الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ليبيون فى القاهرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حراك سياسى وأعلامى وثقافى ليبى عمرت به القاهرة من نخب الناشطين المدنيين كما الكُتاب والأدباء والفنانين والإعلاميين، فكون العلاقات المصرية الليبية هى فى مبدأها علاقة أخوة عروبية لها جذورها المترسخة فى مناحٍ عدة، تاريخيًا وجغرافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، وعمق تلك المناحى ما جرى من تقاسم للهموم والانشغالات ما بعد الانتفاضات العربية (٢٠١٠ – ٢٠١١)، فبموازاة اللقاءات السياسية الداعية للعمل الوطنى الجامع، والمبنى على ترسيخ قواعد ما بعد أوضاع النزاع والتوتر والاحتراب الأهلى من لمٍ لشمل ومصالحة ونبذ لخلافات بين الأطراف، إلى المشاركة الفعلية بين البلدين فى إطار جهود مكافحة الإرهاب والتطرف، وقد احتضنت القاهرة قبلا وبرحابة معهودة وثقها تاريخنا الوطنى، إذ كانت وظلت أيضا ولعقود ماضية محط لقاءات وإعلان مواقف للمعارضة الليبية، كما ملجأهم الآمن.
جاورت الأنشطة الإعلامية والثقافية، كل ذلك الحراك السياسى، ففى منجز بكر فى تاريخ الثقافة الليبية يقارب مُبتدأ الكتابات الشابة، والتى انبثقت مع المتغيرات والمناخات الحرة مؤخرا؛ فقد جرى بالجامعة الأمريكية حفل إصدار شبابى أدبى بعنوان (شمس على نوافذ مغلقة) أقامهُ -وبحضور بعض ممن شاركوا المنتج- الشاعر والمترجم وأستاذ الكتابة الإبداعية (بجامعة ميشجان) خالد مطاوع، ومن شاركته تحرير وجمع متن الكتاب الصحفية ليلى المغربي، ومن قدم الدراسة النقدية للكتابات الشابة الصحفى والروائى أحمد الفيتوري. وفى السياق ذاته، كان الإعلان عن موقع شبابى للشعر المترجم فى حفل حضرته كوكبة من المثقفين المصريين والجالية الليبية، تشرعُ فى فتح بوابته مؤسسة آريتى الليبية بإدارة الشاعر خالد مطاوع والفنانة التشكيلية ريم جبريل، الشعر العالمى متاح قراءةً لما يقارب ١٠٠ نص، وصوتًا بأداء الإعلاميين على أحمد سالم وفاطمة غندور.
كما واحتفلت المندوبية الليبية بجامعة الدول العربية، بتكريم مُستحق للرائد الإذاعى والممثل العالمى على أحمد سالم (قام بدور بلال الحبشى فى فيلم «الرسالة»)، والذى حضر من قلب بنغازي، هذا وقد كان التكريم المُسبق له من قسم الإعلام بجامعة الدول العربية، بمنحه جائزة التميز الإعلامى رفقة اثنى عشر إعلاميًا عربيًا فى حفل كبير.
اللقاءات الثقافية أيضًا أحيت ذكرى من غادرونا، وهم رموز وشخصيات وطنية فاعلة، على رأسها المناضل الليبى نورى الكيخيا، ورئيس الهيئة العامة للصحافة إدريس المسماري، ومنذ أيام جرى لقاء تأبين الشاعر والدبلوماسى محمد الفقيه صالح، الذى حظى بمشاركة مثقفى مصر، بتناولهم للمنتج الليبى الراحل حلمى سالم، والشاعر جمال قصاص، والباحث والصحفى عيد عبدالحليم، وسأشير إلى إصدارات خرجت بالمناسبة، وزعت أثناء الاحتفائيات كما المكتبات المصرية، توثق وتؤرخ كما وتدرس وتبحث، وهى بادرة مُستجدة كانت مفتقدة لعقود سابقة كما إرفاق (السى دى) الذى مثل إضافة تقنية تتيح أى مطبوع للقراءة كما للاستماع الحي.
وكان للدوريات الليبية وللمواقع الإلكترونية نصيب من التواجد بالقاهرة كموقع «بوابة الوسط»، وموقع «المستقل»، ودار نشر «الفرجانى» التى قاربت نصف قرن بإتاحة الكتاب الليبى للجالية، ولكل قارئ مهتم. وتظل القاهرة ومصر فى عمومها فضاءً حفيًا لكل مُريد فاعل لن نقول متاح ذلك فقط لمن اغتربوا عن أوطانهم لظروف قاهرة؛ لأن ما تمنحه مصر من براح ومناخات مشجعة لكل إخوانها العرب، ما يجعلها مرشحة على الداوم بتنوع وتعدد مؤسساتها الثقافية، وبما تحمله من إرث حضارى لأن تكون محطا لمعين لا ينضب، عطاء كما فاعلية تلقٍ وتواصل...