الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

انفراد "البوابة" حول ملف الإسلاميين الملحدين يثير ردود أفعال واسعة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ردود أفعال واسعة أثارها ملف "البوابة" عن إلحاد 13 سلفيًّا وإخوانيًّا، وأرجع شيوخ ودعاة سبب إلحادهم إلى التشدد والغلو فى الدين، مطالبين بمواجهتهم بالأدلة واعتماد الحوار أسلوبًا للنقاش معهم.


وقال الداعية السلفى أسامة القوصى: إن «التطرف معناه الانحراف عن الوسطية، سواء أكان هذا الانحراف يمينًا أو يسارًا، فالشيطان حريص على خروج ابن آدم عن الصراط المستقيم، وجنوحه لأحد جانبى الطريق بالتفريط أو الإفراط».
ويضيف القوصى، لـ"البوابة": "من وجهة نظرى أن الملحد المنكر للخالق متطرف، والمتشدد فى الدين متطرف كذلك، وكل منهما رد فعل للآخر، مساو له فى القوة، ومضاد له فى الاتجاه"، موضحًا أن "المتطرفين جميعًا فيهم صفة العجلة والتسرع والاندفاع والتهور والطيش، أو بعبارة عصرية (فراملهم سايبة)، تمامًا كالسيارة التى فقد سائقها السيطرة عليها، فكلما حاول إعادتها للطريق انحرفت به إلى الجهة الأخرى".
ويضيف: "لا تستغرب تحول بعض المتشددين دينيًّا إلى الإلحاد، كما نشاهد فى المرحلة الحالية، أو العكس، كما حصل لسيد قطب مثلًا، فصفة التطرف موجودة فى الحالتين، وهى من وجهة نظرى سمات شخصية، لها تأثير على طريقة التفكير، ومن ثم المشاعر والسلوك، بغض النظر عن نوع التطرف".
ويتابع: "التطرف ليس فى الفكر وحسب، بل إنه قد يكون فى الطعام والشراب، فالأكل والشرب بشراهة يسبب السمنة، فى حين اتباع أنواع الحمية القاسية (المعروفة بالرجيم) تسبب النحافة الزائدة أو الأنيميا، باختصار هى سمات شخصية تتميز بفقدان الاعتدال والاتزان والتوسط، فى التفكير والمعرفة والمشاعر والسلوكيات".
ويستطرد القوصى قائلًا: "كنت فى يوم من الأيام ضحية من ضحايا التطرف، ولكن وبعد تجربة مريرة عدت إلى الإسلام المعتدل، الإسلام الوسطى الصحيح، لذلك أعلم جيدًا القصة بالكامل، وأعرف تبعاتها، لأنى أملك تجربة فيها".

من جانبه علق هشام النجار، الباحث فى شئون الإسلام السياسى، قائلًا: "تطبيق رؤية مؤسسة على تأويل منحرف للنص الدينى، وبعيدة تمامًا، ومغالِطة للرؤية الإسلامية الصحيحة، ينتج عنه الإحباط واليأس والتشويش الفكرى، وهذه نتيجة حتمية".
وقال النجار، لـ"البوابة": "من سار فى التطرف والغلو، دون أن يكتشف لاحقًا الفهم الصحيح للدين، وأن ما يعتنقه لا يمتّ للإسلام بصلة، تقوده نتائج سيره إلى تطرف مضاد؛ لأن نتائج السير المنحرف والرؤية المغلوطة دائمًا، هى التخبط والهزائم والكوارث، وحينها يفقد الفرد السيطرة فى صوابية ما يعتنق؛ لأنه لم ينتج النتائج الموعود بها، من نصر وتمكين، فيُدفَع دفعًا للكفر بما كان يعتقده من فكرٍ ضال، ظنًّا منه أن السبب فيما حدث له هو الإسلام، وليس التفسير المغلوط المضلل للدين، والمنتشر بكثافة فى مصر، فى الوقت الراهن".

أما الداعية السلفى الشاب محمد رجب، مؤسس حركة "دافع" السلفية، فيعلق على قصة التحول من التشدد إلى الإلحاد، بقوله: "قد يقود التشدد فعلًا أصحابه إلى الإلحاد؛ لأن من يغالب الدين يغلب، وهذه هى حال العديد من الملحدين الحاليين، الذين كانوا فى السابق من خلفيات متشددة".
وأضاف رجب، لـ"البوابة": "التشدد يعنى جمودًا فى العقل، حيث يصبح لا يقبل المقارعة بالحجة، متشددًا فى وجهة نظره، مما يغلق الباب أمام أى إمكانية للمناقشة، وأى إمكانية لتغيير وجهة النظر، وهذا فى حد ذاته يعد تغييرًا فى دور العقل، وتحويله إلى آلة جامدة مظلمة، ليس بها نور، على عكس الطبيعة التى خلقه الله عليها".
وعن وجهة نظره فى كيفية مواجهة الإلحاد باعتباره أصبح ظاهرةً الآن، أوضح أن الطريقة الأهم فى مواجهة هذه الظاهرة هى الحوار الدائم، ومقارعة الحجة بالحجة، بجانب ضرورة استثمار ما أطلق عليه الفراغ العقلى والقلبى والبدنى للملحدين.
وطالب الداعية السلفى الشاب المؤسسات الدينية والتعليمية بالتصدى لهذه الظاهرة المستفحلة، وضرورة فتح الباب أمام العلماء الثقات والعدول، لمجابهة هذا الفكر المنفّر، والتصدى لظاهرة الإلحاد والعدمية بطريقة علمية.

أما عن رأى الشرع فى الملحدين فيقول محمد عبدالسلام دحروج، الداعية الإسلامى بوزارة الأوقاف: «"ا بد أن نفرق بين من أبى الإسلام من الأساس ولم يعتنقه، وبين من كان الإسلام دينه وفطرته التى ولد عليها، وبين من اهتدى بعد الضلال واستضاء بنوره بعد ظلمة الكفر، وعلى كل فإنه فى الحالة الخاصة بالملحدين، الذين كانوا فى السابق مسلمين، سواء كانوا متشددين أم لا، فالواجب على هؤلاء الاستتابة أى التوبة إلى الله من إلحادهم، وإن لم يتوبوا ينفذ فيهم حد الردة وهو القتل".
وقال دحروج، لـ"البوابة": "الاستتابة لا بد أن تكون بمعناها الواسع والحقيقى، فتضييق وقتها ليس مستحبًّا، ولا مجديًا فى حالات الإلحاد والردة، التى نعيشها الآن، بل يجب أخذ الوقت الكافى للمناقشات المستفيضة، فى الحجج والأسباب الداعية لذلك، مع مراعاة الإقناع بالحسنى والحكمة والموعظة الحسنة، بعكس من يرون أن القسوة والغلظة هى سبيل وخيار مفضل، فى مثل هذه الحالات؛ لأن هذا أحد أهم الأسباب التى يسوقها مروجو هذه الأفكار الملوثة، فقد دعا أبو موسى الأشعرى يهوديًّا أسلم، ثم تهوّد عشرين ليلة أو قريبًا منها، فجاء معاذ فدعاه، فأبى، فضرب عنقه".