الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بعد انتشار العلاج بالأعشاب.. أطباء: احذر الدواء فيه "سم قاتل"

العلاج بالأعشاب
العلاج بالأعشاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأعشاب تستخدم فى علاج الأمراض منذ بدء الخليقة، وبرع المصري القديم فى التداوى بها، وتبرهن علي ذلك نقوش على جدران المعابد، وبعض البرديات الفرعونية الشهيرة التي تعد من أقدم دساتير الأدوية في العالم والتي سميت بأسماء مكتشفيها أو بالأماكن التي وجدت بها، منها برديات "إيبرس وهيرست وسميث وكاهون وبرلين ولندن".
كما ازدهر التداوي بالأعشاب في العصر الاسمى وكان من أشهر الأطباء فى هذا المجال:"أبو بكر الرازي وابن سينا وابن البيطار وداوود الأنطاكي وجابر بن حيان، ورغم تقدم الطب فى الوقت الحاضر الان ان العالم يشهد عودة للتداوي بالأعشاب.
"البوابة نيوز" ناقشت ظاهرة العلاج بالأعشاب فى التحقيق التالى: 
تقول "سالي محمد" ربة منزل، إنها تستخدم الأعشاب لأنها أكثر أمانا، مشيرة الى انها تستخدم "القرفة" لتساعد علي نزول الحيض، كما استخدمتها قبل الولادة مباشرة "لتحمي الطلق" على حد قولها.
وأشارت "نجوي إبراهيم" ربة منزل، الى أنها تشرب منقوع العرقسوس بكثرة وتشعر إثر تناوله بهبوط، وتقول "أمل فؤاد" ربة منزل: كنت أتناول منقوع بذور البقدونس بسبب أملاح البول أثناء الحمل، ونصحتني طبيبة نساء بعدم تناوله في الشهور الأخيرة. 
وأضافت "ريهام علي" طالبة بكلية العلوم بالزقازيق، إنها تتباع مع أخصائي علاج طبيعي وتغذية لتخفيف الوزن، وتتناول كل أسبوع أعشابا "كبذرة الكتان وبذرة القاطونة والمرمرية ورجل الأسد والشمر والكرفس.
وأشارت الى ان الأعشاب تتغير مع كل نظام غذائي يصفه الأخصائي لها، وتابعت قائلة: لا أعرف هل للاعشاب تأثير بالفعل فى تخفيض الوزن أم لا.
من جانبه اعترف "م.م" صاحب محل عطارة بمدينة الزقازيق بالاقبال الكبير على الأعشاب مشيرا الى ان الأعشاب العطرية هى الأكثر مبيعا لأنها يتم تناولها كسوائل أو في الطهي كالفلفل الأسود والكمون والهال والقرفة وغيرها.
وقال تأتي بعد ذلك أعشاب ستخدم في تخفيف وإنقاص الوزن منها " رجل الأسد والمرمرية وبذر الكتان وبذرة القاطونة وخل التفاح والجينسينج رغم ارتفاع سعره، والشمر والمردقوش وغيرها"، يليها وصفات تستخدم في تجميل البشرة والشعر.
من جانبه اعترض الدكتور"عصام أبو الفتوح" نقيب الصيادلة بالشرقية، علي التداوي بالأعشاب خاصة عندما تكون وصفات من غير متخصصين او عشابين لأن استخدام الأعشاب بطريقة غير مقننة قد يضر أكثر مما ينفع، وأوضح أن الطريقة المثلي لاستخدام الأعشاب لابد أن تأتي بطرق علمية سليمة عن طريق استخراج المستخلصات النافعة منها ذات التأثير الفارماكولوجي والتأثير الصيدلاني النافع للمستخدمين.
واكد ان إخصائي العلاج الطبيعي والتخسيس ليس مخولا له أن يكتب "روشتة" للمريض وعليه أن ينفذ الوصفة الدوائية التي كتبها له طبيب متخصص في علاج الحالة التي يتابعها. 
