الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

محيي الدين بن عربي.. سلطان العارفين

محي الدين بن عربي
محي الدين بن عربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيلسوف صوفي، من أشهر المتصوفين ولقبه أتباعه بـ"الشيخ الأكبر"، نسبة إلى الطريقة الأكبرية الصوفية، كما أنه من كبار المتصوفة والفلاسفة المسلمين على مر العصور، إنه "محيي الدين ابن عربي"، الذي تحل اليوم 28 يوليو ذكرى ميلاده في عام 1164 م، ولقب بعدة القاب مثل "الشيخ الأكبر، الكبريت الأحمر، رئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، وسلطان العارفين".
ولد في مدينة مرسية من أب مارسي وأم أمازيغية، درس الحديث والفقه وتنقل بين البلاد حتى استقر في دمشق طوال حياته، وأصبح واحدا من أعلامها حتى وفاته.
ومن أهم الكتب التي قدمها "محيي الدين"، "كتاب تفسير القرآن لابن عربي، كتاب الفتوحات الملكية، كتاب فصوص الحكم، ديوان ترجمان الأشواق، كتاب شجرة الكون، كتاب الإعلام بإشارات أهل الالهام، كتاب اليقين".
يُحكى أن "محي الدين" في عام 594 هـ، رأى وهو مستيقظ، أنه أمام العرش الإلهي المحمول على أعمدة من لهب متفجر، ورأى طائرًا بديع الصنع يُحلق حول العرش، ويصدر إليه الأمر أن يرتحل إلى الشرق، وينبئه بأنه سيكون هو مرشده السماوي وبأن رفيقًا من البشر ينتظره في مدينة فاس.
عام 595 هـ، ذهب إلى غرناطة مع شيخه أبي محمد عبدالله الشطاز، وبين عامي 597 و620 هـ بدأ رحلاته الطويلة إلي بلاد الشرق، واستقر في دمشق.
عام 598 هـ، ذهب الى مكة واستقبله فيها شيخ إيراني يدعي "ابي شجاع بن رستم الأصفهاني" وهو من كبار شيوخ بلاد فارس حينها، وتزوج حينها من ابنته "نظام" التي كانت عونًا له، واتخذها رمزا ظاهريا للحكمة الخالدة، وصور ذلك في قصائده في ديوان "ترجمان الأشواق".
وفي ذلك الحين في إحدى تأملاته، رأي مرشده السماوي مرة أخرى، يأمره بتأليف كتابه الجامع الخالد الفتوحات المكية الذي ضمن فيه أهم أرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية.
عام 599 هـ، زار طائف، وفي زيارته لبيت عبدالله بن العباس ابن عم الرسول "صلي الله عليه وسلم"، واستخار المولي حينها وكتب رسالة "حلية الأبدال".
عام 601 هـ، اتجه الى الموصل، وجذبه تعاليم الصوفي علي بن عبدالله بن جامع، الذي تلقي لبس الخرقة عن الخضر مباشرة، ثم ألبسها لمحيي الدين ابن عربي بدوره.
في نفس العام زار قبر الرسول، وقال: "وقد ظلمت نفسي وجئت إلى قبره صلى الله عليه وسلم فرأيت الأمر على ما ذكرته وقضى الله حاجتي وانصرفت ولم يكن قصدي في ذلك المجيء إلى الرسول إلا هذا الهجير".
عام 607 هـ، ذهب الى القاهرة، و608 هـ عاد إلى مكة مرة أخرى، وبقي فيها لمدة ثلاث أعوام حتى عاد إلى دمشق، وزار قونية بتركيا، وتزوج هناك بوالدة صدر الدين القونوي، ثم رحل إلى أرمينيا.
عام 612 هـ، اتجه الي بغداد والتقي بـالصوفي "شهاب الدين عمر السهروردي"، وعام 615 هـ زار مكة للمرة الثالثة، ووجد عدد من الفقهاء يحاولون تشويه سمعته بسبب القصائد التي نشرها، ثم عاد بعدها الى دمشق، بعدها اتجه إلى حلب وأقام فيها لفترة من الزمن.
وأخيرًا أقام في دمشق في الفترة من 1223م ـ 1240م، حيث كان أميرها أحد تلاميذه، ومن المؤمنين بعلمه، وعاش حياته في دمشق يؤلف ويعلم، وكان واحدا من كبار العلماء بين أهل العلم والفقه في دمشق، وألتقى به عدد كبير من العلماء والطلاب من جميع الأنحاء، وأبرزهم الشيخ جلال الدين الرومي، وظل في دمشق حتي وفاته عام 1240 م.