السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

داعية أزهري: أحكام التكفير ليست في أدراج "الإمام الأكبر".. ومثيرو الشبهات يشككون في التاريخ الإسلامي

الداعية الأزهري ماهر
الداعية الأزهري ماهر خضير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الداعية الأزهري، ماهر خضير، إن الأزهر أعرق وأقدم مؤسسة سنية علمية فى العالم، لافتًا إلى أن أحكام التكفير لها ضوابط، وليست أحكامًا في أدراج مكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر يخرجها كيفما يشاء، وإنما هي أحكام شرعية لها ضوابطها ولها موانعها ولها فقهها.
وأضاف خضير، أن بعض الاتهامات الموجهة للفتح الإسلامي هي تشكيك في التاريخ الإسلامي برمته وإنكار ما شهد به الأعداء قبل الأصحاب، كما رد على الكثير من الشبهات والاتهامات التي توجه للإسلام ومؤسسة الأزهر... فإلى نص الحوار:
• كيف ترد على القائلين إن الأزهر لا يريد تكفير داعش في الوقت الذي يكفر المفكرين والمجددين؟
الأزهر أعرق وأقدم مؤسسة سنية علمية فى العالم يقوم منهجه على دراسة الأصول والفروع للعلوم الشرعية دراسة تأصيلية تفصيلية على كل المذاهب وكل الآراء ولا يترك قولا ولا رأيا إلا ويذكره ويفنده، وهذا فن يجهله الكثير من متخصصي قطع الجمل والكلمات من سياقها ليصيحوا ويعربدوا وتراهم يرقصون ويقلبون أيديهم ورؤوسهم وكأنهم توصلوا إلى السبب الرئيسي في انتشار الإرهاب والتطرف فى سطر من أحد كتب الفقه على أحد المذاهب، ولك أن تعلم بأن التكفير والتفسيق والتضليل والجنة والنار ليست في أدراج مكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر يخرجها كيفما يشاء، وإنما هي أحكام شرعية لها ضوابطها ولها موانعها ولها فقهها.
وأما تكفير الأزهر لبعض المفكرين والمجددين فلم نسمع أن الأزهر كفر مفكرًا أو مجددًا وعلى المدعى أن يثبت ذلك، ونؤكد أن الدواعش والتكفيريين هم مجرمون مارقون فجرة يجب قتالهم واستئصال شأفتهم وهم خطر على الإسلام.
• ما مدى مسئولية الأزهر عن تجنيد "داعش" للشباب؟
الزج باسم الأزهر فى هذه التهمة ما هو إلا افتراء، فكما قلنا الأزهر الشريف ليس وليد الأعوام السابقة بل هو موجود منذ عام 970 ميلادية أى ما يقرب من ألف وسبعة وثلاثين عامًا، تخرج منه قامات وعلماء ملئوا الدنيا علمًا وفضلًا منهم زعيم الأمة سعد زغلول باشا، ومنهم الإمام المراغي، الشيخ الشعراوى، وآخرون، فكيف لمن خرج مثل تلك النماذج أن يتهم بأنه يجند الدواعش؟، كما أن الأزهر أطلق مرصدًا إلكترونيًا بنحو 10 لغات أجنبية لمواجهة الأفكار المتشددة والرد على الآراء الشاذة بطريقة علمية منضبطة لمواجهة الإرهاب الذى يجتاح العالم، ومثل هذه الاتهامات حقد على الأزهر وعلمائه.
وماذا عن من يعتبرون أن الفتح الإسلامي كان حربًا لسبي النساء؟
مثل هذه الاتهامات هي تشكيك في التاريخ الإسلامي برمته وإنكار لما شهد له وبه الأعداء قبل الأصحاب، فهل فتح مكة لم يكن فتحًا؟، وأين سبى النساء والرسول يعلنها لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"؟، ويكفى شهادة غوستاف لوبون حين يقول "فإن الأمم لم تعرف فاتحين متسامحين مثل العرب، ولا دينًا سمحًا مثل دينهم، وما جهله المؤرخون من حلم العرب الفاتحين وتسامحهم كان من الأسباب السريعة في اتساع فتوحهم وفي سهولة اعتناق كثير من الأمم لدينهم ونظمهم ولغتهم التي رسخت وقاومت لجميع الغارات، وبقيت قائمة حتى بعد تواري سلطان العرب عن مسرح العالم.
• وكيف ترد على أن الرسم العثماني للقرآن كذب ودليل جهل؟
من المعروف لأى مهتم بهذا الأمر أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف أي لهجات ولم يكن هناك ثمة خلاف في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان القرآن في صدور الرجال من أصحاب النبي، والمتعهد بحفظه إنما هو الله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"، وفى عهد سيدنا أبو بكر الصديق جمع القرآن وكتب في الرقاع.
ثم فى عهد عثمان بن عفان، جمعت تلك الصحف في مصحف واحد هو مصحف الإمام قال أبوعمرو أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان، لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن فوجّه إلى الكوفة إحداهن وإلى البصرة أخرى.
واعتمد على لغة قريش عند الاختلاف لنزول القرآن عليهم، وهنا نوضح القاعدة العربية أن اللفظ يكتب بحروف هجائية مع مراعاة الابتداء والوقوف عليه وقد مهد النحاة له أصولا وقواعد وقد خالفها في بعض الحروف خط المصحف الإمام.
