الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تعبئة ضعيفة لمعارضي "مادورو" عشية انتخاب جمعية تأسيسية في فنزويلا

المعارضة في فنزويلا
المعارضة في فنزويلا -أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تلق دعوة المعارضة إلى التظاهر السبت، في فنزويلا تجاوباً واسعاً، وذلك عشية انتخاب جمعية تأسيسية يريدها الرئيس نيكولاس مادورو بشدة، في حين أن المعارضة تعتبرها وسيلة من الرئيس لتوسيع سلطاته وتمديد ولايته.

وأدى قمع السلطات للتظاهرات إلى مقتل 113 شخصاً خلال الأشهر الـ4 الماضية.

وتحدى عدد قليل من المتظاهرين حظر التجول خاصة في الأحياء الشرقية والغربية للعاصمة، رغم تأكيد السلطات أن التظاهر غير الشرعي يعرض من يقوم به للسجن ما بين 5 و10 سنوات.

وقال المتظاهر اندرسون، الذي كان في حي شاكاو في شرق العاصمة الذي يعتبر معقلاً للمعارضة "نمت هنا ولن أتحرك طيلة اليوم، لن ننزع السواتر من الشارع، وأنا هنا لأن والدتي توفيت من مرض السرطان لعدم تمكني من تأمين الأدوية لها، وأنا أعيش في العراء ولا منزل لدي".

وتمسكت المعارضة بدعوتها إلى التظاهر في البلاد حتى ظهر السبت، عندما طلبت من أنصارها إقفال الطرقات الرئيسية في البلاد الأحد، يوم انتخابات الجمعية التأسيسية التي ستكلف بإعداد دستور جديد للبلاد.

ويعتبر أنصار مادورو هذه الانتخابات "غير شرعية"، وقرروا تمديد تظاهرات الاحتجاج إلى الأسبوع المقبل.

نضال

وقال النائب فريدي غيفارا من المعارضة "بدأ هذا النضال قبل الدعوة إلى انتخاب الجمعية التأسيسية، ولن يتباطأ بسبب هذه الانتخابات".

كما قال انريكي كابريليس، أحد قادة ائتلاف المعارضة التي تسيطر على البرلمان، إن الهدف هو "تغيير الحكومة".

وتقاطع المعارضة انتخابات الأحد، وتعتبر أن الهدف منها إفساح المجال أمام الرئيس مادورو للتمسك بالسلطة، وتجنب البرلمان والانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية العام 2018.

وأكد مادورو الجمعة، أنه لن يتراجع عن إجراء انتخابات الجمعية التأسيسية، وقال في هذا الإطار "لا تزال أمامنا ورقة بإمكاننا أن نحركها وهي ورقة الجمعية الوطنية التأسيسية"، معتبراً أن هذه الجمعية ستحمل السلام والاستقرار الاقتصادي للبلاد.

رسالة ديموقراطية

من جهته قال، هكتور رودريغيز، رئيس الحملة الانتخابية لمادورو، السبت: "سنوجه الأحد، رسالة، واضحة: إن شعبنا يريد الديموقراطية والسلام والحوار" موضحاً أن 99% من مكاتب الاقتراع باتت جاهزة.

وسهل المجلس الانتخابي الوطني إجراءات الانتخاب ما سيتيح للناخبين المشاركة في الاقتراع في أي مكتب كان، داخل المنطقة التي ينتمون إليها.

ويعتبر عدد من المحللين أن الحكومة تحشد أنصارها للتخفيف من نسبة الممتنعين عن التصويت، في حين أن المعارضة تمكنت من إجراء استفتاء رمزي في الـ16 من يوليو شارك فيه 7.6 مليون منتخب.

ويعارض نحو 70% من الفنزويليين إجراء انتخابات الأحد، حسب مؤسسة استطلاعات الرأي "داتاناليزيس".

وستتألف الجمعية التأسيسية من 545 عضواً مع العلم أنه لم يتم تحديد مدة ولاية أعضائها.

وتتخوف المعارضة من طريقة الاقتراع حسب التقسيم الإداري وحسب مهنة كل شخص، ما سيتيح لـ62% من الناخبين الـ19.8 مليون المدعوين للاقتراع، الانتخاب مرتين.

ويرى المحلل اوجينيو مارتينيز، أن هذا الأمر سيلقي ظلالاً كبيرة من الشكوك حول نزاهة الانتخابات، خصوصاً أنه لا يوجد أي مراقب دولي للتأكد من النزاهة.

تهافت الفنزويليون عشية الانتخابات لشراء المواد الغذائية خوفاً من أيام صعبة قادمة، وقال ماكسيميليانو البالغ الـ34 من العمر، "اشتريت كمية من المواد الغذائية لأن الاحتراز واجب".

إضراب عام

وإثر إضراب عام لـ48 ساعة أوقع 8 قتلى يومي الأربعاء والخميس، تزايدت المخاوف من نشوب نزاع مفتوح قد يدفع آلاف الفنزويليين إلى الانتقال إلى كولومبيا المجاورة، في حين طلبت واشنطن من عائلات دبلوماسييها والعاملين في سفارتها مغادرة البلاد.

وتزايدت حدة الضغوط خلال الساعات القليلة على الرئيس مادورو، وبعد العقوبات الأمريكية التي أعلنت الأربعاء، واستهدفت 13 مسؤولاً حالياً وسابقاً، أعلنت كولومبيا مساء الجمعة، أنها لن تعترف بنتائج انتخابات الأحد.

دعم أمريكي

وتحادث نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الجمعة، هاتفياً مع ليوبولدو لوبيز، أحد أبرز المعارضين الفنزويليين الذي يعيش في إقامة جبرية في كراكاس منذ خروجه من السجن في مطلع الشهر الحالي.

وأشاد بنس بـ"شجاعة" المعارضة ودعا "إلى إطلاق سراح كل السجناء السياسيين في فنزويلا من دون شروط، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وإعادة العمل بالجمعية الوطنية واحترام حقوق الإنسان".