الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المبادرة الفرنسية للأزمة الليبية.. خطوة نحو الحل

بعد تعهد حفتر والسراج بوقف القتال وإجراء انتخابات

ماكرون يتوسط خليفة
ماكرون يتوسط خليفة حفتر وفايز السراج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«عثامنة»: انزعاج إيطالى وجزائرى من التحرك.. و«أبوراس»: البعض يسعى لعرقلة تقدم المفاوضات

عقد قطبا الأزمة الليبية المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وفايز السراج، رئيس المجلس الرئاسي الليبي، أمس الثلاثاء، اجتماعا ثنائيا بقصر سان كلو بضاحية باريس الغربية بحضور الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ضمن المبادرة الفرنسية لإنهاء الصراع الليبي

وأعرب خبراء، فى تصريحات لـ«البوابة»، عن خشيتهم من أن تصبح نتائج الاجتماع مجرد حبر على ورق مثل لقاء أبوظبى مايو الماضى، بسبب محاولات البعض عرقلة أي تقدم لحل الأزمة، إلا أنهم أكدوا قدرة فرنسا على ممارسة الضغوط على الأطراف للالتزام، خصوصا أن الانتخابات ستضمن تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة

وخيمت أجواء إيجابية على اللقاء الثانى للاعبين الرئيسيين فى الأزمة الليبية بعد أول لقاء جمعهما خارج ليبيا فى الإمارات مايو ٢٠١٧، وتعهد حفتر والسراج خلال لقائهما بالعمل على وقف إطلاق النار والدعوة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية خلال الأشهر الأولى من ٢٠١٨

وتطرح فرنسا مبادرة تقوم على ضرورة تعديل الاتفاق السياسى، والمعروف باتفاق الصخيرات، الموقع بين الأطراف فى ديسمبر ٢٠١٥ بما يرضى جميع الفرقاء ويسمح بتوحيد القوات الليبية تحت قيادة عسكرية واحدة، وتشكيل مجلس رئاسى من ٣ رؤساء، رئيس ونائبين، بدلا من رئيس و٨ نواب

وأجرت فرنسا قبيل استضافتها للفرقاء الليبيين مباحثات واسعة للوقوف على أبعاد الأزمة، مع عدد من دول الجوار المباشر لليبيا مثل مصر والجزائر وتونس، وتعطى باريس اهتماما خاصا بالأزمة الليبية، باعتبارها دولة حدودية لدول الساحل الإفريقى، وترى أن استفحال ظاهرة الإرهاب فى ليبيا تمثل خطرا حقيقيا على مصالحها فى النيجر وتشاد وموريتانيا ومالى

وعبرت إيطاليا عن انزعاجها من دخول فرنسا على خط الإزمة الليبية دون استشارتها التى ترى فى ليبيا منطقة نفوذ.

وقالت جورجيا ميلونى، زعيمة حزب «إخوة إيطاليا» اليمينى، عبر صفحتها على «تويتر»: «الاجتماع الليبى الذى تنظمه فرنسا يظهر الفشل التام للسياسة الخارجية الإيطالية»، معتبرة المبادرة الفرنسية نهاية للدور الإيطالى التقليدى كوسيط بين أطراف الصراع.

وأكد الدكتور عبدالله عثامنة، المستشار بالدراسات الاستراتيجية والإدارة الدولية رئيس مؤسسة تمدن للتطوير والتدريب والإعلام بلندن: «هناك انزعاج إيطالى وجزائرى وتجاهل بريطانى وعدم اكتراث أمريكى بالمبادرة الفرنسية».

وأضاف: «هناك تطلع للنفوذ من قبل الدول الكبرى داخل ليبيا، وبعض الأطراف الدولية ترى فى تغييب مجلس الأمن وبعض الأطراف السياسية الأخرى عن المبادرة الفرنسية، أنه لن يحل الأزمة، وسينتج عن ذلك حل مبتور يضاعف من وتيرة الصراع».

ويرى الدكتور محمد أبوراس الشريف، المحلل السياسى الليبى، أن لقاء حفتر والسراج بباريس وما نجم عنه من تعهدات بالدعوة لانتخابات برلمانية ورئاسية فى أقرب وقت، ووقف إطلاق النار، خطوة جيدة فى اتجاه تسوية الأزمة.

وأضاف، أن الدعوة للانتخابات والاحتكام للصندوق هى السبيل الأفضل للخروج من الوضع الراهن لا سيما أنها تضع الشعب الليبى كاملا فى المشهد.

وأشار إلى وجود مساع من بعض الأطراف لعرقلة أى تقدم فى اتجاه الحل خصوصا الأطراف المستفيدة من استمرار الأزمة بما فيها الجماعات الإرهابية.