السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

قصور الثقافة.. الهيئة «العجوز» فى زمن الإنترنت

الهيئة العامة لقصور
الهيئة العامة لقصور الثقافة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من يصدق أن أهم أزمة تواجه أكبر وأضخم هيئة على مستوى الجمهورية تكمن فى اختيار رئيس جديد لها؟؛ فقد كانت المفاجأة فى رفض الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، منذ حوالى 6 أشهر، تجديد انتداب الدكتور سيد خطاب رئيسا للهيئة، ما جعل الهيئة تصاب بالارتباك، نظرا لتولى صبرى سعيد رئاسة الهيئة بالإنابة رغما عنه، ما دفعه إلى أن يقدم استقالته أكثر من مرة للوزير بسبب ظروفه المرضية، وفى عهده شهدت دور الهيئة تجميدا لدورها تماما، نظرا لخوفه الشديد من التوقيع على أى قرارات مالية أو إدارية يمكن أن يتحمل تبعاتها بعد خروجه منها.
ومنذ أيام انتدب وزير الثقافة الشاعر أشرف عامر نائبا لرئيس الهيئة وقائما بالأعمال، التى أعلنت عنها الوزارة مؤخرا، بحثا عن رئيس جديد لقصور الثقافة، مستمرة على الوزارة أن تسد الفراغ بأى طريقة.
بعد أن أصبح البحث عن رئيس لهذه الهيئة العجوز أمرا شاقا للغاية، فما أكثر الطامعين فى رئاستها، إلا أنهم ليسوا على المستوى المطلوب من الكفاءة، وبالتالى فإن الاستعانة بهم سيزيد من الأمور سوءا بدلا من تصحيح الأوضاع وإعادة المؤسسة إلى هويتها ودورها فى نشر «الثقافة الجماهيرية»، وخلال هذا الملف نستعرض آراء عدد من المثقفين فى الأوضاع الحالية للهيئة، كما نعرض للأوضاع من وجهة نظر المسئولين بها.
مثقفون: دورها انتهى والموظفون السبب
«صالح البحر»: يجب تحويل الهيئة لمؤسسة إنتاجية.. و«عمران»: انهيارها بدأ فى عهد «مبارك» وكسل الموظفين قتل الإبداع «طوسون»: فقدت التواصل مع الشباب ونشاطها تقليدى.. و«عمر»: مؤتمراتها مكررة وبعيدة عن الجماهير
انتقد عدد كبير من المثقفين أوضاع هيئة قصور الثقافة الحالية، وطالبوا بضرورة استعادة الهيئة لمكانتها، مؤكدين أنها أصبحت مغيبة عن دورها الحقيقى المطلوب منها.
ويقول الروائى محمد صالح البحر، الأمين العام الأسبق لمؤتمر أدباء مصر، إن الحديث عن هيئة قصور الثقافة يعنى الحديث عن ٧٥ ٪ من العمل الثقافى لوزارة الثقافة، حيث إنها الذراع القوية والطويلة للوزارة، التي تمتد لتشمل محيط الوطن بأسره.
وأضاف البحر: «الحديث عن هيئة قصور الثقافة وأدائها الوظيفى والعائد منه حديث طويل وممتد فى الزمن، وممتلئ بالاقتراحات والأفكار التى لم تجد أذنًا واعية، ذلك أن المعنيين بالأخذ بهذه المقترحات والأفكار هم أنفسهم المسئولون عما وصلت إليه الهيئة من تكلس فى الأداء، وعقم فى المنتج الثقافى المرجو منها، بل وشلل تام فى وجودها، يكفى أن تعرف فى هذا السياق أن الهم الأكبر الذى يدور الصراع من أجله داخل الهيئة لأكثر من ١٠ سنوات مضت حتى الآن هو صراع المناصب، وغالبًا ما ينتهى لصالح أهل الثقة أو الأقدمية الوظيفية أو الطيبين الذين يجيدون ترديد كلمة «نعم» وهم ينظرون فى الأرض، فهل عرفت الآن لماذا انتفى الوجود الحقيقى لهذا الكيان الذى كان يلعب أهم الأدوار الثقافية، وإلى أى مدى صارت الحالة التى هى عليها الآن».
