انتشرت فى كل ربوع الوطن، وأنتجت دولة تعيش تحت الخطر.
ففى مصر توجد ٢٥٦ منطقة غير آمنة وغير ملائمة للسكن جرى إنشاؤها بالمخالفة للقانون، وفى العاصمة القاهرة فقط، توجد ٣٠ منطقة غير آمنة، ١٢ منها فى القاهرة، تهدد حياة المواطنين، وتبلغ مساحتها ١٢٠ فدانًا على مستوى الجمهورية، منها ١٨ إلى ٢٠ فدانًا فقط بالقاهرة، يسكنها ٤٥٠ ألف نسمة، بحسب تقارير وإحصائيات جهاز التطوير الحضارى.
كما توجد خطورة من الدرجة الأولى على حياة المواطنين، وتسمى خطورة داهمة، وجرى تحديدها فى محافظات أسوان والبحر الأحمر وجنوب سيناء، لأن معظم السكان يعيشون بين حواف الجبال أو مخرات السيول أو المبانى التى تم بناؤها على ردم القمامة، وتتركز هذه المناطق الخطرة فى أماكن عشوائية، مثل منشأة ناصر، وعزبة خيرالله فى «وادى فرعون والنرش».
أما المناطق العشوائية أو غير المخططة التى تشكلت فى ظل غياب تام من أجهزة التنمية المحلية، أو جراء حصول الموظفين على رشاوى، فحدث ولا حرج، حيث اتسعت مساحة المبانى غير المرخصة، التى نشأت دون خضوع لأساليب التخطيط العمرانى، فهى تمثل قنابل موقوتة نظرا لارتفاعاتها الشاهقة لأكثر من ١٢ أو ١٣ دورًا، وتتركز خطورة هذه المناطق بجانب كونها لا تصلح للمعيشة فى أنها يصعب السيطرة عليها أو تأمينها فى حالة حدوث حرائق أو خلافه، فتخطيطها العشوائى يمنع فرق الإنقاذ من الوصول إليها، ووصل عدد هذه المناطق حاليا ٣٥٦ منطقة، منها ١٩٩ فى قلب المدن والعشش، بها ١٤١ ألف وحدة سكنية يسكن بها أقل من مليون نسمة بمساحة ٣٢٦٧ فدانًا. فيما كان لغياب دور المحليات أثر بالغ فى اتساع رقعة مناطق التلوث المهددة للصحة العامة، ومعظمها فى القليوبية وحلوان والمناطق التى تقع تحت أبراج الضغط العالي، وأخرى لا توجد بها مياه للشرب ولا صرف صحى، فى حين مثلت المبانى المقامة على أراضى الحيازات الزراعية، مشكلة على المستوى القومى، بسبب تقاعس الأحياء ومجالس القرى والمدن، وعدم اهتمامهم بالمشكلات المؤثرة على المستوى القومى، خاصة فيما يتعلق بالتعدى على الأراضى الزراعية. الزحف غير القانونى على أراضى الدولة هو نتيجة حتمية لمنظومة الفساد فى المحليات، والأمر الأكثر خطورة هو أن تفرز المزيد من التوتر فى المجتمع، ففى وسط هذا الزخم من الفساد والعشوائية يظهر التطرف، وتشكل الأرضية الخصبة للإرهاب، كما تهدد حياة المصريين نتيجة الانهيارات المتكررة للمبانى على رؤوس أصحابها، الأمر الذى ينتج بالطبع عن سوء إدارة الأغلبية العظمى من قيادات الإدارة المحلية، بداية من المحافظين ومرورا بنوابهم، وصولا إلى رؤساء الأحياء والمراكز والمدن.