الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"محمد": الإخوان جعلونى ملحدًا.. وأخشى الإعلان خوفًا من أسرتى

الملحد المراهق: من يفكر يختار طريقه حتى لو كان طفلًا

الاخوان المسلمين
الاخوان المسلمين -صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رب عملى المتدين كان يدعو إلى الله فى العلن ويأكل أموال الناس فى الباطن

فى 2003 خصصت 3 آلاف جنيه لشراء كتب سلفية من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وبعد ذلك بدأت أحضر خطب الشيخ محمد حسان فى المنصورة، وكانت يوم الأربعاء أسبوعيًا، كما كنت دائم الحضور فى دروس جمال المراكبى فى الإسكندرية، ودروس الشيخ محمد حسين يعقوب، وباختصار كانت 2003 بالنسبة لى «سنة دينية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بفضل أصدقاء سلفيين تعرفوا علىّ وضمونى إليهم، وأصبحنا دائمي الصلاة فى المسجد بجوار بيتنا.
■ بماذا تعرف نفسك؟
- اسمى «محمد. م» عمرى ١٨ عاما، أعيش فى مصر وأنا ملحد منذ عامين تقريبا، بعد أن كنت متشددا لمدة طويلة.
■ كيف ألحدت وأنت فى هذه السن الصغيرة ولم تتجاوز ١٨ عاما؟
- الأمر غير متعلق بالسن، بل بالبحث والفكر، والحصول على أجوبة لأسئلتك، وهذا ما حدث معي، ولما لم أجد إجابات لأسئلتى فى الدين، قررت تركه وأصبحت ملحدًا لا أومن إلا بالعلم، ومن الممكن أن تعتبر العلم دينى الجديد والوحيد.
■ كيف تعاملت معك أسرتك بعد إعلانك إلحادك؟
- أسرتي لم تعرف أنى ملحد حتى الآن، ولهذا أتحفظ على ذكر اسمى كاملا ونشر صورتي، ولكن شقيقتى ووالدتى أصبح لديهما شك كبير بأنى أصبحت ملحدا فى ظل رفضى صوم رمضان وعدم أدائى صلاة الجمعة من سنتين تقريبا، ولكنهم لم يتأكدا بعد.
أما أصدقائى فجميعهم يعلمون الأمر ولى أصدقاء من الملحدين قد أجريت أنت معهم حوارات عن تجربتهم.
■ وماذا تذكر من مرحلة تدينك؟
- فى البداية، كنت ملتزمًا دينيًا جدًا، وأحببت دينى لدرجة تصل للعشق، وبسبب هذا الحب ذهبت للعمل مع رجل متدين ويحافظ على الصلوات لإحساسى أنه سيعطينى حقى ولن يبخسه أبدا، إلا أننى فوجئت بعكس ذلك تماما، فعلى الرغم من صلاته ولحيته، إلا أنه أكل حقى وكنت آخذ منه «تراب الفلوس»، كما كان يهاجمنى بشدة عندما أستمع لأغنية وأنا أعمل ويصنع خلافا كبيرا معى بحجة أن الاستماع للأغاني حرام، وكنا دائما نصلى فى المسجد فى كل صلاة وبعدها نحضر درسًا بالمسجد، كما يهاجم أى إنسان ليس على دين الإسلام.
■ ما قصة انضمامك لتنظيم الإخوان؟
- فى هذه الفترة ظهرت علىّ آثار التشدد بشدة، وتقربت من شباب الإخوان، وبدأت مراحل ضمى للجماعة والتى بدأت بضمى إلى حلقات الدروس الدعوية التى تصنعها الجماعة لشبابها، ثم جلسات مع قيادات شباب من الإخوان ليبدأوا عملية غسيل مخ لى حتى أكون أحد أفراد الإخوان، وأثناء هذه المرحلة العصيبة فى حياتى لاحظ والدى ووالدتى التغيرات فى سلوكى وتحولى ٣٦٠ درجة عن شخصيتي، فقررا ترك العمل خوفا علىّ من أن أصبح متشددا حال استمرارى فى هذه الوظيفة، ولعلمك فإن صاحب العمل كان من قيادات الإخوان وتم سجنه من أجل قضية تتعلق بالجماعة ٨ سنوات كاملة.
■ هل كانت هذه التجربة سببًا فى إلحادك؟
- بالطبع، هذه التجربة جعلتنى أدخل أكثر فى عمق الدين، وازدادت حجم التساؤلات فى عقلى عن الخلق ونهاية العالم والجنة والنار وغيرها من الأسئلة التى لا توجد فى الإسلام إجابات واضحة عنها، ولما فشلت فى الحصول على الإجابات التى أريدها من الدين، قررت اللجوء إلى العلم الذى وجدت أنه يخالف تماما الدين، ولكن الفرق أن العلم يملك أدلة ملموسة لهذه الخلافات مع الدين، ومن هنا أدركت أن الإلحاد هو الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم لأنها تعتمد على العلم والأدلة لا القصص والأساطير الكثيرة فى الأديان.
■ هل من الممكن أن تعود إلى الدين مرة أخرى؟
- هذا أمر مستحيل، فقد اقتنعت بعقلى وقلبى أن الإلحاد هو الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم فكيف أعود؟، وخاصة أنه لا يوجد أى دليل ملموس على وجود الدين.