الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"المرأة والتناول".. أزمة كنسية

الكنيسة
الكنيسة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر كتاب «المرأة والتناول» للأب يوئيل المقاري، بدير الأنبا بيشوي، واحدا من الكتب التى أثارت أزمة داخل الكنيسة.. الكتاب تناول موضوع «معوقات التناول» من جهة الاحتلام أو الدورة الشهرية للمرأة ودخولها الهيكل أو منع دخولها الكنيسة لفترة معينة، فى ظل مؤيد ومعارض للرأي.
وتبنى المؤلف العودة لأقوال الآباء خلال القرون الخمسة الأولى (أى فكر الكنيسة الجامعة الرسولية قبل الانقسام) واضعين فى الاعتبار أن العادات ليست عقائد. فهناك العديد من المدخلات فى قواعد الكنيسة وطقوسها لا تنتمى إلى الفكر الآبائي، قال عنها السيد المسيح «تقليد الناس، وصايا الناس، تقليد الشيوخ».
جدير بالذكر أن المؤلف استعان برأى بعض آباء الكنيسة، مثل القديس أثناسيوس الرسولي، والقديس يوحنا ذهبى الفم، والدسقولية التى هى تعاليم الرسل، ورأى بعض آباء العصر الحديث، مثل المطران جورج خضر فى محاضرة ألقاها بمؤسسة الأنبا أنطونيوس للدراسات الآبائية سنة ٢٠٠١، وكذلك رأى الأب المتنيح متى المسكين بخصوص، وما قاله القمص داود لمعى بخصوص هذا الموضوع، والأب القس بطرس سامى راعى كنيسة مارمرقس بالمعادي، والباحثة الدكتورة ماريا فوتينية والباحثة الدكتورة دونا رزق.
رد الأنبا بيشوي
وردًا على الكتاب، أعد الأنبا بيشوي، أسقف دمياط والبراري، دراسة بحثية للرد على كتاب يوئيل المقاري، مستشهدا بقرار المجمع المقدس بجلسة ٢٧ مايو ٢٠٠٧، بتوصية لجنة الإيمان والتعليم والتشريع بمنع توزيع الكتاب، وأوضح مستندًا أن الصوم السابق للتناول واضح فى تدبير الرسولى بناء على الأكل فى الكنيسة بعد التناول، ومن المفهوم طبعا أن قداسات الصوم تصلى فيها المزامير صلاة الثانية عشرة، وهى صلاة قبل النوم، وعليه فقد بدأت فترة الصوم.
أما عن فترة الدورة الشهرية فهى لتجديد جدار الرحم شهريًا، ويختلط نصف الدم بالخلايا الميتة التى طرأ عليها فساد. فالمسألة فى العهد الجديد ليست نجاسة ولكنها نظافة جسدية، وكذلك إن لم يكن الرجل جسدًا نظيفاُ (طاهرًا).. وفى الحالتين لا يمنع الرجل أو المرأة من ممارسة كل الأمور الروحية فى الصلاة وقراءة الكتاب المقدس ودخول الكنيسة والخدمة الروحية، ولكنها تُمنع من التناول إلا فى حالة الخطورة على الحياة، فيمكن تجاوز كل اعتبارات الإفطار والاستعداد الجسدي، ويكفى فقط الاستعداد الروحى ومعرفة أب الاعتراف. ويشير الأنبا بيشوى فى دراسته إلى أن الراهب المقارى لم يمكنه إنكار التقليد الكنسى القديم فى تعليم القديس ديونسيوس، رئيس أساقفة الإسكندرية الثالث عشر، والذى أشار إلى أن سبب عدم تناول المرأة، هو عدم النظافة الجسدية، بينما يدعى المقارى فى كتابه فى الصفحة ٥٦ منه، أن هذا القديس لم يقدم أى تفسير لمنع المرأة الحائض من التناول، ولكن العكس هو الصحيح. 
واختتم الأنبا بيشوى دراسته قائلًا، إن المقارى أساء استخدام كلام القديس أثانسيوس فى غير موضوعه، كما أنه لم يكن صادقًا فى تعليقه على كلام البابا ديونسيوس.
ووجه بيشوى نصيحة للراهب يوئيل المقاري، بمراجعة نفسه فى كل ما ينشره فى ضوء قرار المجمع المقدس بشأن كتابه، وأيضًا توصية لجنة الإيمان والتعليم والتشريع.