قال عاطف عميرة، مدير عام الثقافة بمحافظة الدقهلية إن نشر الفكر المعتدل ومواجهة أفكار الإرهاب والتطرف على رأس الأولويات خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى أن محافظة الدقهلية فى احتياج شديد إلى نشر الفكر المعتدل، خاصة فى ظل التكدس السكاني، فدائما تكون الأماكن الأكثر كثافة هدفًا لرءوس الإرهاب، مطالبا بزرع الثقافة الدينية والانتماء الوطنى منذ الصغر والارتقاء بالذوق العام.. جاء ذلك خلال حواره مع «البوابة».
■ هل قصور الثقافة بالمحافظة كافية لنشر رسالتها؟
-
الدقهلية واحدة من أكبر محافظات مصر، وأيضا تضم أكبر عدد من قصور وبيوت
الثقافة والمكتبات التابعة لها، حيث تضم ٤١ موقعا ثقافيا وقصرا وبيتا
ومكتبة عامة، والأهم هو هذا العدد الكبير من المبدعين فى جميع مجالات
الإبداع من أدباء وشعراء وفنانين تشكيليين وغيرهم، وفرع ثقافة الدقهلية
يشرف حاليا على جميع الأنشطة المقامة بتلك المواقع فى إطار خطة سنوية.
■ هل ما زالت المنصورة مركزًا للإبداع؟
-
المنصورة، عاصمة الدقهلية، وكانت ولا تزال أحد أهم مواطن الإبداع والثقافة
فى مصر، فبها قصر ثقافة المنصورة وقصر ثقافة الطفل والمسرح القومى الجارى
تجديده.
■ ما أهم القضايا التى تهتم بها المواقع والقوافل الثقافية فى تلك المرحلة؟
-
نشر الفكر المعتدل ومواجهة أفكار الإرهاب والتطرف على رأس الأولويات،
والدقهلية فى احتياج شديد إلى نشر الفكر المعتدل، خاصة فى ظل التكدس
السكاني، حيث يقترب سكانها من ٧ ملايين نسمة.
■ وما مدى الاهتمام بالمرأة فى المحافظة؟
-
جميع الأنشطة الثقافية والفنية يوجد نصيب وافر للمرأة وقضاياها، كما أن
هناك ناديًا للمرأة داخل قصر ثقافة المنصورة، مختصًا بتعليم التطريز
والتفصيل وبعض الصناعات اليدوية، ويتم عرض منتجاتهم بالمعارض التى يتم
تنظيمها على أرض المحافظة، بالتنسيق مع الجهات المنظمة كمساهمة من قبل هيئة
قصور الثقافة فى تشجيع عمل المرأة وجعلها منتجة، بالإضافة إلى الاهتمام
بنشر الثقافة التربوية التى تساعد المرأة فى تربية أبنائها لإعداد أجيال
متسلحة بالثقافة والوعى والمعرفة التى تتسق مع معطيات العصر.
■ وما أهم الخدمات الثقافية التى تقدمها قصور الثفافة بالمحافظة؟
-
جميع القصور والبيوت الثقافية تحتوى على مكتبات تقدم كخدمة للطلاب
بالمدارس والجامعة للاطلاع على الأبحاث فى التعليم الجامعى وقبل الجامعي،
وقد يستعين طلاب الماجستير والدكتوراه ببعض الكتب التى توجد بتلك المكتبات،
والتى لا توجد بالمكتبات الجامعية.
■ هل هناك استفادة من الوسائل التكنولوجية لنشر رسالة قصور الثقافة؟
-
هناك محاولات لتطوير وسائل نشر المعلومات داخل قصور الثقافة وإدخال
التكنولوجيا وإنشاء المكتبة الرقمية ومواكبة العصر، وآخر دورة تدريبية
تناولت كيفية الاستفادة من المكتبة الرقمية وتدريب أمناء المكتبات وكل فرع
به مسئولو تدريب، وهناك وسائل إنترنت فى بعض قصور الثقافة، ولكن أجهزة
الكمبيوتر تحتاج لتطوير وزيادة أعدادها بالقصور.
■ كيف تدعم قصور الثقافة الموهوبين؟
-
تقدم البيوت الثقافية الأنشطة المختلقة من خلال نادى المرأة ونادى
التكنولوجيا والمكتبات، كما توجد العديد من الفرق المسرحية مثل «الفلاحين
وفرقة سماد طلخا والفرقة القومية وفرقة ميت غمر وغيرها»، ويتم دعم
الموهوبين فى جميع المجالات بتلك الفرق لتقديم أعمالهم وإقامة المعارض
الفنية والأمسيات الشعرية والنشر وغيرها التى تخدم جميعها الموهوبين.
■ ما الجديد الذى تقدمه قصور الثقافة بالدقهلية هذا العام؟
-
الجديد هذا العام هو «مسرح الجُرن»، وهو تجربة جديدة تقدم بالأماكن
الريفية، وسمى «الجُرن» منتسبًا إلى الحصاد، ولكن المقصود منه الحصاد
الفكرى، وأقيمت أول تجربة فى شهر إبريل الماضى بقرية دميرة، لاكتشاف
المواهب وتحفيظ التراث، بالإضافة للاستعانة بمتخصصين لكتابة القصة ومتخصص
لتعليم الأطفال فن العرائس وكيفية تصنيعها وفنون تشكيلية وتقديم فنون
مسرحية، وسيستمر تقديم مسرح «الجُرن» فى العديد من القرى بالمحافظة.
■ هل هناك اتفاقيات بين مديرية الثقافة وبين المحافظة لتقديم الأنشطة الثقافية فى المحافظة؟
-
تم عقد بروتوكول تعاون بين مديرية الثقافة والمحافظة، خاصة جهاز تنمية
القرية وإدارة التنمية البشرية، حيث يقومان بمشاركة الفنانين ومتطوعين بنشر
التوعية الفكرية المختلفة بشتى القرى بالمحافظة.
■ هل هناك مطالب بزيادة أعداد قصور ثقافة بالدقهلية؟
-
نعم.. هناك العديد من النواب ورؤساء المدن طالبوا بذلك، ولكن لا بد من
توفير مكان مناسب، لا يقل عن ٨٠٠ متر، طبقا للاشتراطات التى طرحتها وزارة
الثقافة، مع تقديم قرار بتخصيصها للبناء وتولى مديرية الثقافة متابعة تنفيذ
بنائها مع الجهات الرسمية المختصة.
■ ما المعوقات التى تعوق التوسع فى الأنشطة الثقافية بالمحافظة؟
-
عدم توفير وسائل مواصلات لتقل المشاركين المتطوعين بالأنشطة بالمحافظة أو
خارجها، أو نقل الأدباء القادمين للمشاركة من خارج المحافظة ونسعى لمطالبة
محافظ الدقهلية بتوفيرها.
