الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فان جوخ.. عباد الشمس

فان جوخ
فان جوخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الهولندي فينسنت فيليم فان جوخ الشهير بـ "فان جوخ"، أحد أهم وأبرز رواد الفن التشكيلي على مستوى العالم، حظي بإعجاب وتقدير عشاق ونقاد الفن التشكيلي، حيث احتلت أعماله مكانة مميزة في المتاحف لعل أشهرها متحف أورساي ومتحف موسكو ولينجراد، وهولندا" الذي ليعرض أكبر مجموعة من لوحاته وأعماله .
لقبه الكثيرون بالفنان المُعذب، فقد أثارت حياته تساؤلات عدة بدايةٍ من دخوله المصحة النفسية، وحادثة قطعه لأذنه، إلا أن تلك الشخصية الغير مستقرة كان يقبع تحتها فنان عملاق. 
عاش فان جوخ حياة قصيرة مدتها 37 عاما، تغلبها الحزن والمأساة، لكنها كانت غنية بالعطاء، فأعماله الآن تباع بملايين الدولارات وتحديدًا لوحات، "الرجل ذو الغليون"، والتي رسمها لنفسه بعد أن قطع أذنه ولقبها بهذا الاسم، ولوحة "زهرة الخشخاش" والتى مقدر ثمنها الآن 55 مليون دولار أمريكي، ولوحة آكلين البطاطا ولوحة ليلة النجوم ولوحة عباد الشمس.
ولد فان جوخ بهولندا عام 1853، فقد جاءت ولادته بعد سنة واحدة من اليوم الذي ولدت أمه به طفلًا ميتًا والذي سمي أيضًا بفينسنت، والذي كان في الأغلب سببًا لحدوث صدمة نفسية له. حضر في مدرسة داخلية في زيفينبيرجين لسنتين وبعد ذلك استمر بحضور مدرسة الملك ويليم الثاني الثانوية في تيلبيرغ لسنتين أخرتين، ثم ترك غوخ دراسته في سن الخامسة عشرة ولم يعد إليها. 
وعندما بلغ "فان جوخ" السادسة عشرة من عمره أصطحبه عمه إلى مدينة "لاهاي" ليعمل معه في القاعة التي يديرها لبيع الأعمال الفنية، وهناك تعرف جوخ على عالم الفن وتحمس لبعض الأعمال ولبعض الفنانين، ولهذا بذل أقصى جهده في إقناع عملائه بشراء أعمال هؤلاء الفنانين وبلغ من نجاحه أن قررت المؤسسة نقله إلى لندن ليدير فرعها هناك.
وفى عام 1875 نقل إلى فرع الشركة في باريس واختار البقاء في هولندا بعد زيارة عائلته في عيد الميلاد وفى يناير عام 1879 قرر أن يتفرغ للفن، وفي أوائل عام 1885 أنتج "الجوخ" سلسلة لوحات عن الفلاحين وبرز أول أعماله "لوحة آكلين البطاطا"، انتقل للعيش في الجنوب واستأجر بيتًا الذي تحول إلى استديو وأسماه "استديو الجنوب"، من ثم قام باستدعاء صديقه غوغال لينضم معه، فبعد أن اشتد الجدال بينهما أصيب "الجوخ" بنوبة جنونية فقام يومًا بقطع أذنه وانتقل بعد ذلك إلى مستشفى للأمراض النفسية، وهناك تم تشخيص حالته على أنه يعاني من الصرع، وباتت حالته العقلية في اضطرابات دامت لمدة تزيد عن الشهرين.
وبعد سنة من حادث قطع أذنيه كان يعاني "الجوخ" من نوبات متقطعة، الأمر الذي جعل أخيه ثيو يرسل له للعيش معه في باريس ويوضع تحت العناية، وتحسنت حالته فترة قليلة، إلا أنه رجع مرة أخرى لنوبات الصرع إلا أن قام في 27 يوليو 1890 بإطلاق النار على صدره.