لم يكن الإعلام طريقه منذ البداية، فهو رجل الصعاب الذى صنع مجده بالكدّ والتعب، بعد أن تخرج في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، لتُثنيه الوساطة والمحسوبية عن كرسى المعيد لصالح ابنة أحد أعضاء هيئة التدريس.. إنه رجل صناعة الإعلام والأعمال محمد الأمين.
نشأ "الأمين" فى أسرة بسيطة، بقرية الشيخ هارون في محافظة بني سويف، إحدى أفقر قرى الجمهورية، ليكون ذلك حافزًا له للنجاح والمجد؛ لم يستسلم لليأس بعد تخرجه من الجامعة، ولم يحزن على امتياز مع مرتبة الشرف لم يضعه بين أعضاء هيئة تدريس الجامعة، ليسافر إلى شقيقته بدولة الكويت، ليصنع نجاحه الخاص فى منطقة الخليج العربي، قبل أن يعود ليستقر فى وطنه مصر.
فى الكويت اتجه الأمين للعمل بإحدى شركات المقاولات، ليترقى فى فترة وجيزة ليصبح مديرًا لأحد مشروعات الشركة، ثم مديرًا للشركة ذاتها، مؤكدًا بذلك تفوقه ومكانته العلمية والعملية فى سوق النجاح.
وبدأ يتلألأ نجم الأمين فى سماء الخليج العربي، ليصبح صاحب كبرى شركات المقاولات وهى "الخليج العربي للمقاولات العامة".
مع نجاح الأمين فى الخارج، ومكانته التى كسبها بجهده وعرقه طوال 16 عامًا بدولة الكويت الشقيقة، شعر الأمين بحاجته للعودة إلى الوطن، بعد أن رزقه الله 3 بنات، وفي عام 2002 جاءت لحظة العودة إلى الوطن الأم، هنا فى مصر الكنانة، لاستثمار أمواله.
بحث محمد الأمين عن أى فرص الاستثمار يبدأ، وسرعان ما جاء مزاد بالساحل الشمالى، والذى تمكن بموجبه من الاستحواذ على قطعة أرض، لتبدأ الشراكة بينه وبين رجل الأعمال منصور عامر، ليتمكنا من تحقيق سلسلة من النجاحات، خلقت آلاف فرص العمل للشباب، وأضافت نجاحات استثمارية لرجال أعمال وطنيين فى الداخل.
ومع ثورة يناير اتجه "الأمين" إلى عالم الميديا، حيث ضخ أكثر من 50 مليونًا في مجموعة قنوات "سي بي سي" التي أصبحت أحد أهم القنوات في مصر، ثم اشترى نحو 85% من قناة النهار، وقناة النهار دراما، لكنه تركها فيما بعد.
واشترى الأمين بعد ذلك مجموعة قنوات مودرن؛ "مودرن سبورت، ومودرن كورة، ومودرن حرية"، ثم وكالة الأخبار العربية AUA، ليؤسس بعد ذلك صحيفة الوطن اليومية، ومع اتساع خبرته في المشهد الإعلامي تمكن من تأسيس غرفة لصناعة وتنظيم الإعلام، جمع خلالها جميع الصحف والقنوات الفضائية.
