الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الشيخ صابر أشهر صيادى الجيزة

الصياد الصغير.. يحلم أن يكون طبيبًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طفل صغير، وسط المراكب والشباك المرصوصة على شاطئ البحر الأعظم بمحافظة الجيزة، يصنع شباك الصيد وينسجها، يلهو وسط مياه النيل، إنه صابر، أو الشيخ صابر، كما يطلقون عليه، طفل السبع سنوات، ليس كباقى الأطفال الذين يملكون ألعابًا، فلعبة «صابر» صيد السمك بيديه وهو واقف فى النيل.
يرى «صابر» الأطفال كل صباح ومساء يذهبون إلى النادى، ليمضوا الوقت فى ممارسة الرياضة، ولكن رياضة «صابر» تتمييز بطبع خاص، فهو يعشق نسج الشباك ولَضْمها.
بين العمارات الشاهقة وزحام الحياة، يقيم «صابر» على الجانب الآخر من النيل بين الخضرة وهدوء الأعصاب فى بيت جميل يملؤه الحب بين أفراد عائلته.
«صابر»، أو الشيخ الصغير، كما تعود كل فرد فى عائلته على تلقيبه بالشيخ صابر منذ مولده، نسبة إلى جده إمام المسجد المجاور لمنزلهم، والذى توفى فى العام الذى ولد فيه صابر، ولحبهم الشديد للإمام دعوا صابر بالشيخ تيمنًا بجده.
دائما ما يتحدث عم سيد، جد صابر، عن العلم، ويعتبره سلاحًا للشخص، فالشهادة مفتاح الحياة، لذلك حرصت عائلة صابر على تعليم كل فرد فى العائلة، فصابر فى الصف الأول الابتدائي، يحرص على مذاكرة دروسه جيدا ويريد التقدم فى العلم، وعندما يحدثه أحد عن المستقبل، يقول إنه فى الواقع سيصبح صيادا كباقى أفراد عائلته، فكل أولاد الأعمام والأقارب تخرجوا فى كليات، والآن هم صيادون فى الماء، فيعتقد أن هذا عرف وتقليد يجب أن يمر به، ولكنه رغم ذلك لم ييأس فهو يريد أن يرى نفسه طبيبًا، ويعمل على تحقيق هذا الحلم.
يستيقظ صابر باكرًا كل صباح، ويذهب مع جده فى رحلة يراها صابر أنها من أمتع لحظات يومه، ويتقن الشيخ صابر فن الصيد بكل مراحله المختلفة، من تجديف القالب أو رمى الشِباك وتجميعها وتفريغ السمك ووضعه داخل شباك مربوطة مخصوصة لوضع الأسماك فى البحر فى وضع محكم الغلق، ليبقى السمك حيًا.
الشيخ صابر يتقاسم العمل مع أفراد عائلته بالتساوي، ففى الوقت الذى ينشغل جده برمى الشِباك، يجدف الشيخ الصغير بيديه الصغيرتين معلنًا تحديه لكل الصعوبات، وفى الوقت الذى يجلس جده ليترتاح قليلا يعمل الطفل على جمع الشباك، متمنيًا من الله عز وجل حصادًا وافرًا من الأسماك.
يقول صابر: إنه أمر عادى إذا جاء محملا بأسماك أو لا، بعد رحلة الصيد، فالأمر لا يشغل باله كثيرًا، ولكن عم سيد له رأى آخر، فهو يرى أن الصيد استحالة أن يستمر كمهنة أساسية لأى شخص، لأنه أحيانًا تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فتمر الأيام ولا يعطى البحر أسماكًا، فلا بيع ولا شراء، ويقول أيضًا إن الصياد لا يستطيع أن يدخر بعض المال للمستقبل فمال اليوم لليوم، داعيا الله أن يحسن حال أبناء العائلة أملًا أن يكون الصيد هواية وليس عملًا أساسيًا.