وتابع البحر: «لأن المؤسسة الثقافية كيان مهم داخل المجتمع، سواء أدرك المجتمع ذلك أم لا، فإن الحديث عن إعادة تأهيلها وتطويرها لا يجب أن ينتهى أبدا، وبعيدا عن صراع المناصب الذى أتى أساسًا بسبب الفراغ، فإننا نرى أن إعادة النظر فى سبب وجود هذه المؤسسة العريقة بات أمرا ضروريا، ويمثل من وجهة نظرنا أولى الخطوات العملية والجادة باتجاه الإصلاح، فالمرحلة الزمنية التى أنشئت فيها الهيئة جعلت من سبب وجودها دورًا خدميًا بحتًا، وعملت الهيئة على تقديم الخدمات الثقافية للمجتمع لزمن طويل، وفى منحنى أخذ فى الهبوط مع تقادم الزمن حتى بات عاجزا عن السير لأبعد من ذلك، فالمجتمع قد تغير فعلا، ولم تعد الخدمة الثقافية التى يرجوها تتطلب منه تحمل عناء الذهاب إلى أحد قصور الثقافة، فالتقدم المعرفى عبر شبكة الإنترنت وشاشات القنوات الفضائية بات أسهل وأسرع وأوفر وأقل كلفة، ما أدى إلى تغير طبيعة الإنسان نفسه، فلم يعد ذلك السلبى الذى ينتظر تلقى المعرفة، ويلهث فى الجرى خلفها، كل ذلك التغير جعل المؤسسة تبدو وكأنها جد عجوز يأخذ الزمن منه، وسط أحفاد لا يكف نفس الزمن عن دفع النمو والحياة فيهم بسرعة مفرطة، وهو الأمر الذى يستحيل معه بقاء الحال على ما هو عليه».
واقترح البحر، أن تتحول هيئة قصور الثقافة من مؤسسة خدمية إلى مؤسسة منتجة ما يمثل الخطوة الأولى للإصلاح، مؤكدا أن اقتراحه لا يتطلب سوى تغيرات فى اللائحة الأساسية، وطبيعة اختيار العاملين والقيادات وتأهيلهم، وأن يكون للكوادر الثقافية تواجد رسمي داخل المدارس والجامعات ومراكز الشباب، والتوسع فى العمل وتبادل الخبرات مع مؤسسات المجتمع المدني، وتفكيك المركزية، وكل ما من شأنه القدرة على خلق آليات أخرى بديلة للعمل الثقافى، تؤمن بحرية الإبداع والفكر، وتمتلك القدرة على الخلق والابتكار، وتعتمد على واقع حقيقي، وآليات تمكن المؤسسة من نشر ثقافة حقيقية بين الناس، وتمثل احتياجا حقيقيا لهم.
وتساءل البحر: «هل نعى أننا إن لم نتخذ الخطوات اللازمة للسير إلى الأمام، فإننا حتى لن نظل مكاننا، بل سنرجع إلى الوراء، ونُرجع معنا المجتمع كله، بحيث نغرق جميعا فى بحر من التخلف لا سبيل إلى النجاة من مياهه اللزجة».
وقال الروائى أحمد طوسون، إن الكثيرين وأنا منهم يعولون على دور الثقافة فى إحداث التغيير الذى ينقل مجتمعاتنا نقلة حضارية تتناسب مع العصر، وتقف كحائط صد ضد الصراعات التى تموج بها المنطقة وأهمها الصراع الثقافى وصراع الهوية والرغبة فى بث الفتن وتفتيت المجتمعات والوقوف ضد أفكار التطرف التى وجدت لها ملاذا فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وأضاف طوسون: «من المفترض أن تكون قصور الثقافة بإمكاناتها الهائلة الذراع الطولى للثقافة للوصول بخطابها إلى أكبر شريحة من المجتمع والقيام بدورها فى نشر الفنون والوعى واكتشاف المواهب والتواصل مع الهامش والأطراف، إلا أن هذا الدور تراجع ويكاد يكون انتهى وباتت أنشطة قصور الثقافة أنشطة نمطية انقطعت صلتها بالجمهور، أو حبرا على ورق، وذلك يرجع فى ظنى إلى أن هيئة قصور الثقافة لم تطور أساليب تواصلها مع الشباب بوجه خاص، ولم تنجح بمخاطبتهم من خلال آليات العصر الحديث من خلال الميديا ووسائل التواصل، ومعرفة ما يجذب الأجيال الجديدة لينخرطوا فى أنشطة تناسب اهتمامهم وتناسب العصر، وما زال النشاط الذى تقدمه الهيئة بشكله التقليدى الذى بدأ منذ الستينيات حتى الآن، وربما مرجع ذلك لافتقادنا رؤية ثقافية واضحة المعالم تعمل من خلالها كل أجهزة الثقافة فى مصر، وبات العمل بالثقافة تديره فكرة تسيير الأعمال».
