رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

62 ألف حالة في 2016.. "نشوز الزوجة" يهدم أركان البيت المصري.. قانوني: حق للزوج في حال عدم الطاعة.. العوضي: نتاج لنقص التوعية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشفت إحصائية رسمية صادرة عام 2016، إن حالات النشوز بلغت 62 ألف دعوى تسببت في حرمان 22 ألف سيدة من النفقة الشهرية، فيما أقام الرجال في نفس العام 3500 دعوى نشوز وطلب في بيت الطاعة لتأديب زوجاتهم بعد الإساءات المتكررة التي تعرضوا لها، فيما وصلت دعاوى النشوز التي أقامها الرجال أمام محاكم الأسرة بعد رفض الزوجة العيش مع "ضرة" 1500 دعوى.


وفي السطور القليلة القادمة، نسرد قصة سيدة من السيدات التي أقيمت ضدها دعوى نشوز واستطاعت البوابة ونطرح تساؤلات حول أسباب زيادة حالات النشوز وكيفية مواجهة تلك الظاهرة التي تدق ناقوس الخطر على مستقبل الكثير من البيوت المصرية.

مدام (هدى، ع) سيدة مصرية لها طفلان وتعيش حياة صعبة بعد أن رفع عليها زوجها دعوى نشوز، وبعد "خناقة" زوجية رفضت البقاء في المنزل رغم تحذيرات زوجها المستمرة لها.

تقول الزوجة: دخلت في دوامة من المشاكل بعد ذلك حيث فوجئت بتحويل زوجي الأمر من ساحة النقاش والتفاهم إلى ساحة المحاكم ومنذ ذلك اليوم تحولت حياتي إلى جحيم حيث لم يعد لي أي شيء بعد أن انتصر الحكم القضائي للزوج وحصل بموجبه على حق النفقة وسقط المؤخر وفوق هذا كله فأنا محبوسة بسبب الحكم القضائي الذي قيد حريتي في اختيار الطلاق أو الخلع إلا بعد مرور عامين، متسائلة "أي جحيم أقوى من هذا" ؟

الدكتور عادل عامر، خبير القانون العام ورئيس مركز "المصريون للدراسات القانونية والسياسية"، قال إنه في ظل غياب ثقافة الحوار والتشاور ومواجهة المشاكل ترفع نسب المشاكل الزوجية، حيث تعد دعوى النشوز سببًا من أسباب غياب ثقافة الحوار والتفاهم المشترك بين الزوج وزوجته، لافتًا إلى أن قرارات المحكمة ليست عشوائية أو ظالمة فالزوج له الحق في رفع قضية نشوز على زوجته حال عدم التزامها بالطاعة وهي قضية تدار وفق الدلائل ووفق قواعد الشرع، مشيرًا إلى إن معنى النشوز هو خروج الزوجة عن طاعة زوجها وعدم أداء ما عليها من حقوق وهنا يلجأ الزوج إلى رفع دعوى قضائية.

وأوضح عامر أن الزوج يقدم في البداية دعوى قضائية بالزام بالطاعة من قبل الزوجة وإن رفضت طاعته يرفع قضية نشوز وهنا تسقط حقوق الزوجة سواء النفقة أو المتعة أو الإنفاق عليها بجانب أنها تظل على ذمته، لافتًا إلى إن الزوجة من الممكن أن ترفع دعوى خلع قبل أن يشرع الزوج في اجراءات النشوز إذا أرادت هذا


أما رحاب العوضي، أستاذة علم النفس السلوكي، فترى أن وقائع النشوز التي تقع داخل الأسرة المصرية، نتاج لغياب التواصل والتفاهم داخل الأسرة المصرية لافتة إلى إنه فيما مضى كان هناك حالات من الائتلاف والتفاهم داخل الأسرة قبل أن يبرز دور محاكم الأسرة ويغيب الدور التوعوي داخل المجتمع وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الطلاق داخل المجتمع نتيجة غياب تفعيل دور التعليم ما قبل الزواج.

وأضافت العوضي على أنه خلال 50 عامًا الأخيرة شهدت تلك الفترة تدني في السلوك المصري بسبب غياب التوعية مؤكدة على أن الحديث عن النشوز لا يختلف عن الحديث حول الطلاق والخلافات الزوجية حيث هناك ضرورة في كلتا الأحوال لتفعيل دور القوى الناعمة في المجتمع المتمثلة في وسائل الاعلام والسينما التي نحتاج على تركيزها على أنماط السلوك الايجابي بعيدًا عن السلبيات التي تبرزها على مدار الفترة الأخيرة.