الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"حرقان": كفرت بـ"الله" بسبب "برهامى" وفتاويه

القيادى السابق بـ«الدعوة السلفية»: قررت الجهر بترك الإسلام لأنى لا أحب النفاق

أحمد حسين حرقان
أحمد حسين حرقان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحمد حسين حرقان، شاب سكندرى سلفي، وصل تدينه وتمكنه من العلم الشرعى لدرجة أنه أصبح أحد أئمة مساجد الإسكندرية وساعده فى ذلك شيخه وأستاذه الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية الذى كان أبا روحيا له، وسببا فى انضمامه إلى الدعوة السلفية 9 سنوات كاملة قبل إعلانه الإلحاد.
«حرقان» فاجأ الجميع دون مقدمات منذ 7 سنوات تقريبا بإعلانه إلحاده، حتى أصبح من كبار ملهمى «الملحدين العرب» ويراه كثير منهم مثلا أعلى لهم، لا سيما بعد تقديمه بعض البرامج على موقع الفيديو الشهير «يوتيوب» لمهاجمة الإسلام، أهمها برنامج «حوار مفتوح مع المؤمنين» والذى بثت حلقاته فى شهر رمضان الماضي.
إزاء حالة «حرقان»، الذى اشتهر فى إلحاده كما اشتهر فى سلفيته، تساءل كثيرون كيف ألحد ذلك الشاب الذى نشأ فى أسرة متشددة تستنشق الالتزام الدينى مع الهواء، ودرس وتربى على العلم الشرعي، وأصبح أحد أساتذته؟، وهل إلحاده كان نتيجة طبيعية لتشدده الذى جعله يكره الدين، كل هذه الأسئلة وأكثر طرحتها «البوابة» على الملحد الحالي، السلفى السابق أحمد حسين حرقان. وإلى نص الحوار:


■ من هو أحمد حسين حرقان؟
- أنا رجل غير مؤمن بالأديان أبلغ من العمر ٣٤ عاما تركت الإسلام منذ ٧ سنوات بعد حياة كنت قد كرستها تمامًا لخدمة الدين الإسلامى وتعلم كل ما يتعلق به.
■ ما قصة دراستك لأصول الفقه فى السعودية؟
- درست أصول الفقه وعلوم القرآن والتفاسير والحديث وفن الدعوة ولكننى تخصصت فى أصول الفقه فى النهاية، وكانت هذه الدراسة فى المملكة العربية السعودية أثناء وجودى بها مع أسرتي.
■ لماذا ألحد أحمد حرقان بعد أن وصل إلى هذا العمق فى دراسة الدين؟
- تركت الدين متأخرًا جدًا للأسف، ولو كنت منحت نفسى حق التفكير فى العقيدة وفى الله فى وقت مبكر، لكنت ألحدت فى وقت مبكر، فأنا من وجهة نظرى أن الدين سطحى جدا ويختلف بشدة مع أبسط مبادئ العلم ومتناقض مع ذاته وقديم بتصوراته وأخلاقه، كل هذا كان سببا فى إلحادى وخروجى من الدين.
■ ما الأسئلة التى لم تجد لها إجابة؟
- أسئلة كثيرة للغاية ومن أهمها: من هو جبريل؟ من يضمن لى أنه زار محمد فى الغار وأوحى إليه؟ من محمد؟ من الذى يضمن لى بشكل مطلق أنه صادق؟ ما الذى حمل الله على هذه الطريقة فى إبلاغنا وصاياه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها آلاف من الأسئلة الأخرى كانت سببا فى قرارى بترك الدين بلا رجعة.


■ هل هناك موقف معين جعلك تترك الدين؟
- ليس هناك موقف معين بل أرى سبب إلحادى واتخاذى هذه الخطوة هو تراكم خبرة بالقرآن والسنة والتراث وهو السبب الرئيسي.
■ لماذا قررت الجهر بإلحادك؟
- قررت الجهر من أول يوم تركت فيه الإسلام لعدة أسباب أهمها أنى لا أحب النفاق، وأيضًا لأننى أدركت أنه بسبب الصمت الأديان تستمر، وأنا لا أحب لها أن تستمر أبدا، فجهرت بإلحادى وبدأت فى محاولة الحديث مع الناس.
■ ما قصة عضويتك فى الدعوة السلفية.. كيف انضممت لها وإلى أى موقع وصلت فيها؟ 
- انضممت للدعوة السلفية فى أواخر ٢٠٠١ وظللت بها حتى تركت الإسلام فى ٢٠١٠.. لازمت مشايخها خصوصًا محمد بن إسماعيل المقدم وياسر برهامي، وكنت أحد أئمة أحد مساجد الدعوة السلفية فى منطقة السيوف واسمه مسجد البرماوي.
■ من أكثر شيوخ السلفية الذين أثروا فيك؟
- كل من محمد بن إسماعيل المقدم وياسر برهامى وسعيد عبدالعظيم، فقد كنت أعتبرهم مثلا أعلى لى فى السابق.


