أكوام من الزبالة مشتعلة على طول الطريق، دخان كثيف يحلق فى الأفق، أطفال يلهون برمى القمامة فوق ألسنة النيران التى تزداد ارتفاعًا، سعال شديد واحمرار فى العيون يصيب الأطفال ومع ذلك يصرون على اللعب وسط الدخان والقمامة.. أجواء ملوثة يعيش فيها أهالى حى الصوفى بحى جنوب، ولا يجدون طريقة للتغلب على أكوام القمامة سوى بإحراقها فى نفس المكان الذى يعيشون فيه.
«أمراض كتير، العيال زى اللى عندهم برد طول السنة، يعنى ينفع عيالى يروحوا مدارسهم، يرجعوا وشهم أصفر، والكحة مش بتخلص»، قالها أيمن حسن، مؤكدًا أنه يذهب للطبيب أسبوعيًا بسبب أثر الدخان السلبى عليه وعلى أطفاله وزوجته، التهاب فى الحنجرة، جيوب أنفية، سعال، هى الأمراض التى تصيب الأطفال، وتتطلب علاجًا يقدر بـ 200جنيه أسبوعيًا، بخلاص مصاريف الكشف، هذا ما أكده « أيمن»، موضحًا أنه أحيانًا يقف قليل الحيلة أمام أطفاله، الذين يسيرون ويلعبون ويعيشون وسط دخان القمامة مثلهم مثل باقى أبناء الحى، «الناس بترمى زبالة، والحى مش بيلمها فالناس بتضطر تحرقها رغم الدخان اللى بيعمى عينينا»، قالها مطالبًا بتدخل المسئولين بعمل منظومة لجمع القمامة، للحفاظ على أطفال المنشية من الأمراض التى تتراكم عليهم، مشيرًا إلى أنه اشتكى كثيرًا ولكن كلها شكاوى دون جدوى. «أم حبيبة»، لديها 7 أبناء، وتسكن بمنطقة الصوفى منذ سنوات، أكدت أنها تقف عاجزة أمام أطفالها لا تعرف كيف تحميهم من الدخان الذى أصابهم بحساسية: «ما أعرفش أعمل إيه، أسيبهم يلعبوا برّه البيت، ولا أدخلهم جوّه عشان الدخان، ما كده كده الدخان بيدخل جوه»، متسائلة إلى متى سيستمر الوضع كما هو وكيف سيكبر أبناؤها على ذلك الوضع؟ «عايشين وخلاص، وصابرين، ده ساعات الدخان بيكون كتير قوى، لدرجة إننا ما بنشفش بعضينا»، قالتها «أم عمر»، مؤكدة أنها تذهب بكثرة مع طفلتها الوحيدة للطبيب، وتعيش على الأدوية، كما أنها قامت بعمل العديد من المحاضر ولكن دون رد ولا جدوى.
