الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أشهر الملحدين: شباب "الإنترنت" لن يقبل إجابات من نوعية "الله أعلم"

رمضان غالى
رمضان غالى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر رمضان غالى من أشهر الملحدين المصريين والعرب الذى بزغ نجمه مؤخرا بعد إطلاقه أكثر من برنامج على موقع الفيديو الشهير «يوتيوب» للحديث عن الأديان وكيف كانت تجربته معها.
«غالي» لم يكتف بذلك بل أطلق برنامجا فى رمضان الماضى باسم «تفسير القرآن من غير لف ودوران»، لاستعراض تجربته مع تفسير القرآن، وكشف من خلال البرنامج أنه كان أحد شباب جماعة الإخوان فى الإسكندرية والمفاجأة الأكبر أنه كان تلميذا لوجدى غنيم.


■ بماذا تقدم نفسك لمن لا يعرفك؟ 
- أنا إنسان عادى أؤمن بحق كل إنسان فى الحياة والتعبير عن رأيه، مهندس أعمل فى شركة يابانية بأمريكا، تخرجت فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، قسم كهرباء اتصالات وكهروفيزياء، سافرت إلى أمريكا منتصف التسعينيات، متزوج وعندى أولاد فى الجامعة.
■ منذ متى بدأت تجربتك مع الإلحاد؟ 
- الإلحاد لا يكون بين يوم وليلة هو يبدأ بالشكوك والأشياء غير المنطقية فى الدين ومع مرور الوقت يأتى الإلحاد التام، بالنسبة لى كانت هجمات «١١ سبتمبر» الإرهابية بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير وكانت السبب المباشر لتركى الدين الإسلامى.
■ كيف كانت درجة التزامك الدينى قبل ذلك؟
- أحوالى وقتها كانت أشبه sin wave بمعنى أحيانا يكون إيمانى قويا جدا وأحيانا يكون ضعيفا جدا، وأعنى بهذا الالتزام بالتكاليف الإسلامية من صيام وصلاة وخلافه، لكنى كنت أصوم إلى آخر يوم قررت فيه ترك الدين وبعدها شعرت براحة نفسية لم أشعر بها من قبل.
■ هل انضممت إلى أى من الجماعات الإسلامية المتشددة أو كنت قريبا من أحدهم؟
- انضممت لجماعة الإخوان وكان ذلك فى المرحلة الإعدادية إلى الثانوية العامة وتركتهم مع دخولى الجامعة بعد أن فقدت الثقة التامة فى هذه الجماعة كونهم يفضلون مصالحهم الشخصية عن أى شيء آخر.
■ كيف انضممت إلى تلك الجماعة؟
- الانضمام كان طريق بعض الأصدقاء بالذهاب إلى الصلاة كل يوم فى المسجد وحضور الدروس الإسلامية من المغرب إلى العشاء، ولم أصل إلى أى مناصب لأنى كنت صغيرا فى السن ولم أدخل إلى الهيكل التنظيمى للجماعة.
■ هل كانت الجماعة سببا فى إلحادك؟
- نعم، ولكن بطريق غير مباشر، لأنى عن طريقهم تعرفت على الدين الإسلامي، وحفظت الكثير من القرآن والأحاديث وتعلمت السيرة النبوية وسير الصحابة والتابعين، فكان من الصعب أن أكذب الأفكار المضادة للدين، لأنى درستها وأعرفها جيدا، لكن الأسلوب اختلف الآن وطريقة التفكير كذلك.
■ ما خلاصة ما تعلمته من تجربتك فى هذه الجماعة؟
- أكثر شيء لم أكن مرتاحا فيه هو الشعور الدائم بعقدة الذنب وأن المجتمع كافر ويجب إصلاحه، بخلاف هذا كان تعلم الدين من صحاح الكتب أو كتب التراث له الفضل الكبير فى مجادلة أى حد فى شئون الدين، وحتى هذه اللحظة هناك أشخاص فى عائلتى يأخذون رأيى فى مسائل فقهيه برغم علمهم أنى ملحد.
■ من أبرز المشايخ الذين أثروا فيك وتأثرت بهم؟
- الشيخ وجدى غنيم فقد كنت أعتبره أبا روحيا لي، فقد كنت أحضر دروسه فى مسجد «المنارة» فى «وابور المياه» ومسجد صلاح الدين بالإسكندرية، وأراه السبب الرئيسى فى كونى حازما فى موضوع ترك الدين، لأن كان له رأى أراه صائبا حتى الآن وهو «إن الدين شروة واحدة يا تاخده كله يا تسيبه كله».