وتابع طوسون: «بات منجز أى مسئول هو إقامة الأنشطة دون مراجعة لجدواها ومن المستفيد منها، هناك عوائق كثيرة تعوق قيام هيئة قصور الثقافة بعملها أولها تضخم الجهاز الإدارى ليبتلع أغلب الميزانيات المخصصة للهيئة، والاهتمام بالمنشآت أكثر من الاهتمام بالكوادر الإدارية التى تقوم بالعمل وتدريبها والاستعانة بكبار الفنانين والأدباء فى رسم سياسات الهيئة، والاكتفاء برؤية كوادر وظيفية لم تقدم جديدا، إهمال الثقافة العلمية فى أنشطة الهيئة وهو ما قد يساهم فى جذب اهتمام شرائح لا بأس بها فى المجتمع، سيطرة أسماء بعينها وتكرارها بأنشطة الهيئة، وكأنها باتت بمثابة محاصة للمتعاملين مع الهيئة دون أن يرتبط ذلك بتقييم الأنشطة وتجاوب الشارع معها، التغيير المستمر لرئاسة الهيئة لا يمكن من وضع استراتيجية لرؤية الهيئة وأنشطتها، وفى كثير من الأحيان يتم توزيع المناصب داخل الهيئة بعيدا عن مبدأ الكفاءة، وهو ما نلاحظه جليا فى الحال الذى آل إليه دورها المتراجع وخفوت أثرها وتقزمه وانغلاقه على العاملين بها وبعض المتعاملين معها من الفنانين والأدباء دون آليات حقيقية تجعلها أكثر تواصلا مع الناس والشرائح المستهدفة».
الشاعر على عمران قال: إن لدى الهيئة العامة لقصور الثقافة مئات المبانى الفخمة المنتشرة فى ربوع مصر التى أسست لتثقيف الإنسان المصرى فى فترات التاريخ المعاصر المختلفة وكان لكل مرحلة سماتها، وإن كانت الهيئة بدأت فتية فى العصر الناصرى حيث عملت على توجيه المجتمع وتثقيفه وحفظ تراثه الغنائى والفنى كل حسب منطقته الجغرافية وسماته التى تميزه عن بقية الأقاليم الأخرى، وقد كان لقصور الثقافة الفضل الكبير فى اكتشاف مواهب كبيرة فى الشعر والفن والأدب وتقديمها للساحة بالثقافية العربية بشكل يليق بمكانة مصر.
وأضاف عمران: «أما الآن فقد تحولت الهيئة إلى مبنى بلا معنى وقد بدأ الانهيار فى عهد مبارك حيث تم بناء مبانٍ شاهقة، وتم إهمال الإنسان أى الموظف الذى يدير تلك المؤسسة، وتم إصدار آلاف الكتب التى لا قيمة لها فزهد المتلقى فى تلك الكتب وانصرف الإنسان عن تلك المبانى التى تحولت إلى مقر للموظفين الكسالى الذين لا هدف لهم سوى الراتب فى نهاية الشهر، ومن ثم فقدت الهيئة طبيعتها الثقافية والتنويرية التى من أجلها أنشئت».
من جانبه قال الروائى فكرى عمر، «إن قصور الثقافة، لا تقوم بدورها كاملا رغم امتلاكها كل أدوات القيام بأدوار كبيرة فى الثقافة المصرية من مبانٍ مجهزة بقاعات الأنشطة، ومسارح، وحدائق مفتوحة، ومن مطابع، وسلاسل نشر؛ لأن الإنسان هو الذى يغير وليس توفر الأماكن والشكل المؤسسى فقط دون جوهره».
وأضاف عمر: «قد يكون النشر المركزى لا الإقليمى نقطة نور صغيرة، وبعض الأنشطة المسرحية، لكن الأدوار التوعوية، وأنشطة المؤتمرات، وأندية الأدب شبه معطلة، أو مهدرة القيمة، ولك أن تتخيل الآن أن جميع مؤتمرات قصور الثقافة هى مؤتمرات مغلقة بين مجموعة من الأدباء، وليست مؤتمرات جماهيرية، وليس هناك سعى لتحويلها إلى مؤتمرات جماهيرية. ومحاور المناقشة متكررة، والتوصيات، والأداء نفسه، وتكرار أسماء بعينها».
