الموت قد لا يكون النهاية، هكذا استطاع العلماء أن يخلدوا ذكراهم في وجدان التاريخ، فباتت أسماؤهم محفورة في القلوب والعقول والتاريخ وعلى الجدران في الشوارع والميادين، وهكذا خلد البروفيسور والعالم المصري أحمد زويل اسمه بين أعظم من أنجبتهم البشرية، فبكى العالم حزنًا على رحيله الذي تأتي ذكراه الأولى في الثاني من الأغسطس من عام 2017.
70 عامًا من العطاء جعلته رمزًا للعلم والعمل والنجاح والطموح ليس على المستوى المحلي المحدود رغم اتساعه وإنما على المستوى العالمي، قاد فرقًا من باحثين يحملون جنسيات عديدة للبحث في تفاصيل لخدمة البشرية، سطع اسمه كأحد أبرز رواد البحث العلمي فشغل منصب أستاذ رئيسي لينوس باولنغ في الكيمياء الفيزيائية وأستاذ الفيزياء في كالتيك كما شغل منصب "مبعوث علمي للولايات المتحدة لدول الشرق الأوسط".
المدينة..
رحل البروفيسور أحمد زويل في سان مارينو، لوس أنجلوس، الذي تزوج من السيدة ديما زويل (الفحام) وهي ابنة شاكر الفحام وتعمل طبيبة، بعد أن استطاع تحقيق كل ما جال في خاطره، حتى تلك المدينة التي أهداها لوطنه وموطنه الأول "مصر" لتكون لها معينًا على تطوير أدوات البحث بما يجعلها قادرة على مواكبة التطورات العالمية واللحاق بالركب العالمي في كل المجالات، تلك هي "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا" وهي مبادرته لتطوير العلم والتعليم في مصر حملت اسمه كما أنها تحظى بالاستقلالية التامة ويتم تمويلها عبر التبرعات من الهيئات والأشخاص. تم بناء المشروع في مدينة 6 أكتوبر على مساحة 270 فدانا وذلك بعد حصوله على موافقة من رئيس الوزراء عصام شرف.
الابتكارات ..
ابتكر نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي "فمتوثانية" وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، كما نشر أكثر من 350 بحثاً علمياً في المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة "ساينس" ومجلة "نيتشر".
ورد اسم "أحمد زويل" في قائمة "الشرف" بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر غراهام بيل).
الجوائز والتكريمات ..
حصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل إضافة إلى العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر وعلم الفيمتو التي حاز بسببها على 31 جائزة دولية منها، اختياره من قبل البيت الأبيض الأمريكي في أبريل 2009 ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالما مرموقا في عدد من المجالات، وحصل على جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء سنة 1989 سلطنة عمان، وجائزة "سام بنجامين فرنكلن" سنة 1998 على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر (فمتوثانية) يسمى كيمياء الفيمتو، إضافة إلى عشرات الجوائز والتكريمات التي حصل عليها من المؤسسات العلمية الدولية وكذلك قادة وملوك ورؤساء العديد من الدول العربية والأمريكية والأوروبية طوال مسيرته العملية والعلمية.
