السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الألعاب الإلكترونية.. قاتل في بيتك.. "الحوت الأزرق" وراء انتحار عشرات الحالات في عدة دول.. خبراء علم نفس: تثير مشاعر سلبية للمراهقين والأطفال

الحوت الأزرق
الحوت الأزرق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليست مجرد ألعاب قد يستمتع أبناؤك بها، ولكنها قد تتحول في لحظة إلى قاتل يخطف أعز ما لديك، خاصة بعدما تزايدت أعداد الضحايا في الفترة الأخيرة بالعديد من الدول بسبب الألعاب الإلكترونية، وهو الأمر الذي أصبح بمثابة فيروس انتقل إلى كافة المنازل.

"الحوت الأزرق" ليست مجرد لعبة إلكترونية ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى فحسب، وإنما تحولت إلى واقع مرعب داخل العديد من الدول حول العالم، لا سيما فى روسيا دولة المنشأ التى خرجت منها تلك اللعبة، والتى تسببت بعد انتشارها هناك فى انتحار ما يصل إلى 130 طفلا ومراهقًا.
لم ينته الأمر عند ذلك الحد، فبجانب ملاحظة ظهور ضحايا فى الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا انتقل الفيروس القاتل المعدى إلى الخليج العربى، وتحديدًا فى الكويت، التى أعلنت مؤخرًا عن وقوع 3 حالات انتحار خلال أقل شهر واحد، وهو ما أعقبه ظهور هاشتاج يطالب بمنع اللعبة وحجبها كما حذرت الإمارات من اللعبة المتداولة.
وتطرح تلك القضية تساؤلات بشأن خطورة الألعاب الإلكترونية، التى تنتشر عبر منصات الهواتف المحمولة بجانب مواقع التوصل الاجتماعى، خاصة مع انتشار الألعاب الإلكترونية عبر الهواتف المحمولة.

والواقع أن لعبة الحوت الأزرق تثير الكثير من الجدل حول خطورتها بسبب الجو التفاعلى الذى رغم كآبته، إلا أن اللاعب يجبر على الدخول فيه للسير وراء القصة والسيناريو المأساوى، الذى وضعه مصممها للاعبين فى النهاية، وهذا على مدار 50 مهمة يكون على اللاعب تنفيذها بداية من طلب الاستيقاظ مبكرًا من اللاعب ونهاية بطلب الانتحار منه.


هنا يحذّر الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، الآباء والأمهات من خطورة تعرض ذويهم، خاصة خلال فترة المراهقة لأى ألعاب تثير داخلهم مشاعر سلبية، فإذا ما لوحظ سلوك غير طبيعى على الأبناء لا بد من التدخل فى تلك الحالة من الأهل، خاصة أن الألعاب الإلكترونية ترتبط بهؤلاء الأطفال وتكون جزءًا من حياتهم فى هذه السن الصغيرة.
ولفت فروز إلى أن الأطفال فى مرحلة المراهقة يكونون أكثر عرضة للتعرض للتصرفات المتهورة، فنجد أن المراهق فى مرحلة من المراحل الحياتية التى يتعرض لها أول ما يفكر فيه للتخلص من الضغوط النفسية التى يتعرض لها هو الانتحار هذا بجانب عدم النضج السلوكى الذى يكتنف تلك المرحلة، وهى أمور تجعله أدعى للتصرف السلبي.
وأضاف: قد يكون أى طفل لديه جينات المرض النفسى التى تظهر عليه بسبب تعرضه للعبة معينة تستفز المرض الكامن داخله، فيصاب بحالة من الهوس التى تجعله يستمر فى لعب الألعاب الإلكترونية وقد يتفاعل معها أيضًا لإصابته كنتيجة لمرضه النفسى الذى أظهرته اللعبة وهو أمر شائع حدث حينما ظهرت لعبة البوكيمون التفاعلية التى أصيب بسببها الكثير بهوس نفسى واستمروا فى لعبها بالشوارع حتى وإن تعرضوا للخطر أثناء جمع البوكيمون فى الشوارع، وقد وقع عدد من الحوادث بالفعل جراء الهوس الذى سببته اللعبة، ويتكرر الأمر أيضًا مع لعبة المزرعة السعيدة التى يستمر العديد من الأشخاص الذين لديهم جين المرض النفسى بالاستمرار فى لعبها لمدة يومين كاملين، وحينما يتكلم يقلد دور الملك الذى يملك المزرعة.


أضاف الدكتور محمد هاني، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن ذلك النوع من الألعاب يستغل حب المغامرة والاستطلاع لدى الأطفال والمراهقين، ويلعب على هذا الوتر الحساس، وحينما يندمج المراهق مع اللعبة يتحول العالم الافتراضى الذى داخل اللعبة إلى العالم الواقعى الذى يعيش داخله بعد الانعزال عن العالم الخارجى، وهو الأمر الذى يتبعه تصرفات سلبية منه وانصياع تام لما يوجد باللعبة فلا يستطيع عقله التفرقة بين العالم الواقعى والعالم الافتراضى، الذى دخله وسهل من هذا أن الطفل ما زال فى مرحلة المراهقة التى لم ينضج عقله فيها بعد.

وأشار هانى إلى خطورة بعض الألعاب الإلكترونية وضررها على الأطفال والمراهقين وهو الأمر الذى يتطلب تفعيل دول الحكومات والدول، وقبل هذا كله تفعيل دور الأسرة التى يجب أن تراقب أبناءها دائمًا ومعرفة ما يقومون به من تصرفات وأفعال، وإلا فالعواقب قد تكون وخيمة كما حدث فى روسيا والكويت وأمريكا.