وتابع عمر، «لماذا لا يتم النشر مركزيا، خاصة النشر الإقليمى لا يوزع بشكل جيد، ومكافأته هزيلة جدا، ولجان تحكيمه واختياراته عليها ملاحظات جمّة، وكل عام تتكرر المشكلة»، مضيفا: «أما أندية الأدب فأهدرت قيمتها، وفاعليتها؛ لأن موظفى الثقافة يسيطرون عليها، ويتحكمون بنشاطاتها إما بشكل مباشر، أو عبر من يدفعونه إلى الواجهة، وتحجيم القدرات التعبيرية للشباب. والمضحك أن كثيرا من موظفى الثقافة يهاجمون أى أديب لديه ملاحظات على أداء الندوات والمؤتمرات بشكل عام. إنهم يتعاملون مع الموضوع كما لو أن هذه القصور هى ممتلكاتهم الخاصة يجذبون إليها من يريدون، وينحون منها من لا يريدون.
وإجمالا فإن قصور الثقافة تحتاج للكثير من الحرية، والإخلاص، والجدية؛ كى تكون فاعلة، ومؤثرة، وجاذبة للأدباء».
القائم بالأعمال: أسعى لإعادة الصلة بينها وبين الجمهور.. وسأعتمد على المبدعين
الشاعر أشرف عامر رئيس قصور الثقافة؛ أكد أن التدهور الذى أصاب مصر خلال الثلاثة عقود الماضية، انعكس على أداء الثقافة وفى صدارتها الثقافة الجماهيرية باعتبارها أكثر الجهات التى تأثرت، مشيرا إلى أن الأسرة المصرية ارتبطت بالهيئة خلال الستينيات والسبعينيات، وكان لها الفضل على أغلب المبدعين، نظرا لأن الأسرة كانت تمارس الأنشطة الثقافية لانتشار القصور بجوار البيت والعمل والنادي، إلى أن وقع التدهور فانقطعت الصلة بين الطرفين، وأنه سيسعى خلال الفترة المقبلة إلى إعادة الصلة بين الجمهور الذى هجر قصور وبيوت الثقافة، إلى الارتباط بها مرة أخرى، عن طريق تأسيس صلة حقيقية بين الطرفين ووضع استراتيجية واضحة لهذا الأمر، مما يتطلب مزيدًا من الجهد خلال الفترة المقبلة.
وأضاف عامر: «هناك مواصفات لاختياراتنا خلال الفترة المقبلة للقيادات التى سنعتمد عليها لإدارة الهيئة منها تمتع القيادى بالمهارات الإبداعية والإدارية، وأتمنى أن أعتمد اعتمادا رئيسيا على المبدعين، باعتبارهم الأقدر على إدارة الأمور، ويمكننى أن أضيف المهارات الإدارية للمبدعين بينما لا أستطيع أن أضيف المهارات الإبداعية للإداريين، فالشخص الذى ينقصه جانب من الجانبين فإن أداءه يعتريه القصور».
وتابع عامر: «لم أتول إدارة قصور الثقافة إلا منذ أيام قليلة، لذا لا أُلم بكل الملفات الشائكة، وإنما أعتمد على خبرتى السابقة، لأننى قضيت بها فترة طويلة فى مناصب متعددة، وستكون رؤيتى قائمة على اختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب، وأعتقد أن أهم شىء يجب أن يتوفر خلال الفترة المقبلة أن يتم التكامل بين الإدارات الفنية والثقافية بالهيئة، وأستطيع أن أؤكد أن الفترات التى شهدت تكاملا بين الإدارات انعكس الوضع فيها على العمل وازدهر بشكل لافت، وأن الفترات التى شهدت قطيعة بين الإدارات انخفض مستوى الأداء بالهيئة.
مدير «النشر»: نستهدف مبدعى الأقاليم ومواجهة الإرهاب
أكد الكاتب عبدالحافظ بخيت، مدير إدارة النشر بهيئة قصور الثقافة أن الاتهامات التى يوجهها البعض للهيئة غير صحيحة، لأننا نعمل على مستويين الأول هو دعم شباب الأقاليم ومبدعى المحافظات.
فقد نشرنا لأبناء المحافظات مثل قنا وسوهاج وأسوان والشرقية وغيرها فى سلسلتى أصوات وإبداعات، وهناك اتفاق مبدئى الآن مع بعض رؤساء التحرير أن تتضمن خططهم مما لدينا من إبداعات الأقاليم وما يجيزه رئيس التحرير ولجنة الفحص ننشره مع الوضع فى الاعتبار أن جميع السلاسل أصبحت شهرية، وهناك أزمة حادة فى الورق، وأننا ملتزمون بتقرير رئيس تحرير السلسلة، وتقرير لجان الفحص ورؤية أمين عام النشر والأمانة العامة للنشر.
