الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"عاصم": أهلي سلفيون وحلمت بعودة الخلافة.. ودراستي بالأزهر سبب إلحادى

الطالب بـ«الدراسات الإسلامية» وتلميذ «الحوينى»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كنت أتفاخر أمام أصدقائى أننى من تلاميذ الحوينى وأصلى بجواره.. واعتصام «رابعة» كان تجمعًا لـ«نصابى الإخوان»
اعتبرت الملحدين «أجهل أهل الأرض» أثناء تشددى.. وعندما ناقشتهم وجدت كلامهم صحيحًا وإجاباتهم منطقية بحكم دراستى للشريعة
خياران لا ثالث لهما، يراهما حذيفة عاصم، خريج كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالأزهر الشريف أمام من يدرس مناهج الأزهر، إما التشدد والتطرف وإما الإلحاد والخروج من الدين. خريج الأزهر الذى كان يتفاخر أمام أصدقائه أنه من تلامذة الشيخ أبوإسحاق الحوينى المقربين وأنه يصلى بجواره، بات اليوم واحدا من المدافعين عن الإلحاد والخروج من الدين، بعد أن اقتنع بصحة أفكارهم، حسب قوله، وتغيرت وجهة نظره المتشددة لهم التى كانت تعتبرهم «أجهل أهل الأرض». 
النشأة فى أسرة سلفية متشددة، والتلمذة على يد الحويني، و5 أسباب أخرى يرويها حذيفة، قادته إلى الإلحاد والإصرار على عدم العودة إلى الدين.
■ من هو حذيفة عاصم؟ 
- عمرى ٢٦ سنة، درست فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية، شعبة شريعة مذهب شافعي، ولكنى لم أكمل دراستى بسبب ظروف مادية صعبة تعرضت لها، ولم أستطع التوفيق بين الدراسة والعمل، فكان اختيارى أن أترك الكلية وأستمر فى عملى حتى أساعد نفسى وأسرتي.
■ كيف عرفت الطريق إلى التشدد؟
- قصتى مع التشدد بدأت بأن أهلى كلهم من السلفيين، كما أنى طالب أزهرى كنت أرى أن الإسلام صالح لكل زمان ولكل مكان، وأن الله لن يصلح حال الأمة إلا لو طبقت الدين الإسلامى وشريعتها، ووصل تشددى إلى حد أنى كنت أحلم بأن تعود دولة الخلافة الإسلامية من جديد، وكنت دائما أعتكف العشر الأواخر من رمضان فى مسجد من أهم مساجد أهل السنة والجماعة، كما كنت تلميذا نجيبا للشيخ أبوإسحاق الحوينى الداعية السلفى الشهير، وكنت لا أترك له درسا إلا وحضرته، بل كنت أتفاخر أمام أصدقائى أننى من تلاميذه وأننى أصلى بجواره أحيانا، كل هذا كان يحدث وكنت أتلقى المعلومات الدينية بدون تحقيق وبدون إدراك، ودون أن أعلم هل هذا صح أم خطأ؟ منطقى أم لا؟ ومن هنا بدأ الشك يدب فى قلبى وبدأت أتساءل أسئلة كثيرة وعديدة قادتنى فى النهاية إلى الإلحاد.
■ هل انضممت لأى من الجماعات الإسلامية؟
- أنا كان فكرى سلفيا، وكنت متأثرا جدا بالشيخ أبوإسحاق الحوينى، ولم أنضم إلى أى من الجماعات الإسلامية المنتشرة فى مصر مثل الإخوان أو الدعوة السلفية بسببه، لأنه فى أحد الدروس سأل رجل الشيخ الحوينى هل من المتاح شرعا أن ننضم إلى حزب أو جماعة من الأحزاب والجماعات الإسلامية المنتشرة فى مصر؟ فكانت الإجابة من الشيخ الحوينى واضحة وصريحة «لا حزب ولا جماعة» إنما نتبع منهج السلف الصالح، ومن هنا رفضت الانضمام إلى أى جماعات، وحديث الشيخ بشأن الانضمام إلى الجماعات والأحزاب تغير بعد ذلك وأصبح يجيز الأمر.
■ كيف تابعت ثورة ٣٠ يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان وتيار «الحويني» الإسلامي؟
- الثورة قضية سياسية بحتة ليس لها أى علاقة بموضوع الإلحاد، ولكنى كمواطن مصرى أيدتها بعيدا عن أى أمور دينية.
■ وماذا عن اعتصام رابعة الإخواني؟
- هذا الاعتصام كان أكبر أكذوبة فى العالم، وفيه قام الإخوان بالنصب على أتباعهم بشعارات دينية، فجمعوهم وكانت النتيجة أنهم إما ماتوا وإما هربوا خارج البلاد يحرضون على الدولة المصرية.
