الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ملك الشعر الذي مات وبقى خاتمه.. حكاية أنسي الحاج

الشاعر اللبناني أنسي
الشاعر اللبناني أنسي الحاج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ثمانون عاما مرت على رحيل الشاعر اللبناني أنسي الحاج، الذي يعد رائدًا في قصيدة النثر العربية، إلى جانب كل من الماغوط وسعدي يوسف أصدقاء جيله.
ولد الشاعر أنسي الحاج في 27 من يوليو عام 1937، في لبنان؛ توفيت والدته "ماري عقل" وهو في عمر السابعة، وتولي والده الكاتب الصحفي لويس الحاج تربيته بمفرده؛ وترك رحليها أثرًا في نفسيته بقية عمره؛ تلقى الحاج تعليمه في مدرسة الليسه الفرنسية ثم في معهد الحكم، وأتقن إلى جانب العربية الفرنسية.
بدأ حياته الأدبية منذ كان طالبًا بالمرحلة الثانوية حيث بدأ ينشر قصصًا قصيرة وأبحاثًا وقصائد منذ 1954 في المجلاّت الأدبية.
عقب تخرجه عمل بالصحافة اليومية بجريدة الحياة مسئولًا عن الصحفة الأدبية بها. انتقل بعدها الحاج إلى جرائد عدة، وشارك في تأسيس مجلة الشعر،حتى استقر به المقام رئيسًا لتحرير جريدة النهار اللبنانية منذ عام 1992 حتى 2003 وهو تاريخ استقالته.
استمر في حياته ومسيرته الشعرية، سالكا في طريق العزلة والانطوائية، ساعدته حياة العزلة في الإنصات إلى أصواته الداخلية وهواجسه النفسية، إذ كان دائم الخوف، توفي أنسي الحاج في 2014.
له ستّ مجموعات شعرية: "لن"، "الرأس المقطوع"، "ماضي الأيام الآتية"، "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة"، "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، "الوليمة"، وله كتاب مقالات في ثلاثة أجزاء هو "كلمات كلمات كلمات"، وكتاب في التأمل الفلسفي والوجداني هو "خواتم" في جزئين و"خواتم". 
لم تقتصر كتاباته على اللغة العربية بل صدر كتاب له بالفرنسية "الأبد الطيار" و"الحب والذئب..الحب وغيري"، تُرجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية والأرمنية والفنلندية. تميزت أعماله الشعرية بتجاهلها للتقاليد القديمة، التي تتطلع مباشرة إلى حياة الفرد الشخصية بشكل مباشر، والتجارب الحياتية التي يعيشها الفرد.
وفي ديسمبر الماضي أثيرت حالة من الجدل، وعاد الحديث حول الحاج وحياته العاطفية بعدما نشرت غادة السمان رسائله إليها في كتاب بعنوان "رسائل أنسي الحاج إلى غادة السمان"، ضم الكتاب ما يقرب من 50 رسالة كشفت عن قصة حب نشأت بين الحاج في السادسة والعشرين من عمره، بينما كانت السمان في بداية العشرينات.
استمرت حالة من الجدل في الوسط الثقافي بين التشكيك في صحة الرسائل، خاصة أن الحاج لم يتطرق إلى هذا الأمر من قريب أو من بعيد، وهو ما يعد طبيعيا بالنسبة إلى شخصيته الإنطوائية، بينما ذهب آخرون إلى رفض نشر الرسائل التي تعتبر أمرا شخصيا للشاعر في حين رأي آخرون أن كل ما يكتبه الشاعر أو الصحفي يدخل ضمن إبداعه وإنتاجه الأدبي.