الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"عبدالرحمن": أسرتي سلفية.. ولو علموا بإلحادي لقتلوني

قال: التليفزيون ما زال محرمًا فى منزلنا

داروين صاحب نظرية
داروين صاحب نظرية التطور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التشدد وتحريم ما أحل الله لمجرد الشبهة، والحياة الجافة الخالية من أى بهجة أو متاع أو سعة، مفاتيح رئيسية لتشويه أى شخصية، لا سيما إذا قضى صاحبها وهو فى مقتبل العمر نحو 10 سنوات فى مجتمع مغلق وبدائى مثل المجتمع السعودي، ثم تنتقل إلى مجتمع مفتوح ومصاب بأمراض اجتماعية عدة مثل المجتمع المصري.
«عبدالرحمن» مراهق عمره 18 عاما، يدرس فى كلية الطب، نشأ فى أسرة سلفية متشددة جدا، ولا تزال فى كنف السلفية، لدرجة تحريم وجود التليفزيون فى المنزل حتى اليوم.
■ من أنت لمن لا يعرفك؟
- اسمى «عبدالرحمن. ح»، عمرى ١٨ عاما، وأدرس حاليا فى كلية الطب.
■ ألا ترى أن سنك صغيرة على كونك ملحدًا؟
- الإلحاد لا يحتاج إلى سن معينة، بل يحتاج عقلا يفكر ويبحث عن الحقيقة، وأنا فكرت بعقلى فى الدين، وحصلت على إجابات لتساؤلاتى وكانت نتيجتها قرارى بترك الدين، رغم أنى كنت متشددًا ومن أسرة متشددة.
■ ماذا عن التشدد الذى عشت فى أجوائه داخل الأسرة؟
- والدى كان سلفيا، وتربيته لى قامت على التشدد فى الدين، على طريقة أن «كل شيء حرام» حتى التليفزيون حتى الآن لا يُفتح فى بيتنا، وعشنا فى السعودية ١٠ سنوات، وهذه السنوات جعلتنى متشددا أرفض العرى وأحرم التليفزيون، ولا أتحدث مع البنات، رغم أن مدرستى كانت مشتركة، وكنت حافظًا للقرآن وقارئا له يوميا فى شكل وِرد يومي، كما كنت مداومًا على الصلاة فى المسجد.
■ إذا كنت بكل هذا الالتزام.. فلماذا ألحدت؟
- الإجابة باختصار هى نظرية «التطور» التى كنت أدرسها فى مدرستي، وكانت تتحدث عن بدء الخليقة بأسلوب علمى ودلائل مثبتة، الأمر الذى جعلنى أتشكك فى الدين، خاصة عندما أقرأ القرآن وأجد مقابل نظرية التطور العلمية، نظرية إلهية معروفة بنظرية «الخلق» وكيف بدأ، وهى «سخيفة للغاية» عقلى أن يتقبله، ومن هنا جاء إلى قلبى وعقلى الشك فى الدين.
■ ماذا فعلت بعد أن راودك الشك فى الدين؟
- قررت إجراء مزيد من الدراسة لنظرية التطور والتعمق فيها، ودخلت على موقع «يوتيوب» وشاهدت فيديوهات خاصة بالشيخ عدنان إبراهيم الشيخ المعروف باعترافه بنظرية التطور وإيمانه بها، تيقنت أنى على خطأ، ومن وقتها قررت الإلحاد.
■ هل مشايخ السلفيين الذين كنت تستمع لهم وتسير على نهجهم هم سبب كرهك للدين أم أسباب أخرى؟
- المشايخ بالطبع كانوا سببًا فى إلحادى، لا لأنهم كرهونى فى الدين، بل لأنهم جعلونى أفكر فيما يقولونه هم، وعندما فكرت تأكدت أنهم تافهون، ويرددون أفكارًا للتربح منها.
■ ماذا تقول عن ثورة ٣٠ يونيو واعتصام الإخوان وحلفائهم فى «رابعة»؟
- لا أشغل بالى بالسياسة ولا مشكلاتها، أريد فقط بلدى دولة حديثة تحترم الخلاف وتعطى للجميع الحق فى الحياة والتفكير دون تضييق من أحد.
وموقفى من اعتصام رابعة أيضا كذلك، لكنى أعتقد أنه لو استمر هذا الاعتصام ونجح لاستمر الإخوان فى حكم مصر وهذا شيء لا أريده وأرفضه.
■ هل من الممكن أن يكون إلحادك لرغبتك فى فعل المحرمات؟
- هناك من يلحد بالفعل بسبب تضييق الدين عليه، كمن يحب شرب الخمر ولا يستطيع أن يحتسيها لأنها حرام فى الإسلام، لكن بالنسبة لى، فإن عقلى هو الذى قادنى للإلحاد.
■ معنى ذلك أنك ترى التشدد سببًا فى انتشار الإلحاد؟
- بالطبع التشدد سبب قوى فى انتشار الإلحاد؛ لأنه يجعل الناس ينظرون لزوايا فى الدين لم يكونوا يرونها فى السابق، الأمر الذى يجعلهم يتركون الدين جملة وتفصيلا، بمجرد التفكير فى الأشياء التى يستغربونها، ولم يجدوا لها إجابات مقنعة، وأرى أن تنظيم «داعش» الإرهابى سيكون سببا كبيرا فى اندثار الإسلام، نظرا لما يقدمه من نموذج دموى من الدين.
■ كيف يتعامل والدك معك وهو سلفى متشدد كما تقول؟
- أسرتى لا تعلم شيئا عن إلحادي، ولن أخبرهم بشيء، فلو علموا من الوارد جدا أن يقتلونى؛ فهم يؤمنون بأن المرتدين واجب قتلهم لا إقناعهم.
■ هل من الممكن أن تعود إلى الإسلام مرة أخرى؟
- لو وجدت أدلة تعيدنى إلى الاسلام سأرجع، ويشترط أن تكون علمية.