■ كيف جاء قرارك بالإلحاد؟ وما الموقف الذى جعلك تلحد؟
- دائما كنت أسمع عن الملحدين الذين تركوا الدين، وكنت أراهم أثناء فترة تشددى أجهل أهل الأرض لأنهم لم يقبلوا بفكرة وجود إله لهذا الكون، وبعد فترة من كرههم ورفضى الاحتكاك بهم، بدأت أتابعهم وأجادلهم وأدخل معهم مناقشات عقلانية بعيدا عن فكرى المتشدد، وسألت أناسا منهم عن مشاكلهم مع الدين التى جعلتهم يلحدون ويتركون الدين كله، ولما سمعت إجاباتهم وجدت كلامهم صحيحا وإجاباتهم منطقية بحكم دراستى للشريعة الإسلامية، ومنذ أن سمعت لهم بدأت أبحث أكثر عن رد لما يقولونه من كلام ولكن بلا جدوى فلم أجد الدين يجاوب على هذه الأسئلة بل يضعك أمام آراء كثيرة وخلافات أكثر، فأجد البخارى يروى قصة معينة عن الرسول، وشخصا آخر ينفى القصة، وشخصا آخر يؤكد أنها ضعيفة، باختصار شديد وجدت نفسى فى متاهة لا أعرف كيف أخرج منها، وكانت هذه المتاهة سبب خروجى من الدين وتأكدى أننى لم أكن على صواب.
■ وماذا فعلت بعد قرارك بالخروج من الدين؟
- بدأت فى القراءة فى كل الأديان حتى أبحث عن إجابات لأسئلتي، فقرأت فى الزرادشتية، والعهدين القديم والجديد، والمانيشية، والأفيستا، والأصول الوثنية، ولم أجد أى إجابة حتى الآن.
■ ما الأسباب التى جعلتك تخرج من الدين؟
- هناك ٥ أسباب من وجهة نظرى قادتنى إلى الإلحاد، أولها تناقض الدين مع نفسه، وثانيا تناقض الدين مع العلوم وهذا أهم الأسباب، وثالثا تيقنى من أن الدين لا يصلح أن يبنى دولة ويكون نظاما، ورابعا التطرف الدينى وظهور جماعات إرهابية مسلحة تجوب العالم باسم الإسلام، وخامسا وأخيرا تأكدى أن الدين يقمع الحريات، هذا باختصار شديد.
■ كونك أزهريا ودارسا لأصول الدين هل هذا ساعدك فى الإلحاد أم ساعدك فى التشدد؟
- خلال دراستك للدين عموما يأتى عليك وقت يجب أن تكون شيئا من شيئين ليس لهم ثالث، إما أن تكون ملحدا بالدين ورافضا لفكرة الله أو أن تكون متطرفا داعشيا مستعدا للتكفير والتفجير، التحول لأى من الشيئين يتوقف على فكرة القداسة داخل عقلك، فإن استطعت أن تتخلص منهما تصبح ملحدا، وإن تملكت منك الفكرة ستكون داعشيا متطرفا تقاتل وتموت وتقتل أقرب الناس إليك فى سبيل هذه الفكرة.
■ هل مناهج الأزهر تكفيرية بالفعل وتقود الشباب للتطرف أو الإلحاد؟
- نعم مناهج الأزهر تقودك إما للإلحاد أو إلى التطرف، أنا تحولت إلى ملحد وهذا من وجهة نظرى أفضل من أكون متطرفا أقتل الأبرياء وأسفك دماءهم باسم الدين.
■ هل علم أحد من الأزهر بقصة إلحادك وكيف واجهوك؟
- لا، وذلك لأنى ألحدت بعد تركى للكلية، ولم أكن على تواصل مع أحد كى يعرف بقصة إلحادي.
■ هل جلست مع مشايخ لمناظرتك فى قصة الإلحاد؟
- لم أجلس معهم بشكل مباشر كونك تعرف تشددهم وما قد يفعلونه بى لو لم أستجب لوجهة نظرهم، ولكنى تواصلت معهم من خلال الإنترنت، وتناقشت مع مشايخ كثر من المهتمين بمناقشة ظاهرة الإلحاد وخضت معهم نقاشات وجدالات كثيرة، ولم يجاوبوا لى ولو على سؤال واحد من الأسئلة التى كانت فى عقلى لأنهم لم يملكوا أى إجابات من الأساس.
■ كيف كنت تنظر للدين أثناء التشدد؟ وكيف تنظر له الآن بعد الإلحاد؟
- سابقا أى عندما كنت مسلما متشددا كنت أنظر للدين الإسلامى على أنه المخلص من كل شر فى الأرض، وأننا لو حكمنا بما أمرنا به الله ورسوله سنكون أعظم دولة فى العالم أعظم من أمريكا وفرنسا وروسيا، أما الآن وبعد إلحادى فأنا أرى أن الأديان هى السبب فى معظم الشرور الموجودة فى العالم.
■ من أكثر المشايخ شوه الدين فى نظرك؟ 
- المشايخ كانوا سببا فى إلحادى بداية من الشيخ الشعراوى وحتى الشيخ سالم عبدالجليل، والشيخ محمود شعبان الشهير بـ «هاتولى راجل».
■ لماذا انتشر الإلحاد فى العالم العربى بهذه السرعة والقوة؟
- السبب الأول والأهم سهولة التواصل ونشر الفكرة من خلال الإنترنت، كما أن المتدينين أصبحوا قادرين وبسهولة على البحث عن إجابات لأسئلتهم وعندما لا يجدون الإجابات يلحدون، كل هذا من وجهة نظرى سبب انتشار الإلحاد، هذا مع انتشار الحرية إلى حد ما فى عالمنا العربي.
■ هل من الممكن أن تعود للدين مرة أخرى؟ وما شروطك للعودة؟
- فكرة العودة إلى الدين بالنسبة لى مستحيلة، لأنى دارس للدين بشكل جيد جدا، ولو كان هناك سبب منطقي لأبقى فيه لبقيت وما قررت الإلحاد، وأعتقد أن هذا السبب لن يظهر الآن بعد إلحادي.