الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

هبة تطلب الخلع من زوجها: يرتدي ملابس نسائية وداخله «أنثى»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كانت تسمعهم يتهامسون": ستتزوجه حتى إذا لم تقتنع به، نحن أدرى بمصلحتها منها، عريس «لُقطة».. وسيم.. غني.. وظيفته مرموقة، وقتها علمت أن رفضها لذلك الرجل لن يغير من الأمر شيئا.
كانوا يخططون لتزويجها من العريس الذى تقدم لها بعد رفضهم للرجل الوحيد الذى أحبته فى حياتها بحجة ضعف إمكانياته المادية، أما ذلك العريس فلم يكن يخطط للزواج بعد، ولكن وجدت عائلته أن هذا هو الحل المناسب حتى يشعر برجولته بعد وصفه لشعوره الدائم بأن فى داخله «أنثي».
هذه قصة «هبة.ع» التى لجأت لمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، وأقامت دعوى خلع بعد مرور ٧ أشهر على الزواج، ضد زوجها «عبدالرحمن. س» فى محاولة للتخلص منه بعد تحوله جنسيًا إلى أنثي.
عندما رأته أعجبت به من النظرة الأولى فهو وسيم ويهتم بمظهره، تبادلا الحديث وسألها عن طموحاتها ولكنها كانت تجيب عن أسئلته دون تركيز فكان كل تركيزها فى وجهه بعد أن لاحظت شكل حاجبيه والذى يؤكد إزالته للشعر الزائد مثل البنات.
غادر منزلها برفقة والدته منتظرًا رد العروس وموافقتها على الزواج، وكانت هى على الجانب الآخر تتشاجر مع عائلتها بعد أن أخبرتهم برفضها لذلك العريس لأنه يتشبه بالبنات، سخروا من سبب رفضها قائلين: وهل توجد فتاة ترفض عريسًا لأنه يهتم بمظهره الخارجي؟!.. «مالقوش فى الورد عيب».. وأشياء كثيرة من هذا القبيل.
أصرت على رفضها له، ولكن عائلتها لم تيأس، فكانت كلما ترفض وجدوا لها سببًا تقبل به من أجله، شعرت مع الوقت أن عليها أن تتقبله برضاها أفضل من أن تُجبر عليه، اشترطت عليهم إطالة فترة الخطوبة حتى تتمكن من معرفته جيدًا، كان يعاملها معاملة لطيفة ويهتم بها وبأدق تفاصيلها، بالطبع أعجبت بكل هذا، ولكنها كانت تتذمر أحيانا من اهتمامه وتدخله المبالغ فى ثيابها وطريقة مكياجها.
مرت ٣ أشهر على الخطبة، وبعد الانتهاء من تجهيز شقة الزوجية تم الزفاف، مرت الأيام الأولى لزواجهما بشكل طبيعى إلى أن لاحظت غرابة فى تصرفاته، فذات يوم طلب منها أن تضع له طلاء أظافر فى قدميه مثلما تضع لنفسها، وعندما رفضت وسألته عن سبب ذلك قال لها: إنه يحب تفاصيل البنات ويشعر براحة نفسية وهو يفعل ذلك.
لم تدر إذا كان زوجها مريضًا نفسيًا أم فاقدًا للرجولة، كل ما أدركته أنه غير طبيعى ويحتاج إلى علاج، وقتها قررت أن تخبر والدته بما يحدث لعلها تملك تفسيرًا لذلك، وعندما أخبرتها تهربت والدته من الإجابة عن سؤالها وقالت لها: إن تربيته مع شقيقاته البنات أثرت فى تكوين شخصيته فيتكلم ويتصرف مثلهن.
لم تقتنع بكلام والدته ولكن لم يكن أمامها سوى التظاهر بالاقتناع، والتأقلم معه ومع حياتها الجديدة، إلى أن اشترى بعض الملابس النسائية وسألها عن رأيها فثارت فى وجهه، وطلبت منه أن يصارحها إذا كان مريضًا ويحتاج إلى علاج فإنها ستقوم بمساندته ومساعدته حتى يشفى، وإلا ستنفصل عنه لعدم قدرتها على تحمل ذلك.
صارحها بشعوره المستمر منذ صغره بأن فى داخله أنثى، وأنه قد صارح عائلته أكثر من مرة بذلك، ولكنهم كانوا يتهربون من الكشف عليه خوفًا من صدمتهم بالحقيقة، إلى أن أصيب بوعكة صحية منذ عامين وعند إجرائه الفحوصات والأشعة الطبية اكتشف الطبيب وجود رحم داخل أحشائه، ونصحه بإجراء التحاليل والأشعة الطبية اللازمة ليتأكد إذا كان يحتاج لإجراء عملية تحويل جنسى من عدمه.
شعر بالسعادة عندما سمع كلام الطبيب، فـأخيرًا وجد تفسيرًا طبيعيًا لكل ما يحدث فى داخله، وقرر إجراء عملية تحويل جنسى ليصبح أنثى فهذا ما كان يريده، ولكن عائلته لم تسمح بذلك، فموته أهون من العار الذى سيلاحقهم بتحوله إلى أنثى، ولأنهم لم يتحملوا نظرة الناس لهم، فقرروا تزويجه ظنًا منهم أن ذلك سيكون علاجه عندما يشعر بالمسئولية كرجل وكزوج، رفض فى بادئ الأمر ولكنه قرر أن يفعل لهم ما يريدون ويشغلهم عنه حتى يتمكن من إجراء فحوصاته سرًا.
والآن بعد أن تزوجها يريد منها أن تتحلى بالصبر حتى يجرى العملية ويتحول لأنثى ثم يقوم بتطليقها، رفضت أن تظل على ذمته دقيقة واحدة بعد كل ما أخبرها به، وطلبت منه الطلاق فورًا، ولكنه رفض وقال لها: إنه لو قام بتطليقها فسوف تعلم عائلته بحقيقة رغبته فى التحويل الجنسى وسيمنعونه، لم تستمع له وتركت له المنزل وتوجهت إلى منزل عائلتها، فهى لم تقدر على البقاء معه دقيقة واحدة بعد.
حينما أخبرت عائلتها برغبتها فى الطلاق انهال عليها اللوم «هتخربى بيتك.. هتطلقى بعد ٧ شهور جواز؟!.. الناس هتقول علينا إيه.. أنتى مش مكسوفة وأنتى بتقولى هيتحول لست.. محدش هيصدقك».. هذه عينة من العبارات التى سمعتها من أهلها.
وفى النهاية قررت أن تتحمل هى وحدها مسئولية ذلك، فالحصول على لقب مطلقة أفضل لها من الاستمرار مع زوج مثله، تغاضت عن كل ما يقوله الجميع، وتوجهت لمحكمة الأسرة بمصر الجديدة لتقيم دعوى خلع ضده تحمل رقم ٨١٤٠ لسنة ٢٠١٧ لترتاح من هذا الكابوس.