الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

إيران وقطر تضغطان لاستسلام النصرة بجرود عرسال.. ونصرالله يستغل النصر سياسيًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت ميليشيا حزب الله وجبهة النصرة، اليوم الأحد، عملية تبادل الأسرى عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، الخميس الماضي.
وقد جند الحزب أجهزته الإعلامية لمحاولة استثمار النصر الوهمي في جرود عرسال سياسيا لا سيما قرار لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بالمصادقة على قرار يدعو الاتحاد الأوروبي إلى إدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإرهابية وذلك بكافة أجنحته السياسية والعسكرية يوم الـ27 من الشهر الجاري. 
وتصنف الولايات المتحدة الأمريكية الحزب كمنظمة إرهابية منذ عام 1995 وفرضت حظرا اقتصاديا على كافة أنشطته في الولايات المتحدة الأمريكية وشاركت 20 دولة أوروبية واشنطن في مواجهة النشاطات المالية لحزب الله لا سيما أنشطته التجارية في المخدرات وغسيل الأموال، فالبعد الميداني في معركة جرود عرسال لم يكن هو الأهم، خاصة أن سيطرة الجماعات الإرهابية غير حزب الله على المنطقة هي الأكبر ما يعني أن للمعركة أبعادا سياسية أخرى أهمها رفع الضغط الدولي عن حزب الله ورفعه من لائحة التنظيمات الإرهابية. 
كذلك يسعى الحزب من وراء النصر الوهمي الذي أهدته إياه قطر إلى توسيع دائرة نفوذه بالداخل اللبناني وكأنه البديل الموازي للجيش اللبناني القادر على حماية حدود لبنان والدفاع عنها ضد الجماعات الإرهابية فالحزب يسوق إنجازه السياسي في جرود عرسال على أنه انتصار لكل اللبنانيين، سواء الذين وافقوا على انخراط الحزب في الحرب أو الذين رفضوا دخوله في الحرب ضد النصرة كبديل للجيش النظامي، لمخاوف لديهم من قيام الحزب استغلال انتصاره العسكري في التأثير على الداخل وفرض مشيئته على كل اللبنانيين.
وبرز الدور القطري منذ بضعة أيام بتدخل ضباط أمن قطريين في لعب دور وساطة بين ميليشيا حزب الله وجبهة النصرة لإنهاء القتال بينهم بجرود عرسال الخاضعة لأربع مليشبات إرهابية هي: (جبهة النصرة - حزب الله - سرايا أهل الشام – داعش).
وقد انسحبت سرايا الشام مبكرا بعد حصولها على وعود بالبقاء داخل مخيمات اللاجئيين السوريين ببلدة الجرود واتخذت داعش موقف محايد واقتصرت المعركة على حزب الله وجبهة النصرة إلى أن تم فتح صفحة المفاوضات بينهما والتوصل إلى تفاهم يقضي بانسحاب مقاتلي جبهة النصرة إلى خارج الجرود إلى منطقة الرقة بالعمق السوري، وذلك برعاية الصليب الأحمر وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ وتم أمس الأحد تبادل جثث الاسرى من الجانبين 9 قتلى من جبهة النصرة و5 قتلى من حزب الله ومن المقرر ان يتسلم الجيش اللبناني منطقة عرسال عقب إتمام بنود الصفقة بين حزب الله والنصرة.
وبدأت معارك تلال عرسال قبل أسبوعين بعدما أعلن حزب الله عزمه طرد النصرة من منطقة التلال وفق خطة أعلن عنها إعلاميا بما في ذلك موعد العمليات العسكرية الأمر الذي أدهش المراقبين الذين رأوا أن استسلام النصرة بجرود عرسال بهذه السرعة وهي العصية على السقوط منذ عدة سنوات يؤكد وجود تسيق ايراني قطري مشترك لإنهاء الأوضاع بهذه الكيفية لا سيما بعد تزايد التقارب الدوحة وطهران على خلفية الأزمة القطرية مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب.