الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"تل بسطة" و"صان الحجر".. عواصم مصر القديمة تحولت إلى "خرابة"

الإهمال يجتاح آثار «الشرقية»

آثار صان الحجر
آثار صان الحجر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلاحق الإهمال آثار تل بسطة على طريق ميدان الزراعة بجوار منطقة التجنيد في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في ظل تقاعس المسئولين عن حماية التراث والآثار المهددة بالاندثار، بعد أن كانت تعتبر مركزًا دينيًا مهمًا وإحدى عواصم مصر القديمة نظرًا لموقعها على مدخل مصر الشرقي.
وتعتبر تل بسطة من أشهر المواقع الأثرية المهمة بالشرقية وأطلق عليها قدماء المصريين اسم «بوبسطة»، كما أنها واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وشرفت بأنها كانت معبرًا ومقرًا مؤقتًا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح عند قدومهما إلى مصر، وكانت المدينة تعرف في النصوص المصرية باسم «بر باستت»، أي: «مقر الإلهة باستت» على اعتبار أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة «باستت» التي رمز لها بالقطة.
ومن أهم المعالم الأثرية هناك، معبد للملك تتي، أول ملوك الأسرة السادسة ومعبد للملك ببى الأول، من ملوك الأسرة السادسة. 
ولم يتبق منه حاليًا سوى بعض الأعمدة والمعبد الكبير للإلهة باستت الذى بُني فى عصر الدولة القديمة، واستمر فى الدولة الوسطى، لكن أهم ما تبقى منه يرجع لعهد الملك «رمسيس الثاني»، والملكين «أوسركون الأول والثاني» من ملوك الأسرة ٢٢، والملك «نخت - نبف» من الأسرة ٣٠.
ومع مر العصور حرفت كلمة «باستت» لتصبح فى العربية «بسطة»، ولكونها منطقة أثرية على شكل تل، فأصبحت تعرف بـ«تل بسطة»، التى كانت عاصمة الإقليم الثامن عشر من أقاليم مصر السفلى، وعاصمة لمصر كلها فى الأسرة ٢٢، وربما فى الأسرة ٢٣، لكونها تقع على أحد فروع النيل، فقد سمى هذا الفرع بـ «البوبسطى»، أما الآن فقد تحول هذا المكان التاريخى لـخرابة، ونهبت محتوياته، ولم يتبق منه سوى أجزاء من تماثيل وأحجار مكتوب عليها باللغة الهيروغليفية. 
وقال إبراهيم سليمان مدير عام منطقة آثار الشرقية فى تصريحات له، إن ٧٥٪ من آثار تل بسطة مدفونة تحت الأرض، وإن ما اكتشف لا يمثل سوى ١٠٪ منها، وإن السبب فى ذلك هو قلة الموارد المالية اللازمة للتنقيب.
ويقال إن صان الحجر تحتوي على ثلث آثار مصر وتضم عددًا كبيرًا من المقابر للرعامسة، فضلا عن تماثيل ضخمة تركها المجلس الأعلى للآثار دون اهتمام أو حراسة ليعبث بها الأطفال وزوار الموقع الأثري بصان، ومن يدري ربما ينقل كبار تجار الآثار هذه التماثيل قريبًا من صان الحجر ونراها في فرنسا أو أمريكا أو إيطاليا أو حتى إسرائيل. 
وتضم المنطقة، عددًا من أنقاض المعابد، بما في ذلك معبد كان مخصصًا لعبادة آمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة ومنها مقابر الفراعنة بسوسنس الأول وأمينيموبى وشوشنق الثاني، التي نجت من النهب من لصوص المقابر طوال العصور القديمة، واكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونيه عامي ١٩٣٩ و١٩٤٠، وكانت تحتوى على كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات واللازورد والأحجار الكريمة الأخرى بما في ذلك الأقنعة الجنائزية لهؤلاء الملوك.
وقال هشام عبدالمؤمن، مدير عام آثار الشرقية، إن منطقة آثار تل بسطة هي كنز أثري، يجب إعادة النظر إليه، وإن القاعات المتحفية تتبع قطاع المتاحف الذي يرفض استلام قاعة العرض المتحفي، بسبب عدد من التعقيدات الإدارية والروتينية، مشيرًا إلى أن المنطقة مجهزة بأحدث التجهيزات ولا ينقصها سوى إقامة سور حول المنطقة لإحكام السيطرة عليها، وضمان عدم اندساس أى شخص بين الأفواج، تحسبًا لأي عمل تخريبي. 
وفي سياق متصل أكد اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية أهمية مدينة «صان الحجر» من الناحية الجغرافية للمدينة، نظرًا لقربها من محافظتي بورسعيد والإسماعيلية لتساهم في تنشيط المدينة تجاريًا وسياحيًا بعد تفعيل مشروعات محور قناة السويس ووضع مدينة صان الحجر في مناطق الاستثمار السياحي الواعدة في المستقبل.