وأضاف بخيت: «أما المستوى الثانى الذى نستهدفه بكثافة، فإنه الحرب ومواجهة الإرهاب بالثقافة، ولقد نشرنا كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ على جمعة، وهو كتاب يتحدث عن المفهوم الصحيح للدين ونشرنا كتاب الخوارج للدكتور عامر النجار، وهو يتحدث عن مفهوم التطرّف وخطره ونشرنا الثابت والمتحول لأدونيس، وهو كتاب يتحدث عن التعامل العقلى مع التراث، وفِى المطبعة الآن كتاب تهافت الفلاسفة وتهافت التهافت وهما كتابان لابن رشد والغزالى وفيهما الوعى الصحيح للتدين المعتدل والدعوة لإعمال العقل وخلال أيّام سيخرجان معا ويتم توزيعهما معا وفى المطبعة أيضا كتاب السلوك فى ذكر الدول والملوك للمقريزى بتحقيق الأستاذ عبدالعزيز جمال الدين، وهو كتاب يتحدث عن علاقة مصر بالدول العربية وأهمية دور مصر، وهذا التحقيق يضفى إشارات كثيرة على الدور المصرى عبر التاريخ ويضيء مفاهيم كثيرة فى تفسير اللحظة الآنية ولدينا خطة لنشر مشروع كامل يشبه مشروع التنوير الذى كان يصدر من قبل لكننا سنديره بشكل مختلف».
رئيس «الشئون الثقافية»: ضعف التمويل وراء عجزنا عن عمليات التطوير
أكد الكاتب المسرحى حسين صبرة، رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وجود ٣ إدارات عامة وجيش من الموظفين يتبعون الهيئة لتحقيق الهدف منها وهو التنمية البشرية للموظفين والعاملين بالهيئة.
وقال صبرة: «كثيرا ما ينتقد المثقفون أداء الموظفين بالهيئة، لذا فإن دور هذه الإدارة مهمة للغاية فى إعادة تأهيلهم قياديا وتنظيم دورات لهؤلاء الموظفين، وخلالها يتم اختيار البارزين منهم من جانب القيادات العاملة بالوزارة وتتنوع الاختبارات ما بين شفوية وعملية، لتطوير الأداء خاصة أن أغلب القيادات الحالية لهم ملكات إبداعية كبيرة مثل الفنان أحمد الشافعى رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، ومحمد الشبراوى راقص فنون شعبية، والقاصة فوزية أبوالنجا رئيس الإقليم الثقافى لوسط الصعيد، والباحث سعد فاروق رئيس الإقليم الثقافى بجنوب الصعيد، وأنا شخصيا أحبذ القيادى الذى يتمتع بملكات إدارية، لأنه يستوعب كل الفنون بينما المبدعون ينحازون لاتجاهاتهم».
ووصف «صبرة» تجهيز كل المكتبات وقصور الثقافة التابعة للهيئة تكنولوجيًا بـ«المستحيل»، مشيرا إلى أن ٥٨٠ موقعًا ومكتبة عامة ومكتبة طفل تقليدية رقم مهول، ولكى نواكب المكتبات الرقمية الحديثة ونربطها على شبكة الإنترنت وفق الثورة التكنولوجية أمر يحتاج لإمكانيات ضخمة لا تتوافر للهيئة، ولذا فإننا نستعيض عن ذلك باستبدال هذا الأمر بإقامة الأنشطة خارج المواقع الثقافية تحت شعار «ثقافة بلا جدران».
وأوضح صبرة أنه بدأ فى تنفيذه مشروع تنمية جنوب الوادى بإقليم وسط وجنوب الصعيد، وهو يضم ٧ محافظات مثل أسوان والبحر الأحمر وغيرهما، لإقامة قوافل ثقافية بها تتوجه للقرى يتم تقديمها بالميادين والجمعيات الأهلية وغيرها من الأماكن العامة، وتضم ٥ مبدعين ما بين محاضر وشاعر وموسيقى وتخت فنون شعبية وغيرها، كما يتم تنظيم ورش نوعية لتدريب المبدعين فى مجال إبداعهم مثل كتابة النص الدرامى أو الشعر وتستمر لأسبوعين أو أكثر.