■ كيف تقيم ثورة ٣٠ يونيو المجيدة؟
- ثورة ٣٠ يونيو أنقذت مصر من جحيم الإخوان الذين وصلوا للحكم ليس بالصدفة كما يعتقد البعض، بل لهدف هو إظهارهم على حقيقتهم أمام الشعب المصري، وفضح مخططاتهم وأجنداتهم الخارجية، وأعتقد أن الثورة على الجماعة كانت مسألة وقت وستحدث، وحدثت بعد حكم الجماعة بعام لطرد هذه الجماعة الخائنة من سدة الحكم فى مصر.
■ وكيف تابعت اعتصام «رابعة» الإخوانى ردا على خلع «مرسي»؟
- «رابعة» تجمع فيها كل الخائنين للوطن، ومن وجهة نظرى من يريد أن تكون مصر إمارة إسلامية فهو خائن ويستحق ما يحدث له.
■ فيم فكرت بشأن إيمانك ومعتقداتك بعد تركك للإسلام؟ 
- أن تترك أعظم دين على وجه الأرض أو هكذا كانوا يخدعوننا، لن تقنعك أى ديانة أخرى، فأنا وصلت لمرحلة أن لا أؤمن بشيء بدون دليل محسوس لا يختلف عليه اثنان.
■ كيف كانت رؤيتك للإسلام عندما كنت متشددا؟
- كنت أراه أعظم دين فى الوجود، وكان شعارى فى الحياة وقتها «الإسلام ديننا والرسول زعيمنا والموت فى سبيل الله أسمى أمانينا».
■ لماذا قررت الجهر بإلحادك؟
- أريد أن أكون أنا نفسى ولست شيئا آخر، أنا أعيش حياة واحدة ولا أحب أن أعيش حياتى منافقا.
■ كيف رأت أسرتك وأهلك قرارك بالإلحاد؟
- أعتقد أنه كان صدمة بالنسبة لهم بالرغم من أنى لم أشعر منهم بذلك فقد كان الأمر بالنسبة لهم أن دى مرحلة ومصطفى محمود ألحد ورجع للإسلام و.. زوجتى لم تناقشنى كثيرا فهى تعرفنى جيدا وتعرف مدى علمى بالدين وهى أصبحت لا دينية فيما بعد.
■ كيف نظرت للدين بعد إلحادك؟
- الدين فيه الحلو والوحش، ولكنى شعرت أننى خدعت لفترة طويلة من الزمن وتستطيع أن تقول إننى كنت مغيبا، فطريقة التفكير الأحادى والمشى وراء القطيع من أكبر الأخطاء التى يقع فيها الإنسان، وهذا ما وقعت فيه سنوات طويلة. 
■ هل تعرضت حياتك للخطر بعد إعلان إلحادك؟
- ليس بنسبة كبيرة لأننى لم أكن فى مصر عندما أعلنت إلحادى ولكنى تلقيت بعض التهديدات بعد هذا وبالطبع لم تثنينى عن موقفي.
■ هل الجماعات المتشددة تقود الشباب للإلحاد؟
- من وجهة نظرى لا، الجماعات المتشددة هى فقط تطبق تعاليم الإسلام كما طبقها المسلمون الأوائل.
■ بم تفسر انتشار الإلحاد فى العالم العربى بهذه القوة؟
- الشباب فى عصر العلم والإنترنت لن يقبل إجابات من نوعية «الله أعلم»، الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى تلعب دورا كبيرا جدا ومهما فى نشر الأفكار المغايرة للدين.
■ لماذا أيضا ومع انتشار الإلحاد انتشر التطرف والرغبة فى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة؟
- لأنك إذا تعلمت الدين الصحيح لا يمكن أن تكون على الحياد، فإما تلحد وإما تتحول إلى إرهابى وهذا يعتمد على عوامل نفسية واجتماعية كثيرة.
■ هل تخشى من داعش؟ وماذا ستفعل إن وجدتهم فى بلدك ويهددونك؟
- منذ ألحدت لا أخشى أحدا، فهل أخشى من «داعش»، وإن وجدتهم فى البلد التى أعيش فيها سأقاتلهم بكل ما أوتيت من قوة و«اللى يفوز مبروك عليه».
أسرتى تعرضت لصدمة بعد إعلانى الإلحاد.. وكانت تتصور أنى سأعود للإسلام مثل مصطفى محمود.. وزوجتى أصبحت «لا دينية» فيما بعد.