الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أكرام لمعي يكتب: الإنسان والعقل

اكرام لمعي
اكرام لمعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من سلم الارتقاء الطبيعي للمخلوقات نكتشف أن الديدان والحشرات هى الأدنى ثم الحيوانات فالإنسان لذلك يرى الإنسان نفسه تاج المخلوقات وهو ما تؤكد عليه الكتب المقدسة (خليفة الله في الأرض أو وكيل الله على الأرض) من هنا جاء الشعور بالتفوق عند الإنسان.
هنا يثار سؤال: من الأعلى؟ الإنسان العاقل أم المجنون أم كائنات أخرى حية؟ الإجابة سهلة العاقل أرقى من المجنون لأن المجنون يمكن أن يؤذي نفسه وآخرين لذلك يحتاج لمعاملة خاصة ومكان خاص وتكون عليه مراقبة خاصة، هنا نحتاج أن نفكر قليلًا لأن القول أن العاقل لا يؤذي نفسه والآخرين يحتاج الى تأمل والسؤال الذي يقفز إلى الذهن: ترى لمن توضع القوانين والشرائع وتبنى السجون والمعتقلات والمحاكم والقضاء للعقلاء أم للمجانين؟ المجانين غير مسئولين عن أفعالهم، العقلاء هم المسئولون لماذا؟ لأن هؤلاء العقلاء منهم من هو مصدر خطر على الآخرين من بشر وحيوانات وحجر.
بمراجعة التاريخ الإنساني سواء العلماني أو المقدس نلاحظ أن الفظاعات والحروب والمجازر والانتهاكات كانت بمنطق عقلي واضح فعدو الوطن لابد أن يباد وكذلك عدو الدين والله هو وأسرته وأطفاله وتحرق بيوتهم وأرضهم وأن يقطع ذكرهم من التاريخ وقد تم ذلك بحذافيره في اليهودية والمسيحية والإسلام وفي الدول الوطنية والقومية والرأسمالية والشيوعية وتمت إبادة سكان أصليين لبلاد عده الهنود الحمر في أمريكا وسكان استراليا الأصليين وتم استعباد الرجل الأسود لمئات السنين واعتبرت المرأة نجسة أثناء الحيض، تم كل ذلك بمباركة المؤسسات الدينية ورجالها بل في أحيان كثيرة هم الذين قادوا القتل والتدمير أن الاختلاف في الدين أو المذهب يتطلب إبادة المختلف حدث هذا في حروب الكاثوليك والبروتستانت ويحدث الْيَوْمَ بين السنة والشيعة وبين داعش والجماعات الإرهابية من جانب وباقي السنه من الجانب الآخر كل آلات القتل والدمار والتلوث بلا استثناء هى نتاج العقلاء ولاسيما المؤمنون منهم كيف لرجل دين يقف بين العبد وربه ويرسل العبد الى الجحيم أو الجنة أو السماء.
هل بعد كل ذلك لو أفقنا من غفوتنا هل يمكن أن نعتبر العقل "عورة" أو نقيصة نخجل منهاكما يبشرنا بذلك بعض رجال الدين ويحضونا على الحفظ بدون فهم وأن ندعهم يفكرون عنا ونستغنى لهم عن عقولنا وهم الْيَوْمَ موجودون في كل مكان في الكنيسة والجامع والتليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي ومحطات المترو أم نبحث عن طرق أخرى لاستخدام عقولناكما فعل غيرنا فتفوقوا على أنفسهم.