وشدد على علي ضرورة تشديد الرقابة علي من يدعون العلاج بالأعشاب بطريقة عشوائية، مطالبا بضبط العيادات والمراكز غير المرخصة التي تبيع الوهم للمرضى.
وقال "إسلام رمضان " إخصائي علاج طبيعي:"ان العلاج بالأعشاب تقع مسئوليته علي عاتق من يداوي بها، موضحا انه يجب علي من يوجه باستخدامها أن يكون علي علم ودراية حتي يستطيع تحديد الكميات المناسبة للمريض دون إلحاق ضرر به مع تحقيق أثر إيجابي كرفع معدل الحرق والتمثيل الغذائي لمرضي السمنة.
وأشار الى أن أخصائي العلاج الطبيعي الذي يساعد مرضي السمنة على إنقاص الوزن يجب أن يكون دارسا للتغذية العلاجية وليس مخولا له كتابة روشتة إلا في أضيق الحدود.
واكد الدكتور "هيثم محمود" طبيب باطنة انه لا يعترف الا بالطب القائم علي التجربة العلمية والتي ربما تأخذ في إختبار الأدوية عشرات الأعوام حيث تمر بمراحل لتصنيعها ومعالجتها فضلا عن إضافة مستخلصات ومواد خام من الطبيعية.
وقال إن أكثر الدول استخداما للأدوية والأعشاب بطريقة عشوائية هي الدول النامية ذات الثقافات المتدنية حيث يتم استخدام الأعشاب دون فحص وربما بمجرد روايات شعبية قد تلحق بهم أضرارا صحية بالغة، واشار الى ان: " عشبة الزرنيخ كانت سببا في مصرع "نابليون" رغم إضافتها لبعض الأدوية، مؤكدا ان هناك أعشاب طبيعية سامة وقاتلة إذا لم تضاف بطريقة مدروسة ومجربة".
وقال الدكتور "أحمد شاكر" أستاذ نباتات الزينة والنباتات الطبية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق أن هذه المرحلة تشهد إقبالا علي التداوي بالأعشاب مشيرا الى أن بعض المرضي عندما يذهبون للأطباء ولا يحدث تحسن يلجأون للطب البديل ومنه "الأعشاب" ومعظمها علاجات مزيفة خاصة مع الأمراض الخطيرة والمستعصية.
واشار الى انه علي سبيل المثال استخدام بعض الأعشاب مثل عشبة "الدفلة" دون تقنين أو استخلاص المادة الفعالة منها بطريقة تناسب المريض قد يودي بحياة مرضي القلب.
واوضح أن معظم النباتات العطرية والزيوت الطيارة التي تستخدم بشكل يومي كمشروبات أو إضافات للأطعمة لا ضرر منها اذا استخدمت بدون إسراف وهى في ذات الوقت دواء وغذاء، مشددا على أن الأعشاب التي تحتوي مادتي "الجلايكوفيدات القلبية" و"القلاويدات" لابد أن تستخلص منها المادة الفعالة وتضاف بنسب محددة علي الأدوية مع استخدامها تحت إشراف طبيب أو خبير.
وحول ما يتداوله البعض عن استخدام أعشاب في زيادة حجم الأعضاء التناسلية، أو رفع معدل الخصوبة لدي النساء، أكد شاكر أن الاعشاب لا علاقة لها بزيادة القدرة الجنسية أو زيادة حجم الأعضاء التناسلية لدي الرجال، مشيرا إلي أن بعض الأعشاب كـ "جوزة الطيب" أو "الزنجبيل والعسل الأبيض والشطة والفلفل الأسود" ربما تساعد علي رفع ضغط الدم فقط مع الأصحاء وليس المرضي وتشعرهم بما يسعون إليه حيث تحسن الدورة الدموية وتنشطها مؤقتا.
وحذر من أن هناك أعشابا تستخدم كمسكنات أو مهدئات ربما تؤدي للإدمان كما هو الحال مع "شقائق النعمان" أو "الخشخاش" ومشتقاته الذي تستخرج منه المادة الفعالة فى صناعة "البنج" والمواد المخدرة خاصة مع كثرة استخدامها بطريقة عشوائية.