الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دهس الإرهاب بالدبابة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"فدائية لا تعرف الخوف.. شجاعة لا تهاب الموت".. هي العقيدة التي تربى عليها المجند المصري داخل القوات المسلحة المصرية، وتجسدت في كثير من المواقف البطولية على مر الزمان. 
هذه المرة كان بطلها مجند مغوار تمكن من إحباط عملية إرهابية كبرى كانت تستهدف إحدى كمائن القوات المسلحة جنوب مدينة العريش والتي كان سينتج عنها خسائر جسيمة في الأرواح قد تصل إلى استشهاد ما يقرب من 50 إلى 60 فردًا من المدنيين والعسكريين. 
وبحسب ما نشره المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي؛ فإن إحدى عربات الدفع الرباعي المفخخة حاولت اقتحام حواجز الكمين لاستهدافه إلا أنها فوجئت بتمركز إحدى الدبابات أمام الكمين بمسافة حوالي 200 متر مما أجبر التكفيري سائق العربة المفخخة على إيقاف عربته أمام الدبابة مباشرة بهدف تفجير الدبابة وإحداث أكبر خسائر في صفوف العسكريين وكذلك المدنيين المتواجدين بجوار وأمام الكمين. 
في المشهد البطولي، استدعى انتباه سائق الدبابة تواجد 4 عناصر تكفيرية بالسيارة مسلحين بالبنادق الآلية والرشاشات ويستعدون لمغادرتها لاستهداف عناصر الكمين فى ظل تواجد العشرات من المدنيين؛ الأمر الذي لم يكن في مقدور سائق الدبابة إلا تلبية نداء واجبه المقدس فأسرع باعتراض السيارة والتصدى لها والاصطدام بها بدافع وطنى وبشرف العسكرية المصرية الراسخة فى وجدان كل جندى مصري وذلك بهدف تلقي الموجة التفجيرية فى جسم الدبابة بما يجنب المدنيين خسائر الأرواح، وكذلك أقرانه العسكريين أي إصابات إلا أن السيارة انفجرت عقب عملية التصدي لها وكان الانفجار كبيراً. 
وبحسب مصادر رسمية، فإن المجند عندما شاهد سيارة الدفع الرباعي في طريقها إلى الكمين قام بتشغيل الدبابة استعدادًا لاعتراضها وعندما خالفت طابور السيارات وجاءت في الطريق المجاور تحركت الدبابة واعترضتها إلا أنه فوجئ داخل السيارة 4 عناصر إرهابية ملثمين يحملون أسلحة نارية ويستعدون لمغادرة السيارة حتى تنفجر بعد دقائق معدودة والغريب أن الدبابة كان بها ضابط قائد الكتيبة ولم يصدر تعليماته باعتراض العربة، إنما كان المجند البطل سريع البديهة بدون أي تعليمات من قائده قام بدهس العربة وقتل من بداخلها. 
الفريق أول صدقي صبحي ، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، اتصل بالمجند وشكره على شجاعته التي أثلج بها صدور جميع المصريين كما اتصل أيضا بأسرته وأخبرهم بأن ابنهم بطل، كما كرم قائد الجيش الثاني سائق الدبابة لتفانيه وشجاعته.
الغريب أيضًا أن المجند البطل رفض الإجازة التي منحها له قائد الجيش، مؤكدًا أنه مستمر في المداهمات ضد العناصر التكفيرية وأنه على استعداد للشهادة. 
هذا المشهد الرائع أعاد إلى أذهاني الشهيد المجند محمد شويقة الذي احتضن الإرهابي المفخخ لإنقاذ زملائه أثناء مداهمة لأحد الأوكار في سيناء. 
وأخيرًا؛ فإن الموقف يثبت أن الجندي المصري هو خير أجناد الأرض، كما قال صلوات الله عليه وسلم، فعقيدة المقاتل المصري النصر أو الشهادة، والقوات المسلحة تثبت كل يوم العقيدة الراسخة للمقاتل المصري بالنصر أو الشهادة في سبيل الوطن.