■ هل التطرف سبب فى انتشار الإلحاد فى العالم العربي؟
- لا.. السبب هو أن وعى المجتمع خصوصًا الشباب أصبح أكثر وأكبر وأصبحوا لا يقتنعون بما تقدمه الأديان، وتطرف الجماعات الإسلامية يلعب دورا مهما فى جعل الشباب ينظرون للدين نظرة مختلفة.
■ صرحت فى السابق بأن السلفية أول الطريق إلى الإلحاد. لماذا تراجعت؟
- ما زلت عند رأيى أن السلفية هى أول الطريق إلى الإلحاد وأعتبر أن هذا الأمر هو أحد أهم حسناتها. وقد جمعتنى لقاءات كثيرة مع «برهامي» بعد إلحادي، وحاول إثنائى عن قراري، ونصحنى بقراءة بعض الكتب على أمل أن أغير رأيى ومنها كتاب «الإسلام يتحدى»، وقرأت هذا الكتاب عشرات المرات ولم أتأثر مطلقا بل زادنى إصرارا عن موقفى هذا، ومن وقتها حاولت أن أقنعه أنا بأفكارى إلا أنه كان يتهرب مني.
■ لماذا لم تنضم لأديان أخرى بعد تركك للإسلام بعد أن رأيت فيه ما لا يعجبك؟
- الأديان كلها مثل بعضها من وجهة نظري، فمن غير الطبيعى أن أترك دينا وأنضم إلى دين آخر فجميعها من وجهة نظرى شيء واحد.
■ كيف كانت رد فعل أسرتك على إلحادك كونهم سلفيين؟
- حزنوا كثيرًا لكن كثيرا منهم الآن ترك الدين، أنا ولدت لأب وأم من مدرسة سلفية غاية فى التشدد، هم أتباع رجل دين من تلامذة أبناء الشيخ محمد بن عبدالوهاب اسمه « أبوبطين»، وأرادا أن يخلقا منى عالمًا لذلك وجهانى منذ الصغر لدراسة ما يسمى «العلم الشرعي»، وقد خلقا منى فعلًا ذلك الرجل حيث وصلت إلى أن أصبحت إمامًا لأحد المساجد ومدرسًا لعلوم القرآن وأصول الفقه.
■ ما حقيقة كونك الأب الروحى للملحدين الشباب حاليا؟
- ليس للملحدين أب روحى ولو فرضنا أن لهم أبا روحيا، فأنا لا أصلح لذلك، أنا مثلى مثلهم فى كل شيء وهذا شيء يعجبنى ويفرحني.
■ لماذا يقدم الشباب العربى على الإلحاد؟
- لأنهم أصبحوا يتعلمون بشكل أفضل وأسهل، وأصبحوا قادرين على البحث والتفكير والتدقيق واتخاذ القرار، كل هذا جعل الشباب العربى يلحد بشكل أكبر وأسرع.
■ كم عدد المصريين الملحدين؟
- العدد يتجاوز ١٠ ملايين، وقد أكد على هذا الرقم مشايخ كثيرون وأرى أن الرقم صحيح وفى زيادة مستمرة بسبب زيادة وعى الشباب وبدئهم فى التفكير فى الأديان.
■ فى النهاية أريد أن أقول لك هل من الممكن أن تعود إلى الدين مرة أخرى بعد إلحادك؟
- لى كلمة قلتها فى جميع لقاءاتى التليفزيونية وفى أى ندوة عندما يتم سؤالى هذا السؤال حيث قلت: هذا السؤال مثل سؤال شخص كان يمشى على قشرة من الثلج تحتها ماء معتقدا أنها طريق يابسة، فلما انكسر الثلج وسقط فى الماء وتجمد من برودته، أتى من يسأله سؤالا هل تعتقد أنك ستؤمن يومًا ما بأنك كنت تمشى على طريق يابس؟ وهذا يعنى باختصار أنه من المستحيل أن أعود إلى الدين مرة أخرى.