• كيف ترد على القائلين إن هناك 1409 آيات تنفى عذاب القبر؟
إن القرآن وردت فيه آيات كريمات تشير إلى حياة القبر وعذابه، ولكنهم من جهلهم بالقرآن وبسنة النبي عليه الصلاة والسلام يطعنون في ثوابت وأمور فيدعون أن القرآن الكريم لم يذكر أن هناك عذابا في القبر وهى شبهة يريد أصحابها نفى الحياة البرزخية التي هي جزء من الأيام باليوم الآخر والعجيب أنهم يترسون ويستدلون بالقرآن بفهمهم ويرفضون ما أثبتوه لأنفسهم رغم الفارق، لفقدهم أدوات استنباط الأدلة في فهم النصوص وها نحن نرد عليهم بكتاب الله تعالى.
فمن هذه الآيات القرآنية التي تشير إلى حياة القبر قوله عز وجل: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:99 - 100] فهذا تهديد من الله عز وجل بعذاب القبر وبحياة البرزخ.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: ويل لأهل المعاصي من أهل القبور! تدخل عليهم في قبورهم حيات سود أو دهم، حية عند رأسه وحية عند قدميه، يقرصانه حتى يلتقيا في منتصفه، فذلك قول الله عز وجل: {وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون:100].
• "زواج المتعة يساوى زواج المسيار الذى أباحه الأزهر".. فما ردك؟
الزواج فى الإسلام بصفة عامة هو نعمة من الله على الإنسان وآية من آياته (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا)، وهو سنة من سنن الله لإعمار الأرض وفيه مراعاة لطبيعة الإنسان وميوله الفطرية وقد روعى فيه حفظ الحقوق للزوجة والأولاد إذا أن من ضروريات الشريعة الخمس حفظ النسل وكل ما خالف هذا التشريع جاء الإسلام بتحريمه.
زواج المتعة: ويسمى الزواج المؤقت، والزواج المنقطع، وهو أن يعقد الرجل على المرأة يوما أو أسبوعا أو شهرا وسمي بالمتعة، وإن هذا الزواج لا تتعلق به الأحكام الواردة في القرآن بصدد الزواج، والطلاق، والعدة، والميراث، فيكون باطلا كغيره من الأنكحة الباطلة.
أما زواج المسيار كغيره من الزواج الذي شرعه الله إذا توفرت فيه شروط النكاح وأركانه وانتفى من الموانع، وحصل فيه إعلان النكاح، غاية ما في الأمر أن الزوجة تنازلت عن بعض حقوقها الزوجية لمصلحتها، كعدم مطالبتها الزوج بالمبيت معها أو النفقة عليها، أو السكن أو العدل بينها وبين زوجته إن كانت له زوجة غيرها، وهي لم تتنازل عن ذلك إلا لسبب اضطرها إلى ذلك، كالخوف من العنوسة فيفوتها قطار الشباب فيزهد فيها الرجال، أو طلب الذرية، أو العفاف. 
* وما ردك على أن أغلب المصريين منكرون للسنة لأنه "لا يشرب من بول الإبل"؟
سبحان رب البرايا هل معنى أن الشعب المصري لا يشرب بول الإبل أنه منكر للسنة وهل يعنى شرب بول الإبل الإيمان والتصديق بالسنة؟، شرب بول الإبل الذي جاء فى الحديث إنما كان لضرورة حينها، قال أحمد بن حنبل: لا يشرب بول الإبل وغير الإبل مما يؤكل لحمه إلا عند الضرورة،
وبعبارات بسيطة الأدوية في هذا الزمان تستخلص من الثوم والبصل ومن جلود الحمير من غير نكير، وقد قال ابن المنذر: واستعمال أبوال الإبل في أدويتهم قديما وحديثا من غير نكير.
فقه الكراهية ابتدعه بعض المشايخ والعمائم على المنابر للشباب.. فما ردك؟ 
الكراهية لم يبتدعها بعض المشايخ على المنابر وإن صح التعبير لقلنا فقه الكراهية والحقد ابتدعه أعداء الأمة والوطن ووجدوا له مسلكا وطريقا على أيدى الجهلة والعملاء من أصحاب المنابر المختلفة إعلامية ودينية وسياسية واقتصادية دون الحصر على فصيل واحد، وأما المشايخ والعمائم "الحق" فهم دعاة السماحة والحب والوحدة.
• البعض يردد عبارة "الدين ليس علمًا ينمو بالدراسة".. فما ردك؟ 
من المستفيد من طرح مثل تلك الأطروحات التي تريد أن تقول إن هناك نفرة بين العلم والدين وإحداث بلبلة نحن في غنى عنها وما هى إلا مغالطات خسرنا فيها أحبارا وأوراقًا، الدين هو إلزام والتزام، إلزام من المعبود، والتزام من العابد وهذا لا يتأتى إلا بالعلم بأوصاف هذا المعبود وأوامره ونواهيه، والعلم ليس شيئًا جامدا متحجرا على أبعاد محددة، وإنما هو متسع وقد بدأ بالحث عليه قبل القول والعمل.
وأما قول القائل إن الدين ليس علما فأراد أن يجرد الدين من كل معالمه وجعله نوعا من التجليات الروحية وفقط لا دخل للإنسان فيها وهذا خطأ أيضا إذ إن الروح مرتبطة بالنفس والبدن رفعة وانحطاطا وفهما وقربا وبعدا ولا يغرنكم العصور المظلمة التى تسلط فيها بعض رجال الدين على رقاب العباد.