السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الزواج بين طوائف مختلفة.. مشكلة تبحث عن حل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«ما جمعه الله..لايفرقه إنسان».. هكذا تحدث الكتاب المقدس عن الزواج فى المسيحية، بينما يشهد حاليًا شروطا وتصنيفا مذهبيا «أرثوذكسى وكاثوليكى وإنجيلى وغيره» ليتفرغ النص عن معناه. لم يقف الأمر عند التصنيف فحسب، وتفرض بعض الكنائس حرمانا من ممارسة الطقوس الدينية المتعلقة بها للمتزوجين من خارج الطائفة رغم انتمائهم لنفس الديانة.. لعنة التفريق بين المذاهب والطوائف المسيحية قد تحرم قلوب المحبين من إتمام فرحتهم بالزفاف.. وقائع كثيرة حدثت منها عريس الفيوم الذى رفضت الكنيسة الأرثوذكسية إتمام طقوس زفافه لكونه صاحب ميول بروتستانتية... «البوابة» تعيد فتح ملف زواج المسيحيين من طوائف مختلفة.
الأرثوذكسية
قال القمص مكاريوس فهيم قليني، راعى كنيسة السيدة العذراء مريم، والأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بمدينة بدر، إن الكنيسة الأرثوذكسية تنظر للزواج باعتباره رباطا مقدسا، له عدة شروط، وأبرزها إتمام طقوس الإكليل على يد كاهن خاضع لقوانين الكنيسة الأرثوذكسية، ويتعين أن يكون الطرفان المقبلان على الزواج نالا سر المعمودية بالكنيسة الأرثوذكسية.
وأضاف أن تلك الشروط تطبيق لأية رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس «رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ»، موضحًا أن المقصود من الإيمان الواحد هو الطائفة واحدة، لذلك لا تسمح الكنيسة الأرثوذكسية بزواج أبنائها من أبناء الطوائف الأخرى.
نافيًا أن يكون عدم سماح الكنيسة الأرثوذكسية زواج أبنائها من الطوائف الأخرى تعسفا منها، قائلا: «إن ذلك حفاظًا على الأسرة المسيحية الواحدة كى يكون البيت مسيحيا قائما على المبادئ الدينية والعقيدة الواحدة، ما ينشئ تفاهما بين الزوجين، لو كان الزوج أرثوذكسيا وزوجته من طائفة أخرى فهو سيصلى من الأجنبية وسيعترف للآباء الكهناء وسيصوم فترة الصيام، وزوجته لم تفعل أى شىء من ذلك ما سينشأ انقسام فى الأسرة الواحدة وأبناء ممزقون بين الطوائف».
وأوضح راعى كنيسة بدر أن عقد الزواج الأرثوذكسى نص على ضرورة «زواج متحدى الطائفة والملة»، وقال إن إجراء أى زيجة غير ذلك مخالفة قانونية. وتابع: «إن الكنيسة الأرثوذكسية لا تسمح بإعادة معمودية أى شخص لرغبته فى الزواج من أحد بالطائفة الأرثوذكسية، مؤكدًا أن حركة التنقل بين الطوائف للجادين فقط، وليس للساعين وراء مصالح كالزواج أو غيره، وإذا تزوج أرثوذكسى بأى كنيسة تابعة لطائفة أخرى فلا يبقى أرثوذكسيًا، ولا يسمح له بممارسة الأسرار المقدسة بالكنيسة الأرثوذكسية».
الكاثوليكية
رأى آخر مختلف عن سابقه للكنيسة الكاثوليكية، قال الأب أغسطينوس موريس، راعى كنيسة العائلة المقدسة للأقباط الكاثوليك بالزيتون، إنه لا يوجد مانع لدى الكنيسة الكاثوليكية فى زواج أبنائها من أبناء الطوائف الأخرى.
وأضاف أنه فى حالة وجود أحد العروسين من طائفة الكاثوليك والآخر يتبع طائفة أخرى، فتجرى مراسم الإكليل داخل الكنيسة الكاثوليكية، منوهًا أنه إذا كان العروسان يتبعان طائفة أخرى غير الكاثوليك، فلا يجوز أن تكون مراسم الزواج لهم بالكنيسة الكاثوليكة.
وأكد أن إكليل العروسين المختلفين الطائفة لم يستدع إعادة المعمودية للطرف غير الكاثوليكى، نظرًا لاعتراف الكنيسة الكاثوليكية بأن ذلك الطرف مؤمن وقد سبق عماده، مشيرًا إلى أنه إذا تزوج أحد من الطائفة الكاثوليكية فى الكنيسة تابعة لأى طائفة أخرى، فلا تمنعه الكنيسة الكاثوليكية من ممارسة أسرارها.
الإنجيلية
وقال القس أكرام عطا، راعى الكنيسة الإنجيلية بعين شمس، إن الكنيسة الإنجيلية تسمح بزواج أبنائها من أبناء الطوائف الأخرى، موضحًا أنه حال تزوج أحد أبناء الكنيسة الإنجيلية بأى كنيسة تابعة لطائفة أخرى، فلا يوجد أى مانع لدى الكنيسة الإنجيلية فى أن يمارس طقوسها فيما بعد.
ورفض عدم سماح بعض الطوائف زواج أبنائها من أبناء الطوائف الأخرى، معتبرًا ذلك كرها غير مبرر، وعدم قبول الآخر، وهو ما يتنافى مع تعاليم الكتاب المقدس، والذى حثنا أن نكون واحدا فى المسيح، فشهوة قلب المسيح «أن يكون الجميع واحدا» وما يحدث بين الطوائف مخالفة صارخة لا يرضى عنها الله.
وأشار أن هذا ضد حقوق الإنسان، متسائلًا كيف لكنيسة مبادئها المساواة وقبول الآخر، والتى خرج منها حقوق الإنسان تتجاهل ما صنعه الله مع الخليقة، ولفت إلى أن إعادة عماد الشخص المختلف الطائفة كى يسمح له بالزواج مخالفة لتعاليم الإنجيل، نظرًا لأن المعمودية بالنسبة لنا فى الكنيسة الإنجيلية ترمز لموت المسيح، مشيرًا أن المسيح مات مرة واحدة، وما يحدث يدل على عدم اعتراف الكنائس الأخرى بما صنعه المسيح من أجلنا جميعًا.