الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"فكري": كنت إمامًا لمسجدين.. ولن أعود للإسلام

تلميذ «يعقوب»: «كفاية» أنقذتنى من التطرف

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما لم تشهد حياة شاب فى مقتبل عمره، غلوًا فى التحريم مثلما شهدت حياة «فكرى. ف»، فحتى دراسته فى المعهد العالى لتكنولوجيا المعلومات تركها لهذا السبب، مفضلا الانضمام إلى معهد قراءات تابع للأزهر الشريف، درس فيه عاما واحدا. رحلة الشاب الذى تحول من التشدد إلى الإلحاد، مرت بما هو أخطر من ذلك على مستوى التحريم.
الأغرب فى حياة فكرى أن تشدده وسلفيته لم تكن تخصه وحده، بل كان إمامًا فى مسجدين مختلفين بمحافظة الإسماعيلية، بعد أن تأهل لذلك على يد فطاحل السلفية من أمثال الشيخ محمد حسان والشيخ جمال المراكبى والشيخ محمد حسين يعقوب والشيخ محمد جبريل. 
■ كيف تلخص لنا مسيرتك خلال انخراطك فى صفوف التيار السلفي؟
- بدأت حياتى كمسلم عادى أصلى أحيانا وأهمل الصلاة أحيانا أخرى، وبعدها التزمت دينيًا، وتعرفت على أصدقاء سلفيين غيروا شخصيتى تماما، وأصبحت سلفيا متشددا باقتدار، فكان أول كتاب قرأته «فقه السنة» لـ«سيد سابق»، أهداه لى أحد هؤلاء الأصدقاء، وبعدها بدأت شراء كتب الفقه والسنة لدرجة أننى فى ٢٠٠٣ خصصت ٣ آلاف جنيه لشراء كتب سلفية من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وبعد ذلك بدأت أحضر خطب الشيخ محمد حسان فى المنصورة، وكانت يوم الأربعاء أسبوعيا، كما كنت دائم الحضور فى دروس جمال المراكبى فى الإسكندرية، ودروس الشيخ محمد حسين يعقوب، وباختصار كانت ٢٠٠٣ بالنسبة لى «سنة دينية» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بفضل أصدقاء سلفيين تعرفوا علىّ وضمونى إليهم وأصبحنا دائمي الصلاة فى المسجد بجوار بيتنا.
■ هل عرضك التشدد بعد الانضمام للسلفيين إلى صدامات داخل الأسرة أو مع المجتمع؟ 
- دخلت فى صدامات عديدة مع والدي، خاصة أنه كان يشرب الخمر، ونصحته بالإقلاع عنها والذهاب إلى المسجد للصلاة، وحدثت مشادات كثيرة بيننا بسبب هذه النصائح.
■ إلى أين وصلت فى معرفتك بالدين فى تلك المرحلة؟
- أخذت إجازة من الشيخ «المعصراوي»، وحفظت القرآن فى ٣ شهور على أيدى مشايخ الإسماعيلية، وأبرزهم الشيخ محمود صالح الذى كان شبيهًا للغاية فى فكره للشيخ خالد الجندي، فلم يكن يحرّم الموسيقى وكان يستمع إليها، وبعد هذا كله أصبحت إمامًا لمسجد الشهيد طنطاوى فى الإسماعيلية ثم أصبحت إمامًا ولكن بشكل غير منتظم فى مسجد أبوبكر الصديق.
■ هل انضممت إلى أى جماعات أو تنظيمات إسلامية؟
- لم أنضم لجماعات أو كيانات بعينها، لكن كان لى أصدقاء بجميع الجماعات والتنظيمات الإسلامية، خاصة «السلفية» منها، كما كان لى علاقات قوية بالجمعية الشرعية بسبب وجود أصدقاء كثر لى فيها.
■ ماذا عن دراستك؟ 
- كنت أدرس فى المعهد العالى لتكنولوجيا المعلومات، وتركت الدراسة بسبب تحريمى لها، واتخذت قرارا بالانضمام إلى معهد قراءات تابع للأزهر الشريف، ولم أدرس فيه إلا عامًا واحدًا فقط.
■ كيف كانت بداياتك مع ترك التشدد والتحول إلى الإلحاد؟
- عام ٢٠٠٦ شهد بداية اعتدالى من خلال الانضمام إلى حركة كفاية «لا للتمديد والتوريث» المناهضة لـ«مبارك»، حيث بدأت أتعرف على أناس من نوع مختلف عن السلفيين، وصادفت من له ميول ماركسية وأخرى قومية، وتأثرت جدا، وعدت إلى ما كنت عليه قبل التشدد، وهو أنى مسلم، لكن لا أصلي، وأسمع الأغانى وأصبح لى أصدقاء رجال ونساء بعد أن كنت أحرم صداقة الرجل للمرأة. 
■ ماذا دفعك للإلحاد؟ 
- ألحدت عام ٢٠١٠ عندما وصلت التناقضات فى عقلى أقصاها، وأصبح هناك لغط فى الدين مثل الآيات التى تحض على القتل، وأخرى تدعو إلى السلام، وبدأت أدرك أنه لا توجد فى العالم قوى إلهية.
■ كيف خضت تلك الفترة الحرجة ما بين الدين والإلحاد؟
- الوضع كان صعبًا جدًا بالنسبة لى، لأننى كنت قارئ ودارس دين وفقه جيدًا.
■ من أبرز الدعاة الذين دفعك خطابهم باتجاه الإلحاد؟
- الشيخ السورى عدنان عرعور بأفكاره هو من قادنى للإلحاد، فرغم كونه شيخًا مسلمًا، إلا أنه يخترق العقل ويزج بالأسئلة داخله مما تكون فى النهاية النتيجة المنطقية هى الإلحاد، وخاصة أن تلك الأسئلة لا إجابات لها على الإطلاق، من أهمها اعترافه بنظرية التطور ورفضه الجزم بخطئها.
ليس «عدنان» وحده السبب، بل ريتشارد دوكينز، عالم بيولوجيا تطورية وإيثولوجيا وكاتب أدبيات علمية بريطاني، أيضا جرنى إلى الإلحاد من خلال جذبى إلى العلم بديلا عن الدين، وعندما تبحرت فى العلوم وجدتها تناقض الدين جملة وتفصيلا، ومن هنا كان قرارى بالإلحاد، فأخذت قراري، بعدما هزم العلم الدين بداخلي.
■ هل من الممكن أن تعود إلى الدين مرة أخرى؟
- مستحيل أن أعود إلى الدين مرة أخرى، فالعلم جعلنى أنتقد فكرة وجود الله، خاصة بعد قراءاتى فى عالم الفضاء والكون.
■ لماذا انتشر الإلحاد فى العالم العربى بهذه الكثافة؟
- الإلحاد ليس منتشرا فى العالم العربى كما يتصور البعض، والموجود حاليا مجرد «جعجعة» فى «سوشيال ميديا» فقط، إنما الواقع يؤكد أن أعداد الملحدين فى مصر والعالم العربى ليست كبيرة.