الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"مريم": ارتديت النقاب بسبب "الحويني".. والتشدد دفعني للإلحاد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زوجى صدم عندما علم بإلحادى لدرجة أنه بكى.. ولكنه تقبلنى على حالى وهذا جعلنى أحبه وأحترمه أكثر


من النقاب إلى الإلحاد، هذا ملخص قصة فتاة مصرية - سودانية أعلنت إلحادها منذ فترة تاركة الدين الإسلامى بعد أن وصلت إلى ما تسميه «قمة الإيمان» أى بعد التزامها بالصلاة وارتداء النقاب وأداء كل الفروض، لدرجة أنها أصبحت سلفية المنهج والفكر وداعية لبنات جيلها للانضمام إلى فكرها فى تلك الفترة.
مريم أنيس فتاة عمرها 28 عاما، باتت واحدة من أشهر الملحدات فى مصر، وهى صاحبة ملامح تبدو بريئة، لها وجه نحيل وشعر أسود منسدل وقرط صغير يزين أذنيها. أعلنت «مريم» إلحادها وشاركت فى حملة لنشر الإلحاد والجهر به، وتشدد على أنه من المستحيل أن تعود هى وأمثالها إلى الدين لأنهم خرجوا منه عن قناعة.
الحياة الأسرية لـ«مريم» أو «ريمي» كما يحلو لأصدقائها أن ينادوها تسير وفق قاعدة «لا ضرر ولا ضرار»، فكما أنها حرة فى اعتقادها، عليها ألا تسىء للإسلام على أى نحو، وتزيد هى على ذلك أنها لا تسمح لأحد بالإساءة للإسلام، كما ترى أن العديد من الملحدين «مرتزقة»، وليسوا أصحاب فكر.
■ من أنت؟
- أنا اسمى مريم أنيس، عمرى ٢٨ عاما، من أم مصرية وأب سودانى وحصلت على الجنسية المصرية عام ٢٠١١، تركت كل الأديان ليس الدين الإسلامى فحسب ولا أنوى العودة فهذه قناعاتى التى أغيرها كما أحترم قناعات المتدينين أيضا.
■ ما تفاصيل رحلتك المشهورة بمقولة «النقاب إلى الإلحاد»؟
- قصتى صعبة للغاية، بدأت حياتى مسلمة متشددة، ووصل تشددى إلى حد أن ارتديت النقاب فى فترة مراهقتي، وقررت ترك الرياضة التى كنت ألعبها مثل السباحة، بحجة أنها حرام شرعا، فقد كنت وقتها متأثرة جدا بدروس مشايخ السلفية الكبار أمثال الشيخ أبوإسحاق الحوينى ومحمد حسان وغيرهما، وكنت أرى أن الإسلام هو هذه الحياة المتشددة التى أحياها، حتى دب الشك فى نفسي، بسبب القصص الموجودة فى القرآن وحديث خبراء تاريخ كبار عن عدم صحتها، ومن هنا تحولت من التشدد إلى الاعتدال ثم إلى الإلحاد فى تحولات نفسية وفكرية صعبة للغاية مررت فيها بالكثير من الظروف الصعبة.
■ كيف تعاملت أسرتك مع قرارك بالإلحاد؟
- أسرتى انزعجت بشدة من قرارى بالإلحاد، وحاولت أن تثنينى عن قرارى من خلال النصح، ولما تيقنت أنى لن أعود إلى الدين مرة أخرى اتفقت معى أن أبقى ملحدة بشرط ألا أتفوه بأى سباب أو قذف للإسلام، ووافقت على ذلك، ونعيش فى سعادة ولا أسيء للإسلام أبدا بل أصبحت حاليا أهاجم الملحدين الذين يسيئون له.
■ تزوجتِ مؤخرا كيف كان رد فعل زوجك عندما علم بإلحادك؟
- زوجى علم مؤخرا، وصدم من القرار لدرجة أنه بكى، ولكنه تقبلنى على حالي، وهذا جعلنى أحبه أكثر واحترمه.
■ وكيف نظر إليك أصدقاؤك بعد إلحادك؟
- حاولوا إعادتى إلى الدين ونصيحتى بصورة محترمة دون إساءة أو النظر بتكبر، وهذا لمن عرف منهم بقصة إلحادي.
■ هل من الممكن أن تعودى إلى الإسلام مرة أخرى؟
- العودة إلى الإسلام بالنسبة لى ليست مستحيلة، إذا استطاع أحد أن يقنعنى أن الله موجود سأعود للدين.
■ ألا تخشين أن تكتشفى فيما بعد أن الله موجود والدين قائم فتندمين على سنوات الإلحاد؟
- لا أخشى العذاب بعد الموت ولا هذا الإرهاب الموجود فى الأديان، أنا أسير وراء قناعاتى فقط، وخاصة بعد صدمتى فى الأديان واكتشافى أنها من صنع بشر لديهم بعض الأوهام التى حولوها إلى أديان ودعوا إليها.
■ ما الموقف أو الأمر الذى جعلك تقررين الإلحاد دون رجعة؟
- سورة مريم وقصة السيدة مريم ونجلها عيسى هى سبب إلحادي، فهذه القصة جعلتنى أبحث فى الأديان وتيقنت أنها من وحى الخيال وهو ما جعلنى أكره الدين أكثر وأقرر الإلحاد.
■ هل حاول أحد المشايخ إعادتك إلى الدين مرة أخرى؟
- جلس معى الداعية مسعد أنور وحاول إقناعى بالعودة عن الإلحاد عام ٢٠١٦ ولكنه فشل معى ولم تقنعنى تبريراته بشأن ضرورة عودتى للدين.
■ هل تشددك كان سببا فى تركك للدين؟
- التشدد يلعب دورا أساسيا وكبيرا فى ترك الدين، ففجأة ودون أى مقدمات فوجئت أن كل شيء حرام، بمعنى أدق كل شيء ممتع وجميل حرام، مثل الغناء والرقص والتحدث مع الرجال والخروج من المنزل ولعب الرياضة، إذا كان كل ذلك حراما فما الحلال؟ كل هذا يساهم فى جعل البعض يفكرون فى الإلحاد، نفسى منهم تحركهم رغبتهم فى المعرفة وهذا أيضا لا يمنع وجود ملحدين «مرتزقة» انخرطوا فى هذا المجال دون فكر أو بحث.